الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

رحلة بين أعمال بينالي القاهرة وملتقى الكاريكاتير

إيهاب اللبان قويسير
إيهاب اللبان قويسير بينالي القاهرة الدولي 13
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل الفن نافذة مُلهمة وعميقة، وموهبة لا تُفرق بين عِرق أو لون، نافذة مفتاحها الوحيد هو الإبداع الذى يُجبر الجمهور على التصفيق أو النقد، ومع انطلاق فعاليات بينالى القاهرة الدولى فى دورته الـ13، وفعاليات مُلتقى الكاريكاتير الدولى السادس، وجدت «البوابة نيوز» دورًا مهما فى مصاحبة قرائها فى رحلة حول هذه الفعاليات وما يجده الجمهور بها من خلال هذه السطور..



رحلة بين أعمال «بينالى القاهرة الدولى» فى دورته الـ13
فى حالة من الاشتياق الناتج عن صبر طويل استمر لمدة تزداد على الثمانى سنوات، يأتى زائر فعاليات بينالى القاهرة الدولى الذى اعتاد رؤية الإبداعات من مختلف أنحاء العالم ليُمتع نظره بمجموعة من الإبداعات الفنية التى شارك فى صنعها ٧٨ فنانًا من نحو ٥٢ دولة وثقافة مُختلفة، مع وجود «فرنسا» ضيف الشرف تزامنًا مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى لعام ٢٠١٩ عام "مصر- فرنسا"، ليخرج بينالى القاهرة الدولى من جديد فى دورته الـ١٣، ليستمر حتى ١٠ أغسطس المُقبل.
ويجد الزائر أنه قد وقع اختيار اللجنة المُنظمة لفعاليات البينالى الفنان الفرنسى جيرار جاروست ليكون ضيف شرف الملتقى الذى تم تكريمه لكل ما قدمه من إنجازات فى مجال الفن التشكيلي، فهو فنان يجمع بين استخدامه للألوان الزيتية وتميز كبير فى فن النحت، وقصته مع حب مصر بدأت منذ اهتمامه بقراءة الكثير من القصص والحكايات التى توارثتها الأجيال ووُثقت من خلالهم، ولم ينته التعريف بهذا الفنان الفرنسى عند هذا الحد، فقد أخذ من الكتاب المُقدس والثقافة الشعبية وعمالقة الأدب الفرنسى مصادر ومنابع عميقة لاختيار موضوعات أعماله، فكان يستمدها من خلالهم.
وبعد إلمام الزائر بكل هذه التفاصيل ومعرفة شعار الفعاليات «نحو الشرق» يقوده الشغف نحو رؤية ما يقصده هذه الكلمة، فتبدأ رحلته ومُغامرته مع الأعمال المعروضة بقاعات قصر الفنون، فيرى بمجرد دخوله مجموعة من أعمال الفنان الأسترالى كريستيان لوك، مُقدمًا مجموعة من الأعمال الحديثة التى تخطت فى رسمها حدود فن التصوير التقليدية، فأعماله تُعتبر رابطًا بين فن التصوير التجريدى المعاصر وأفكار فن التجريد الحديث الذى ظهر فى أواخر الستينيات، ثم ينجذب الزائر نحو جهاز ضخم فى بهو المعرض فيُتابع حركته ويجدها مشروعا جديدا للفنان المصرى أحمد البدرى يُحاول من خلاله استكشاف لغة الشرق من خلال دعوة مجموعة من الكتاب والفنانين المهتمين باللغة لاقتراح أسماء لأداة هجينة، «فتاحة علب» متصلة بمثقاب مُكهرب، فهى أداة تحمل نفس منطق الدعم فى خلقها لاستعادة نفعيتها واستدامتها كما وصفها الفنان.

لم تنته طرق الفنانين فى جذب زوار المعرض عند هذا الحد، فبأحد أركان الطابق السفلى من قاعة قصر الفنون تظهر أعمال الفنان البلجيكى يوريس فان دو مورتل الذى يُريد أن يصنع لنفسه مُستقبلا فنيا جديدا فى مصر من خلال اتخاذه لطريقة فنية مُبتدعة من مجهوداته المتواصلة وعدة تجارب وتعلم ذاتى دام لوقت، حتى بالفعل أنه حصل على جائزة النيل من خلال مُشاركته ببينالى القاهرة الدولي.
