الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"العربي للطفولة والتنمية" ينحاز لحق الطفل في "إعلام صديق"

المجلس العربي للطفولة
المجلس العربي للطفولة والتنمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقفة حاسمة مع "المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ حول الأطفال في وسائل الإعلام" حان وقتها، ومواجهة تستند إلى الوعى الجمعي للمجتمع يتعاظم فيها حق الطفل باتت ضرورة ملحة.
ولهذا جاء وضع مصلحة الأطفال كأولوية في إطار البحث عن بدائل لتكتسب هذه القضية أهمية خاصة لدى المجلس العربي للطفولة والتنمية (بيت الطفل العربي )، للعمل بمنهج المشاركة مع جامعة الدول العربية (إدارة المرأة والأسرة والطفولة )، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، للعمل على ضمان احتضان السياسات الإعلامية العربية التوجهات والآليات التي تحقق أكبر قدر من الالتزام بحق الطفل العربي في "إعلام صديق" .
امتد الاهتمام بقضايا الطفولة العربية على أرض الواقع، بإطلاق المجلس النموذج الجديد لتنشئة الطفل العربي، والذي ينفذ عبر مختلف وسائط التنشئة الاجتماعية (أسرة ومدرسة وإعلام ومنظمات المجتمع المدني)، مما يتيح للطفل النمو بثقافة راسخة من القيم والسلوكيات، ويعزز بناء مجتمع يقوم على الحرية والمواطنة والمشاركة وقبول الآخر، ويسهم في تمكين الطفل العربي من دخول مجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة.
ولأنه في " فلك الممنوع " يتم تداول الكثير والكثير من المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ حول الأطفال في وسائل الإعلام، فقد عزز ذلك انحياز المجلس للعمل على تنمية إعلام صديق للطفولة، والسعي للتعاون مع جامعة الدول العربية، وأجفند، لتحمل مسئولية إعداد دليل إرشادي للتغلب على كل ما يمثل إساءة حقيقية لصورة الطفل في الإعلام ويشكل امتهانا لحقوقه، وليكون بمثابة أداة عملية وعلمية نحو ترشيد أداء الإعلاميين، وغيرهم في التعامل مع قضايا الأطفال بالمصطلحات الملائمة والصحيحة، بما يتضمنه من حلول واقعية قابلة للتطبيق تركز على التشخيص العلمي وتوفر لها البدائل الصحيحة.
دليل " تصحيح المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام " هو أحد مكونات المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي المنبثق عن المجلس، والذي بدأ العمل به منذ عام 2010، ضمن الخطة الاستراتيجية للمجلس (2017 - 2020) سعيا نحو إعلام صديق للطفولة، وتنفيذا لتوصيات لجنة الطفولة العربية، إذ يمثل المرصد آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم الهادف إلى الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية.
خلق إعلام تنموي يدعم حقوق الطفولة العربية سيسهم الدليل في تحقيقه عند تعميم تطبيقه في الدول العربية، إذ إنه يستهدف الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل، خاصة في ظل ما يعيشه الطفل العربي من واقع بائس إعلاميا وثقافيا واجتماعيا، حيث أكدت دراسة أعدها المجلس، أن نمط التنشئة العربية السائد يقوم على تعليم الطفل ثقافة الصمت والطاعة، وذلك بحسب ما صرح به الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس، حيث قال " إن المجلس مع الشركاء أعدوا هذا الدليل المعرفي في ضوء تفشى ظاهرة التداول الواسع للمصطلحات والصور والفيديوهات الخطأ حول الأطفال بوسائل الإعلام، بما أسهم في الترويج لصور ذهنية ومعان ومفاهيم سلبية حول الأطفال، انعكست آثارها الاجتماعية والنفسية السلبية على إعاقة اندماجهم في محيطهم الاجتماعي". 
و الدليل هو خارطة طريق للإعلاميين ووسائل الإعلام في المنطقة العربية، حيث يهدف إلى ترشيد أداء الإعلاميين وغيرهم في التعامل مع قضايا الأطفال بالمصطلحات الملائمة والصحيحة، ويمكنهم من استخدام المفردات والمصطلحات والصور الصحيحة بديلا عن تلك المصطلحات الخطأ التي تترك أثرا سلبيا مباشرا على الأطفال وأسرهم، حيث يقدم نماذج إرشادية ومهنية لتصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال إعلاميا، وذلك وفقا لما صرح به الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة والخبير الرئيسي للدليل.
وذكر أن هذا الدليل يقوم على إعداده فريق من الباحثين، وأن أهميته ترجع لكثرة تداول بعض الإعلاميين للمصطلحات الخطأ والغامضة والصور الفوتوغرافية والفيديوهات غير المناسبة في معالجة قضايا الطفل، إلى جانب عدم الاهتمام الكافي من جانب مواثيق الشرف الإعلامية بالدول العربية بمسألة تداولها في وسائل الإعلام، رغم ما يسببه ذلك من آثار نفسية واجتماعية وتربوية سلبية على الأطفال وأسرهم نتيجة الترويج للصور النمطية السلبية. 
