الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الناقد سيد إمام: لا يوجد ما يسمى بـ«مختبر السرديات»

الناقد سيد إمام
الناقد سيد إمام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار «مختبر السرديات»، والذى يُعقد كل ثلاثاء من كلِّ أسبوع بمكتبة الإسكندرية، ومختبر السرديات بالمنصورة، حفيظة بعض المثقفين والنقاد والذين لهم باع طويل فى مجال السرد، لاسيما المتعلق بالقصة القصيرة والرواية، وهو ما جعل الناقد والمترجم الدكتور سيد إمام يطرح تساؤلًا حول هذا المصطلح، لا سيما أنه هو من قام بترجمة أول قاموس للسرديات فى العالم العربي، كما ترجم أيضًا كتابا عن علم السرد وآخر عن نظرية السرد ما بعد الحداثية.
مختبر السرد هو عبارة عن سلسلة من ورش العمل للقصة والرواية، تهدف إلى تنمية مهارات الكتابة لدى شباب الأدباء بالإسكندرية وتكوين حلقة تواصل بين الأدباء من الأجيال المختلفة، وكذا إنشاء وتنظيم وتدعيم حركة نقدية فاعلة مرتكزة على الحركة الإبداعية؛ بحيث يُخرج التيار السردى الإبداعى نقاده، وإنشاء وتنظيم وتدعيم حركة ترجمة لهذا التيار الإبداعى النقدي.
وقال الناقد سيد إمام: «لقد تفقدت مصطلح «مختبر السرديات» لأسباب سوف يتفهمها أى دارس أو متابع لنشأة علم السرد وتطوره، ولا سيما ما تحيل إليه كلمة «مختبر» laboratory وكلمة «سرديات» Narratology أو علم السرد، وارتباطهما بالمحاولات المنهجية التى جرت فى ستينيات القرن الماضى للبحث عن قواعد عامة أو «نحو» لكل أنواع المحكيات وإضفاء صفة «العلمية» على هذا النوع من البحث وربطه بما يحدث فى عالم الفيزياء أو النبات، وهى محاولات انتهت بفشل المنطلق البنيوى الذى كانت تدرس على أساسه النصوص الأدبية، ولا سيما المحكيات».
مضيفًا: وما دام الأمر هكذا، جاز لنا أن نسأل: ما علاقة مختبر السرديات بالمنصورة أو الإسكندرية بهذا كله، وما نوع التجارب «المعملية» التى يقوم بها أى منهما فى مجال السرد بالضبط، بوصفهما امتدادًا أو تطويرًا لهذه النزعة العلمية التى نشأت فى الستينيات، وعنى بها مجموعة من الباحثين من أمثال رولان بارت، وتزفتان تودوروف، وإ. ج جريماس وكلود بريمون وجيرار جينيت وجيرالد برنس وغيرهم.. والتى استمدت أصولها من جهود الشكلانيين الروس، ولا سيما فلاديمير بروب فى دراسته المعنونة بـ «مورفولوجيا الحكاية الشعبية».
وأكد أنه: «لم يحمل نقدى للمصطلح أى قدح فى أعضاء ما يسمى بـ «المختبر» أو القائمين عليه، بل انصب نقدى على عدم ملاءمة المصطلح لما يجرى داخل هذه «المعامل» من أنشطة ومناقشات، وهو نقد يمكن الرد عليه بأسباب وجيهة بكل تأكيد.. فهل كفرت حين انتقدت المصطلح وأشرت إلى عدم ملاءمته».
مستكملًا: «فلم يكتف البعض بتوجيه الاتهام لى بـ «الإدعاء» و«قصور معرفتى»، وهم الذين لم يقرأوا كتابًا واحدًا فى السرديات، بل ولا يعرفون شيئًا عن تاريخ نشوء المصطلح وتطوره وما آل أو انتهى إليه، والسؤال، هل غدا المصطلح مقدسًا أو إلهيا إلى الدرجة التى يعتبر فيها نقده أو نقضه مساسًا بأحد القوانين الإلهية - والعياذ بالله - «منتدى السرد» وليس «مختبر السرديات» هذا ما أصبو إليه، بدلًا من «ادعاء» علميةً لا أساس لها على أرض الواقع أو الممارسة على الإطلاق.
فتلك المختبرات المزعومة عبارة عن مقرات تمارس فيها قراءة القصص ومناقشتها مثلها مثل أى نادى أدب، وليس لها علاقة لتلك المناقشات بالتسمية -اللى تخض- والتى تحمل تسمى بـ «مختبر» أى معمل لإجراء التجارب، و«سرديات» يعنى علم السرد الذى أسسه تودوروف فى ستينيات القرن الماضى وطوره رولان بارت وبريمون وجريماس وغيرهم.
ومن جانبه، قال الكاتب أحمد سراج، صاحب فكرة مختبر سرديات المنصورة، إن ما طرحه الدكتور سيد إمام هو حديث علمى ودقيق ومنطقي، ومن المفترض أن العاملين فى الحقل الثقافى يقومون بالعمل على ضبط المصطلح، فقد باتت هناك «غابة من المصطلحات» عن نفس المفهوم، وهو ما يؤدى إلى خلل.
تابع سراج: «إن دراسة الأدب تتنمى إلى علوم الإنسانية، وأن إطلاق كلمة مختبر تنفى الصفة الإنسانية والطبيعية عن علم السرد، مشيرًا إلى أنه تم اختيار أو إطلاق اسم مختبر سرديات المنصورة، والذى تم اختيار كلمة «مختبر» بمعنى أن العمل الأدبى السردى بكل بساطة يخضع للنقد والتحليل بزوايا مختلفة من أعضاء المختبر، وبالتالى فإن العمل المطروح للمناقشة يتم تناوله بأكثر من طريقة فجاء من هنا لفظ «مختبر» باعتباره الأوقع لطريقه عمل المجموعة».