وما إن ينتهى الزائر من رؤية جميع المعروضات بقاعات قصر الفنون، يتخذ طريقه إلى الأمام فى ساحة دار الأوبرا المصرية نحو مقر متحف الفن الحديث لمُشاهدة باقى المعروضات والأعمال المُشاركة، فبعد أن اعتادت أعين زوار هذا المتحف على رؤية لوحات من تُراث الحركة التشكيلية لكبار الفنانين المصريين، ينبهر الزائر بأن يأتى المتحف بعد هذه المدة الطويلة كصالة عرض من جديد تعرض أعمال بينالى القاهرة الدولي.
يستقبل عمل الفنان الإماراتى مطر بن لاحج الزائر من قبل بوابة دخول المتحف، فيُشاهد «مقامات الإبداع» عند بن لاحج مُعبرًا عنها فى ثمانية فواصل، ثم يتخذ بعض الخطوات نحو الداخل لتبدأ مسيرة فنية أخرى مليئة بالإحساس والتفاعل، سواء مع الأعمال الزيتية أو المنحوتات أو الأفكار الحديثة التى استخدمها بعض الفنانين المشاركين من أمريكا.
وبمجرد الانتهاء من متحف الفن الحديث، يجد الزائر شغفه ازداد نحو رؤية المزيد، فيتجه فى رحلته نحو الزمالك بقصر عائشة فهمي، ليواصل رؤية مجهودات الفنانين من حول العالم وآخر ما توصلوا إليه فى مجال الفن التشكيلي، فيتجه نظره بالطابق الثانى من القصر تجاه بعض الصور المُلونة للفنان المصرى يوسف نبيل، فيجد أنه يستخدم أسلوب التلوين اليدوى على صور مطبوعة مُستخدمًا فى ذلك الجيلاتين الفضى ليمحو عيوب الواقع ويجعل الصورة تظهر بشكل أكثر جمالًا ورونقًا، ثم يمر بباقى الإبداعات المعروضه مُستنكرًا ما يمكن أن يُفكر فيه هذا العالم العميق-عالم الفن التشكيلي- وما يمكن أن تصل له أنامل هؤلاء المُبدعين فى المُستقبل.

أعمال يوسف نبيل تُثير الجدل.. وقوميسير عام البينالى يُجيب
بطبيعة الحال مع أى حدث كبير، وخاصة فى الأحداث الفنية، تعدد الآراء واختلافها، تظهر بعض الآراء الناقدة، وفى الدورة الـ١٣ من فعاليات بينالى القاهرة الدولى أصابت الانتقادات أعمال الفنان المصرى الذى وصل حد العالمية يوسف نبيل، فهو فنان قدم مجموعة من اللوحات الفوتوغرافية لمجموعة من الشخصيات السينمائية المصرية والعالمية مثل سلمى حايك، وعمر الشريف، وفاتن حمامة.
ظهر النقد للوحاته باتهامها تخدم المجتمع الغربى وأنها مُنافية للأخلاق، فاتجهت «البوابة نيوز» بدورها نحو الفنان إيهاب اللبان، قوميسير عام البينالى ليُوضح الصورة، فتعجب «اللبان» من هذه الانتقادات الموجهة للفنان يوسف نبيل، مؤكدًا أنه لا توجد أى منافاة لعاداتنا وتقاليدنا المصرية، فالفنون بطبيعتها بها جزء من التعبير الحر بشكل غير مُسف، وشهد بسُمعة الفنان يوسف نبيل الدولية الكبيرة، وأنه فى النهاية فنان مصرى رغم عالميته ويعلم التقاليد جيدًا، فهى مجرد لغة تعبير دولية بها جزء من الحرية.
وعن الهدوء الذى لاحظه جمهور المعارض بشكل عام وخاصة المُلتقيات الدولية، وغياب الندوات النقدية التى دائمًا ما ينتظرها من خلال بعض الفعاليات على هامش هذه المعارض، أشار إيهاب اللبان إلى أن المعرض فى المقام الأول «فُرجة» تعقبها مداولات ومناقشات وآراء وانتقادات، والقطاع أراد للجمهور إعطاءه الوقت الكافى لرؤية الأعمال، ثم يبدأ خلال هذا الشهر نشر مجموعة من القراءات النقدية حول أعمال البينالى التى سيُقدمها مجموعة من النقاد البارزين عبر موقع البينالى وموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.