وعلى وقع إحراز الهدف المنشود، والوصول إلى إعلام صديق للطفولة، قالت إيمان البهي مديرة الإعلام بالمجلس العربي والمسئولة عن المرصد الإعلامي، إنه تم الانتهاء من الدليل وتطبيق ما تضمنه في كل من مصر ولبنان، وجاري حاليا العمل للانتهاء منه بالإمارات، وفي تونس كمرحلة قادمة، وذلك كمكون من مكونات مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي تحت شعار "إعلام صديق للطفولة"، حيث أكدت تلك الدول تعاونها في تطبيق منهجية هذا الدليل، حرصا واهتماما منها بهذا العمل العلمي الذي سيسهم في خلق إعلام تنموي يدعم حقوق الطفولة العربية ويعمل على إنفاذها، مشيرة إلى أن الإعلام يقدم الكثير من المضامين التى لا تتفق وحقوق الطفل .
وتابعت البهى، أن مرحلة الإعداد لهذا الدليل اعتمدت على الحوار النشط بين كافة الشركاء، وفى هذا الإطار نظم المجلس سلسلة متنوعة من ورش العمل تضم خبراء وإعلاميين وقانونيين وأطفال، للتعرف على وتجربة وقياس أثر القوائم المدرجة بالدليل لمصطلحات ومفاهيم وصور خطأ، والبديل المهني المناسب مع المعنيين بإعلام وثقافة الطفل والخبراء .
و نوهت، فى هذا الصدد إلى أن تنظيم المجلس لهذه الورش، جاء بالتعاون مع الأجهزة المعنية ضمن منهجية تطبيق الدليل، ومن بينها أربع ورش للأطفال عقدت في لبنان في شهر فبراير الماضي، وورشة عمل للإعلاميين عقدت خلال شهر نوفمبر الماضي بمقر المجلس بالقاهرة، بالإضافة ٤ مجموعات نقاشية مع الأطفال في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة حول "إعلام صديق للطفولة"، بالتعاون مع مكتب الشارقة صديق للطفل ومنظمة ومكتب اليونيسف لدول الخليج العربي، اعقبها عقد ورشة للخبراء في إمارة الشارقة خلال الأسبوع الماضي. 
آراء ووجهات نظر الخبراء في مدى تأثير تداول وسائل الإعلام للمصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ على الأطفال، وتأثير ذلك على اندماجهم في المجتمع أو تقبل المجتمع للأطفال الذين نالتهم هذه المصطلحات والمفاهيم والصور، كانت بالتشديد على أهمية تجنب استخدام هذه المصطلحات، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، والمطالبة بتفعيل التشريعات والقوانين لحماية حقوق الأطفال إعلاميا، وتنظيم ورش تدريبية للإعلاميين لتطبيق المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل، مع أهمية تعميم مادة التربية الإعلامية التي تتيح التعامل الرشيد لوسائل الإعلام بين الأطفال والكبار، وذلك وصولا إلى إعلام صديق للطفولة.
ومن جانبهم، أكد الإعلاميون أهمية الدليل، مطالبين بالتوسع في التدريب على الدليل عربيا، واستحداث جوائز في مجال إعلام الطفل لتشجيع المنابر الإعلامية على استخدام المصطلحات السليمة علميا، وضرورة تعميمه والتوسع في عقد المزيد من ورش العمل بشأنه مع الإعلاميين، بما يضمن الضبط الذاتي في الأداء الإعلامي وفق المنهج الحقوقي والتنموي، مع التأكيد على أن الإعلام جزء من منظومة مجتمعية واسعة ومتعددة الأطراف، لذا فإن الأمر يتطلب العمل على إيجاد وعي جمعي يستهدف صون ورعاية وتنمية حقوق الأطفال وتأهيلهم للمستقبل.
وإعمالا بحق الأطفال في المشاركة الفعالة في التعبير عن آرائهم بحرية فيما يخصهم باعتبارهم أصحاب تلك القضية، فقد عبر الأطفال الذين مثلوا مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية، عن استيائهم من استخدام المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ في مجالهم لما لها من تأثير سلبي، بما في ذلك الصور النمطية للفتيات في المجتمع، مؤكدين أهمية استخدام الخطاب الإيجابي والابتكاري، وتفعيل الدور الرقابي والتوعوي فيما يقدم للأطفال.
و أكد الأطفال، أن الإعلام الإلكترونى له الأفضلية الأولى لديهم، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وممارسة الألعاب الالكترونية، وأنهم يفضلون مشاهدة التليفزيون، وأكثر ما يشاهدونه هو المحتوى الأجنبي من أفلام ومسلسلات وبرامج، كما أكدوا أن أبرز القضايا التي يجب أن يتناولها الإعلام هي التنمر ومكافحة العنف ضد الأطفال.
وعبروا عن رفضهم لاستخدام المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ حول الأطفال إعلاميا لما لها من تأثيرات سلبية عليهم، وطالبوا بعمل برامج توعية للأطفال والأسر في الإعلام واستخدام الحوار داخل الأسرة والمدرسة ليكون لديهم مساحة للتعلم وتفعيل الدور الرقابي على ما تقدمه وسائل الإعلام من مضامين لا تتفق وحقوق الطفل.