تستيقظ مع أول شعاع ينشر ضوءه على الأرض، تتوجه إلى الورشة، تحمل حقيبة تحوى «مفاتيح وشاكوش، وعدة تصليح التوك توك»، صابرين خليل بنت شبرا الخيمة صاحبة الـ٧ أعوام، جسدها النحيل، وثغرها المبتسم يجعلك تتيقن أنها هى من اختارت طريق العمل، والطريق غير الممهد سوى بالعرق والتعب.
تقول «اسمى منة أو صابرين زى ما بينادوني، والدى بيشتغل فى المهنة دى من سنين، وإحنا ساكنين فى شبرا الخيمة وورشتنا فى الزاوية الحمراء، نزلت مع أبويا أول مرة وأنا عندى ٣ سنين، ولما شفت الشغل طلبت منه أنزل الشغل أساعده وأناوله مفتاح، ووافق لما أصريت على دا».
كانت بداية طريق صاحبة الـ٧ أعوام فى أن تسلك مهنة يصعب على النساء اتخاذها، رافضة أن تلعب فى الشارع أو تظل داخل المنزل بعدما وقعت فى غرام تصليح التوك توك وقيادته، هكذا ترى «صابرين»: دايما بحب أكون مختلفة، عشان كدا قلت لازم أعمل حاجة محدش بيعرف يعملها وخاصة البنات، أبويا ميكانيكى تصليح تكاتك، فقولتله أنا هنزل معاك أساعدك، ومع الزن بتاعى وافق، كان مطلوب منى أثبت له إنى أجدع من أى ولد وبنت، وممكن كمان البنت تشتغل شغلانة الولد وتهزمه».
تنهى الصغيرة الحديث بحلم يراودها: «نفسى أكون مهندسة فى تصليح التكاتك؛ وحلمى التانى يكون عندى أكبر ورشة أصلح فيها التكاتك، والكل يشاور عليا، ويقول المهندسة صابرين».