فنان مصري يجذب العالم فى «بينالى القاهرة الدولى»
عبر الفنان المصرى أحمد بدرى عن فرحته بالفوز غير المُتوقع بجائزة البينالي، مؤكدًا أن التنافس كبير بمُشاركة ثمانين فنانًا من خمسين دولة حول العالم، وقال إن مدة تركيبى للعمل بقاعة قصر الفنون فى دار الأوبرا المصرية قد استغرقت حوالى أربعة أيام، فلم أتفرغ لمشاهدة الأعمال المُشاركة قبل حفل إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز الذى فوجئت به أننى منهم.
وبعد رؤية الفنان لأعمال الفنانين المُشاركين فى بينالى القاهرة الدولى استطاع تكوين رؤيته، قائلًا إنها أعمال مُختلفة ومتنوعة، فهذه السنة تشهد أوسع تنوع من دول أفريقيا فى تاريخ البينالي، وأشاد بالتنظيم الجيد رغم قصر مُدة الإعلان عن فعاليات البينالى لدول العالم كله.
«وعن المشروع الذى شارك به، أشار إلى أنه بدأ العمل عليه منذ خمس سنوات بعنوان «المؤقت الدائم» فهو يهتم بالممارسات والأفعال الطبيعية اليومية التى يُمارسها الكثير من الشعب المصرى ومن يُشابهه فى الظروف الاقتصادية من دول الشرق وأفريقيا وحوض البحر المتوسط، فهو يُناقش التعامل مع الأدوات العاطلة لإعادة تصنيعها بشكل آخر حتى تُعطى «هجينا» جديدا له وظائف يقوم بها، ففى مشروعه استخدم الشنيور موصلا بـفتاحة علب مُعطلة، ليكون بذلك قد أنتج «هجينا» يستطيع العمل».
واستطرد الفنان فى شرح تجربته، فيقول إنه اقترح على مجموعة من الفنانين المهتمين بالكتابة ليُعطوا هذا المشروع اسما وتعريفا، ليتركوا تساؤلا فى النهاية حول من هو المُصنع ومن هو المُستهلك، وهل رغم ذلك الهجين سنظل مستهلكين أم منتجين؟. ويطمح الفنان حاليًا فى استكمال هذا المشروع من خلال اتجاهات مختلفة، وربطها بالاقتصاد بعد نجاح ربط المشروع باللغة.
-رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق يُطالب بميزانية مُحددة لـ«فعاليات البينالى»
«عودة بينالى القاهرة الدولى خطوة مهمة جدًا، فكانت ميزانيتها غير مُحددة وبها دعم من القطاعات المُختلفة حتى تكتمل الميزانية بشكل بسيط وتلقائي».. هكذا وصف الفنان الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، لـ«البوابة نيوز» اختلاف تدبير ميزانية بينالى القاهرة الدولى بين الماضى وفى هذه الدورة التى زادت معها أسعار الشحن، فأصبحت ميزانية البينالى لا تقل عن ٥ ملايين جنيه، بجانب استضافة الفنانين وشحن أعمالهم.
ومن هنا يجب تحديد ميزانية واضحة وصريحة من وزارة المالية، سواء لانطلاق فعاليات بينالى القاهرة، وبينالى الإسكندرية، وبينالى الخزف فى حالة عودته، وأشار رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق إلى مدى صعوبة الأوضاع التى واجهها عند تنظيمه فعاليات البينالى خلال فترة حكم الإخوان.

رحلة فى قصر الأمير طاز بين أعمال ملتقى الكاريكاتير السادس
ما بين قصر الفنون ومتحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية وقصر الأمير طاز ذى القيمة الأثرية والتاريخية، يتجول ضيف الملتقى الدولى للكاريكاتير، حيث يرى لوحات لفنانين من واحد وسبعين دولة، تجمع بينها تيمة واحدة هى «الثقافة»، والتى جاءت بعد موضوعات مختلفة اهتم بها القائمون على الملتقى منذ تم الاتفاق على اختيار تيمة أساسية، على عكس ما شهدته الدورة الأولى، فبدأت بـ«الصحة» والحفاظ عليها، مرورًا بـ«التعليم» وفتح ملفه وتعبير الفنانين عنه من خلال لوحاتهم، ثم «المرأة» التى جاء موضوعها على هذا النحو بالتزامن مع عام المرأة، ثم «الرياضة» التى جاءت بالتزامن مع مُشاركة منتخب مصر لكرة القدم فى كأس العالم.
