الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عشرة أيام أعادت مصر إلى شعبها «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتابع الباحث حسن عبدربه المصرى فى كتابة «عشرة أيام أعادت مصر إلى شعبها.. ٢٤ يونيه - ٣ يوليو ٢٠١٣»، والصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للبراكين الاجتماعية والسياسية التى دفعت الشعب المصرى لإسقاط تجربة الإسلام السياسى فى مصر، بقوله عن البركان التاسع، وهو أزمة تعيين وزير الثقافة علاء عبدالعزيز، وسط صدمة على مستوى قطاع الثقافة، ودهشة على مستوى النخبة فى مصر. فهو من ناحية غير معروف ضمن الحقل الثقافى، ومن ناحية أخرى مؤهلاته العلمية بعيدة كل البعد عن النشاط الثقافى المصرى المعهود فى وزراء الثقافة الذى يتميز بالأصالة والتنوع والانفتاح. والأهم من ذلك محدودية مساهماته فى هذا الحقل؛ حيث لم يعثر له إلا على كتابين شديدى التخصص بعيدين أشد البعد عن اهتمام القارئ العادى أو المهتم بالنشاط الثقافى بصفة عامة.
هذا الاختيار أثار ضجة صاخبة داخل وزارة الثقافة وخارجها، خصوصا بعد أن استفتح الوزير نشاطه التنفيذى بإقالة رئيسة دار الأوبرا ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأمر الذى وضعه فى دائرة النفور الشعبي.
سارع العديد من المثقفين والتنويريين والفنانين إلى التواجد شبه الدائم بمقر مكتب الوزير بمبنى وزارة الثقافة بحى الزمالك، مما ترتب عليه منعه من دخوله منذ اليوم الأول لتوليه منصبه. تضاعف هذا الجهد السلمى بمشاركة رموز ثقافية وفنية لها وزنها وجماهيريتها، مما أسهم فى أن يتحول التواجد الرمزى إلى إقامة متواصلة على مدى ٢٤ ساعة، تؤيدها جموع شعبية منتشرة بالشوارع المحيطة بالمبنى.
أما البركان العاشر فيتعلق بالملف السوري؛ حيث انعقد بالصالة المغطاة فى استاد القاهرة يوم السبت ١٥ يونيو، مؤتمر تحت عنوان خادع هو: «نصرة سوريا»، الذى دعا محمد مرسى لعقده بحضور الآلاف من كوادر ومؤيدى الجماعة، وفى مقدمتهم أعضاء مكتب الإرشاد، وشيوخ التيار السلفى، وشيوخ الجمعيات الشرعية، وكوادر حزب «الأصالة»، بينما غاب عنه قيادات الأحزاب السياسية المصرية الأخرى.
وسط حماسة جماهيرية تظللها الشعارات الإسلامية والهتافات الدعوية، ألقى محمد مرسى خطابا خلط بين السياسة العفوية والمعتقدات الدينية من ناحية، وقضية الشعب السورى من ناحية أخرى. وأعلن قطع العلاقات بين القاهرة والنظام السورى الذى قال إنه ليس له مجال ولا مكان فى مستقبل الشرق الأوسط، بسبب ما سماه «الجرائم الإنسانية التى يرتكبها ضد شعبه». وأكد أنه بدأ بإجراء اتصالات مع الدول العربية والإسلامية لعقد «قمة طارئة لنصرة الشعب السورى» فى مواجهة بشار الأسد.
الجدير بالملاحظة، أن كبار المحتشدين من أمثال صفوت حجازى ومحمد حسان، رددوا هتافات اعتبرها الكثير من المراقبين معادية لكل من هو على الجانب الآخر من تيار الإسلام السياسى بكل أطيافه، لأنها انطلقت من قاعدة «تكفير الآخر وإنكار وجوده»، ومن دعاوى التحريض على «العنف الطائفى»، وظهرت فى إطار تأييد محمد مرسى وفصيله السياسي.
البركان الحادى عشر، يتعلق بمشروع تنمية محور قناة السويس، ومن خلال الرد على التقارير التى كانت تروج لمشروع تنمية قناة السويس من وجهة نظر حكومة هشام قنديل، عن طريق فتح مشاريعه أمام تركيا وقطر، أعلن الدكتور عصام شرف رئيس الفريق الاستشارى للمشروع، أن الفريق عكف على وضع خطة شاملة للتطوير على طول القناة، إلى جانب تنمية منطقة شرق بورسعيد، بحيث تشمل ميناء شرق المدينة المحورى وظهيره المعد لاستقبال المراكز الصناعية اللوجستية العملاقة ومنطقة التجارة الحرة الموسعة، بالإضافة إلى تنمية مشروع تطوير وتنمية غرب خليج السويس، ولكنه فوجئ بقرار الحكومة إبعاد الفريق عن المشروع كلية، وتكليف مجموعة أخرى من المختصين بإعداد مشروع آخر يجمع إقليمين متجاورين هما قناة السويس، وإقليم سيناء.
وحذرت تقارير كثيرة من أن فتح الباب للاستثمار فى إقليم قناة السويس، كما تخطط له حكومة هشام قنديل، سيفتح الباب حتما لسقوط المنطقة فى قبضة جهات غير مرغوب فيها، بعيدا عن متابعة الأجهزة الأمنية المختصة إسناد مشاريع الإقليم الكبرى إلى شركات مساهمة يتم تداول أسهمها فى بورصة الأوراق المالية، مما يعنى صعوبة التحكم فى هوية مالكيها.
البركان الثانى عشر، متعلق بقضية اقتحام سجن وادى النطرون، فبعد أن استمعت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، إلى مرافعة النيابة يوم ٢٢ يونيه، فى القضية رقم ٣٨٣ لسنة ٢٠١٣، المعروفة باسم «اقتحام سجن وادى النطرون وتهريب السجناء خلال أحداث ثورة يناير ٢٠١١»، التى جاء فيها، أن أقوال الشهود حملت ما يوصف بأنه «خيانة للوطن وغدر بالشعب وخسة فى الغاية من فئة لا يعرفون فى أعمالهم طريق الحق»، وأكدت أن الشعب سيعلم ما حاق به من مكائد ومؤامرات بأيدى من يدعون أنهم من أبناء هذا الوطن، وعملاء من خارجه، فكان لزاما علينا أن ندق ناقوس الخطر ليعلم الجميع حجم الجرم الذى وقع.
أما البركان الثالث عشر، فهو جريمة قتل أربعة مواطنين بتهمة انتمائهم إلى المذهب الشيعى، والتى وقعت بقرية «زاوية أبو مسلم» بمحافظة الجيزة، مساء يوم ٢٣ يونيو على أثر مهاجمة أعداد كبيرة من أبنائها بقيادة عناصر سلفية لمنزل حسن شحاتة، بحجة أنه يقيم «حسينية شيعية بمناسبة مولد الإمام المهدى»، بحضور أربعة زائرين له، مما أدى إلى تدمير البناية كلها وإحراق الضيوف وسحلهم فى شوارع القرية.