الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في يوم عيده| مار نوهرا.. أغرقوا جثمانه في البحر وحوت أعاده إلى الشاطئ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل اليوم عيد القديس مار نوهرا، ووفقا للسنكسار الكنسي، نقتبس أهم مراحل حياته، ولد القدّيس في مدينة "ساموزات" التابعة لإنطاكية، لأسرة سريانية عريقة، ولوالدين مسيحيّين، احسنوا تربيته، وتثقيفه منذ طفولته، وفي الثانية عشرة من عمره، رحل والديه عن دنياه، فكرهت نفسه أباطيل العالم، وبهجته، وتاقت إلى الحياة الإكليريكيّة، والحياة النسكيّة، فباع كلّ مقتناه، ووزّعه على المساكين.
تتلمذ على يد القدّيس مكاريوس، وعكف على دراسة الكتب المقدسة، فبلغ منها مبلغًا بعيدًا، واتخذ لنفسه حياة نسكية بحتة، وتقشف غذائيا، فكان لا يأكل سوى القليل من الخبز اليابس، والأعشاب الخضراء، وكان مزاولًا على الصلوات والتأملات، وملازمًا الصمت، ولم يكن يفتح فاه إلاّ لشرح الأسفار المقدّسة، ولمّا نشأ ونما في العمر والعلم والفضائل رسم كاهنًا في إنطاكية، حينئذٍ انشأ مدرسة لتفاسير الكتاب المقدّس، ودحض الهرتقات، وإظهار الحجج البيّنة في الأضاليل.
ثمّ تفرغ لترجمة الكتاب المقدّس من العبريّة إلى اليونانيّة، فأصبح نابغة عصره، وحجّة دهره، حتّى إنّ القدّيس إيرونيموس أخذ عنه مواد تآليفه وتفاسيره للكتب المقدّسة.
وجراء انتشار صيته، وُشِيَ به إلى الملك مكسيميان الطاغي الذي أمر بإحضاره، حينئذٍ لجأ إلى البراري للاختباء.
تتبعه الملك وأرسل جنوده فقبضوا عليه، واقتادوه إلى السجن، وكان له دورا عظيما في تشجيع ضعيفي الإيمان على التشبث بمسيحيتهم أمام الاضطهادات والعذابات.
وفي محاولة لإغرائة، وعده الملك بأنّه يجعله مساويًا له في العرش إن جحد الدين المسيحيّ، فسخر منه القدّيس، مؤكدا ثباته على إيمانه، فعذبوه بتكسير مفاصله بآله خشبيه وضع بها، ثم القوه سجينا، وتركوه بين الحياة والموت، وفي اليوم السابع من كانون الثاني، سنة 312، تنيح داخل السجن وصعدت روحه الطاهرة لخالقها.
وعقب موته مباشرة أمر الملك مكسيميان بإثقال جثمانه بحجر، واغراقه في البحر بهدف محو ذكراه، وبعد 14 يوما، أُوحى إلى أحد تلاميذه بأن يذهب مع رفاقه إلى البحر الذي القى فيه، وهناك سيجد جثّته سالمة من الفساد، ليدفنوها، وحينما وصلوا، شاهدوا حوتًا صاعدًا من البحر، يحمل جثّة القدّيس بإكرام طائفا بها على سطح المياه، وخرج بها للشاطئ، ووضعها أمامهم.