الملتقى، الذى قام على تنظيمه كل من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وقطاع صندوق التنمية الثقافية، وكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، والجمعية المصرية للكاريكاتير، حظى هذا العام باهتمام أكبر من قِبل المُتابعين لفن الرسوم الساخرة، خاصة من اتخاذ شخصية الروائى العالمى نجيب محفوظ ـ «نجم» المُلتقى بالتزامن مع ذكرى حصوله على جائزة نوبل فى الآداب، وهى الجائزة الثقافية الأبرز فى العالم، ويستمر حتى ٢١ يوليو الجاري.
ويتنقل الزائر لمعارض الملتقى بين أعمال رسمها فنانون من سوريا، والعراق، والسعودية، والمغرب، وأوكرانيا، وبولندا، واليابان، والبرازيل، واليونان، والهند، والصين، وعدة دول أخرى إضافة إلى الكويت التى حلّت ضيف شرف الملتقى هذا العام، ما يجعله وكأنما يجوب العالم على اختلاف ثقافاته؛ هكذا يتجول بين جدران قصر الأمير الأثرى فيرى لوحتين للفنانة سارة النومس، وهى نائب رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية، التى تأسست قبل عامين، والتى ترى فى إحداهما أنها قدمتّ قوة الكتاب، وأنه «مهما زادت التكنولوجيا فيظل الكتاب هو الأساس»، وفق ما قالت لـ«البوابة نيوز».
تطمح النومس، التى حصدت جوائز فنية متعددة، منها جائزة الشيخ مبارك الحمد للتميز الصحافى، وجائزة ملتقى القاهرة الدولى للكاريكاتير فى دورتيه الخامسة والسادسة، لأن تُصبح فنانة عالمية. تضع هذه الفكرة فى رأسها الشاب بينما توّضح فكرتها الأخرى التى حظت بترحيب المنظمين «هو درج أو سلم من كُتب» ترى أن كل درجة رسمتها «تُمثّل كبر الإنسان سنًا ومقامًا»، وهو ما تحاول هى نفسها فعله عندما وضعت نفسها وسط فنانى دولتها الكبار، ومنهم أحمد القحطانى مدير العلاقات الخارجية فى الجمعية، والذى شارك بثلاثة أعمال كاريكاتورية لنجوم السينما المصرية المؤثرين منذ قديم الزمن وحتى يومنا هذا فى الغناء والتمثيل وهم العندليب عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، وإسماعيل يس.
الأعمال الأخرى المُشاركة بالملتقى، والتى بلغ عددها ما يقرب من ٤٢٠ عملًا من أصل ١٨٠٠ تقدم أصحابها -وهم ٣٤٥ فنانًا- للمُشاركة، تُخاطب جميعها الجمهور للعودة إلى قراءة الكتاب بدلًا من الاستخدام المُفرط للتكنولوجيا؛ فيما شاركوا جميعًا فى الاحتفاء بأديب نوبل الراحل، حيث قدّموا ما يقرب من مائة رسمة كاريكاتورية تُمثّل رؤيتهم للروائى المصرى الراحل. كل منهم رسمه بعينه التى عرفها به، سواء من خلال معرفته السابقة به، أو من خلال الصورة التى كوّنها من متابعته وأعماله. فى الوقت نفسه، لم تنس الجمعية المصرية للكاريكاتير الراحل محمد عبدالمنعم رخا، وهو رائد فن الكاريكاتير فى مصر، فقام المنظمون بإهداء الدورة السادسة من المُلتقى لاسمه، وذلك عرفانًا بالجميل للرجل الذى كان أول مُعلم فى مدرسة الكاريكاتير المصرية الحديثة، وامتدت دروسه لثلاثة أجيال.
والزائر للملتقى يُمكنه معرفه مدى الدور المهم الذى لعبه الفنان «رخا» للنهوض بحركة الكاريكاتير فى مصر بهذا الشكل، ولكن رحلة القارئ هنا ستُعرفه على كل ما واجهه رائد فن الكاريكاتير حتى يصل إلى تلك الشهرة، فهو كأى طفل فى سنواته الأولى كان يشعر ببعض الميول الفنية، ولكن ما اختلف عنده هو إصراره على التطوير، ولأن أدوات «موهبته» لا تحتاج أكثر من القلم والورقة التى دائمًا ما يستخدمها أثناء تلقيه الدروس فى مدرسة الخديوية الثانوية، كان ينتهز «رخا» الفرصة ويُمسك بقلمه مطيعًا لموهبته فيُخرج أجمل الابداعات التى أذهلت معلميه حتى رشحوا له الانضمام إلى القسم الحر من مدرسة «ليوناردو دافنشي» الإيطالية، وبالفعل تفرغ للفن بالرغم من معارضة أهله لاتخاذه هذا المسار الذى كانوا يرونه مثل الغناء والتمثيل فى هذا الوقت الذى شهد أحداث ثورة ١٩١٩.
وبعد رحلة امتزجت فيها مشاعر النجاح مع مراره السجن الذى دخله لمدة أربع سنوات بسبب لوحه كاريكاتورية عبر فيها عن مشاهد جافة من أيام الملكية، لتكون تهمته حينها هى «العيب فى الذات الملكية»، ثم يعود من جديد بعد فترة سجنه ليُبهر مجتمع ومحبى الفن بصفة عامة والمجتمع المصرى بصفة خاصة بأعماله، فتعلم على يديه مجموعة من أبرع الفنانين منهم جورج بهجوري، وصلاح جاهين ومصطفى حسين، ولم يهدأ هذا الرائد حتى ترك بصمة فنية لازالت تُخرج العديد من الإبداعات وهى تأسيسه للجمعية المصرية لرسامى الكاريكاتير فى ١٩٨٤.

مصطفى الشيخ يكشف كواليس اختيار «نجيب محفوظ» شخصية المُلتقى
أعمال على مستوى جيد جدًا قُدمت للمُشاركة فى مُلتقى الكاريكاتير الدولى السادس من فنانين حول أنحاء العالم، هكذا جاء رد سكرتير الجمعية المصرية للكاريكاتير مصطفى الشيخ حول رأيه فى المُلتقى الذى أثبت انتشاره وكفاءته بعد متابعة هذا العدد من الفنانين المُحترفين لإعلاناته واهتمامهم بالرسم فى الاتجاهات والمحاور المُعلنة.
عبّر رسام الكاريكاتير عن سعادته بالمُشاركات المُتعددة من حول أنحاء العالم مما يؤدى بدوره إلى تفاعل بين الفنانين وأفكارهم وزواياهم المُختلفة، وعن اختيار نجيب محفوظ شخصية المُلتقى سرد الفنان القصة خلف هذا الاختيار لـ«البوابة نيوز»، والتى بدأت بترشيح جمعية الكاريكاتير المصرية لبعض الأسماء الأدبية الكبيرة، فبعد تفكيرهم وربطهم للشخصية بالمحور الأساسى للملتقى وهو «الثقافة»، بدا واضحًا أنه لا بد أن يُذكر نجيب محفوظ مع ذكر الكتاب كما أن «محفوظ» له شهرة عالمية حصدها بعد فوزه بجائز نوبل فى الآداب، وأنه يُمكن فى المرات القادمة إلقاء الضوء على شخصيات أخرى.
وعن مكان عرض الأعمال الجديد بقصر الأمير طاز، قارن «الشيخ» بينه وبين مكان عرضهم القديم بقاعات دار الأوبرا المصرية الذى كان يشهد حضورا مكثفا وزخما أكبر بسبب مكانه المُتميز بوسط القاهرة على عكس القصر الذى يبعد كثيرًا عن أغلب الجمهور بالإضافة إلى ضيقه الذى لا يستوعب نفس عدد الأعمال بقاعات دار الأوبرا المصرية.
وبالرغم من حب الفنان لشخصية «محفوظ» إلا أنه لم يكتف بتقديم عمل بورتريه واحد له، فقد قدم معه عملا كاريكاتوريا وآخر كوميديا حول المسرح كأحد مجالات الثقافة، فيظهر المُلقن المسرحى نائما أثناء العرض، مما يدفع المُمثل بإيقاظه من خلال استخدامه لجردل مياه.

قوميسير الملتقى: ظهور مدارس جديدة للكاريكاتير من نتائج تفاعلات مُلتقى الكاريكاتير السادس
«لا توجد معايير مُعينة لاختيار الأعمال المُشاركة فى مُلتقى الكاريكاتير الدولي، ولكن أهم شيء أن تكون أعمال تتناسب مع عادتنا وتقاليدنا، وذات صلة بموضوع الملتقى الذى انقسم إلى محورين فى هذه الدورة، فجاء المحور الأول «الثقافة» وكل ما يتعلق بها من كتاب، مسرح، وسينما، والمحور الآخر حول رسم بورتريه للروائى العالمى نجيب محفوظ، ثم تحدث التصفيات حتى يتم اختيار أفضل عمل لكل فنان»، هذه هى العملية التى تمر خلال فترة اختيار الأعمال المُشاركة بملتقى الكاريكاتير كما وصفها الفنان فوزى مرسي، قوميسير المُلتقى لـ«البوابة نيوز».
واستفاض الفنان فى شرح هذا الإجراء موضحًا بعض الاختلافات التى حدثت فى هذه الدورة بسبب ضيق مساحة العرض بقصر الأمير طاز، فاضطرت اللجنة لاختيار ٤٢٠ عملا من أصل ١٨٠٠ عمل تقدم للمشاركة بعد أن كانت تُعرض قرابه ٧٥٠ عملا فى قاعات دار الأوبرا المصرية.
وفى إشارته لمميزات هذه الدورة، تحدث «مرسي» حول الأنشطة والفعاليات التى جاءت على هامش المُلتقى، فجاء من بينها أنشطة وورش خاصة للطفل ومعارض أخرى تناولت عدة موضوعات غير موضوع المُلتقى، مثل ما حدث فى «معرض كاريكاتير من كوبا» الذى جاء بالتعاون التحرير جوته وشارك به نحو ٥٥ عملا فنيا يُناقش مختلف القضايا الاجتماعية بمختلف الأفكار والأساليب الفنية الحديثة، فظهرت مدارس جديدة للكاريكاتير ترسم اللوحة بدون تعليق ويستطيع العالم كله فهمه بسهولة.
ثم أعرب الفنان فوزى مرسى عن استيائه من صغر المساحات المُخصصة للكاريكاتير فى الصحف والمجلات، مشيرًا إلى إصدار بعض الصحف بدونها تمامًا، وأعرب عن تمنيه فتح مساحة أكبر للكاريكاتير فيها، لأن الكاريكاتير فى الأصل وجوده فى الصحف بالرغم من انتشاره حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعى لتعويض هذه المساحة الضيقة.
كما أعلن الفنان عن عرض أعمال البورتريه الخاصة بنجيب محفوظ لأول مرة فى معرض خاص له، فور افتتاح متحف نجيب محفوظ خلال الأيام المُقبلة.

إشادة بالأعمال الفنية.. وفرحة بوجود رسام الكاريكاتير العالمى «أريس»
عبر فنان الكاريكاتير سمير عبد الغني، عضو لجنة تحكيم ملتقى الكاريكاتير الدولى فى دورته السادسة عن فرحته الشديدة بوجود رسام الكاريكاتير العالمى «أريس» من كوبا خلال هذه الدورة، وأشاد بالأعمال الفنية التى تقدمت للمُشاركة حتى اتفقت اللجنة على أجمل ٤٢٠ عملا وصلت من المُشاركين.
وسرد ملخصا لتجاربه مع ملتقى الكاريكاتير الدولى التى تتميز بمُقابلة فنانين مُختلفين من دول مُختلفة وكأنه فى مهرجان سينما، فكل عام يتقدم الفنانون ولكن بأفكار جديدة، وما اختلف فى الدورة السادسة من الملتقى هو «محاولتنا تلاشى الأخطاء السابقة لأننا نُمثل مصر التى تُمثل القوة الناعمة»، كما أوضح لـ«البوابة نيوز».
وأشار إلى مشهد سعادة رآه فى كل الفنانين المُشاركين من الدول المُختلفة حول العالم، وفرحة الفنانين الكويتيين وضيوف الشرف إيمانًا منهم بأن مصر هى البلد الأم، وتحدث حول عمله المُشارك الذى يدور حول مدى سيطرة التكنولوجيا علينا فى الوقت الحالى بشكل كوميدى ساخر. كما شاركت إحدى الفنانات المُشاركات بالملتقى وهى هيام عزت، وأدلت برأيها حول الأعمال المُشاركة واصفة هذه الأعمال بأنها جيدة وهادفة، كما ألقت الضوء على البورتريهات الخاصة بالروائى العالمى نجيب محفوظ وأنها جميلة للغاية.
والفنانة هيام عزت الحالمة بالعالمية، تُعتبر هذه المُشاركة هى أولى مُشاركاتها فى ملتقى الكاريكاتير الدولي، الذى سبقته بالمشاركة فى معارض كاريكاتير حول الإرهاب، والمرأة، وزواج القاصرات، والشائعات، والملتقى الدولى الخامس للمياه.