الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الكويت تحارب الإرهاب.. سنوات من المواجهة آخرها ضبط خلية إخوانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن بيان وزارة الداخلية الكويتية، اليوم الجمعة 12 يوليو 2019، بخصوص ضبط خلية إخوانية نفذت أعمالًا إرهابية في مصر، هو الأول من نوعه، وربما لن يكون الأخير، في ظل ما تتعرض له دول المنطقة من هجمات إرهابية تقوم بها تنظيمات عديدة، تتبنى أيديولوجيات متباينة، كما ارتبط بعضها بدول إقليمية.
ويرصد "البوابة نيوز"، في التقرير التالي أبرز الخلايا والتنظيمات التي تسللت إلى دولة الكويت:
الطلائع الأولى لحزب الله اللبناني



تسلسلت عناصر تابعة لحزب الله إلى الكويت، ونفذت عمليات «التفجير الكبرى»، في 12 ديسمبر 1983، واستهدفت منشآت كويتية، بالإضافة إلى السفارتين الأمريكية والفرنسية، وذلك بصورة متزامنة مع التفجيرات التي حدثت ضد نفس الأهداف في بيروت.
وهدف حزب الله من ذلك إلى استغلال الأراضي الكويتية في تنفيذ عملية كبرى، تساعده في التقرب من النظام الإيراني، وتسمح له بسحب البساط من «حركة أمل»، ممثل التيار الشيعي آنذاك، ويمنح الحزب الجديد ميزة، ومكانة أفضل لدى نظام الملالي؛ ما يعود عليه بالدعم المادي واللوجستي.
وبعدها بعامين، حاولت إيران اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وتحديدًا في 25 مايو 1985، عن طريق استهداف موكبه أثناء توجهه إلى مكتبه في قصر السيف، وذلك من خلال محاولة سيارة يقودها «جمال جعفر علي الإبراهيمي»، والمعروف باسم «أبو مهدي المهندس»، وهو عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي، المقرب من إيران.
ولجأ إلى تنفيذ هذه العملية بدعم إيراني، وذلك اعتراضًا على موقف الكويت من حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، والتي ساندت خلالها الكويت شقيقتها العراق كدولة عربية، وهو ما أزعج إيران كثيرًا.
ومع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي الذي سبق ما يدعى ثورات الربيع العربي، كان لإيران دور كبير في الكويت؛ حيث أعلنت الكويت في عام 2010، إلقاء الأجهزة الأمنية بها القبض على مجموعة من الأفراد ضمن خلية تجسس جديدة بالبلاد.
وأُدين عدد من الأفراد الإيرانيين بها، وذلك بعد اكتشاف خليتهم للتجسس، واتضح خلال التحقيقات أن الخلية كانت تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني، وتهدف إلى جمع معلومات ميدانية لصالح الجهاز الإيراني من داخل المدن الكويتية.
وفي العام التالي 2011، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية عن طرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين الموجودين داخل الأراضي الكويتية؛ وذلك بتهمة التورط في قضايا تجسس لصالح نظام الملالي.

خلية العبدلي
أربعة أعوام، هي الفترة الزمنية التي فصلت نهاية القضية الأولى عن الثانية، فبعد سقوط خلية الطلائع الأولى لحزب الله في الكويت، وواقعة طرد دبلوماسيي إيران لتورطهم في قضايا تجسس، ظهرت ذراع أخرى للحزب اللبناني، وتعود القضية إلى 13 أغسطس 2015، عندما أعلن الأمن الكويتي ضبط 19 طنًا من الذخيرة، و144 كيلوجرامًا من المتفجرات، و68 سلاحًا، و204 قنابل يدوية، بالإضافة إلى صواعق كهربائية، وذلك في مزرعة بمنطقة العبدلي، قرب الحدود العراقية، يتم نقل الأسلحة إليها عبر الحدود العراقية.
واتهمت النيابة الكويتية، في سبتمبر من العام ذاته، 25 مواطنًا كويتيًّا، وعنصرًا إيرانيًّا واحدًا، بالتخابر مع حزب الله، والسعي لتنفيذ أعمال عدائية ضد المواطنين والمؤسسات الحيوية في الدولة، وأطلقت وسائل الإعلام عليها «خلية العبدلي التابعة لحزب الله اللبناني»، وتدخلت إيران على الخط، ورفضت الاتهامات الكويتية لحزب الله؛ ما أسفر عن قطع العلاقات بين الطرفين.
ونجح 14 مدانًا في القضية من الهروب إلى إيران، التي احتفت بهم بقوة، واعتبرتهم «مستضعفين»؛ ما أسفر عن تدهور العلاقات بين الطرفين، ولم يظهر أي فرد من أفراد الخلية بصورة علنية بعد هروبهم إلى إيران.

«خلية داعش» في الكويت
في نوفمبر 2015، بدأ ظهور تنظيم داعش في الكويت، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن إلقاء القبض على شبكة إرهابية بايعت تنظيم داعش، وتعمل على تزويده بالأموال والأسلحة خلال مواجهاته مع الجيشين السوري والعراقي، وضمت الخلية الإرهابية مواطنين من لبنان ومصر وسوريا والكويت وأستراليا.
ولم يتوقف تنظيم داعش عند هذا الحد؛ حيث عاد مرة أخرى لاستهداف الكويت، وفي يوليو 2016، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية إحباط 3 مخططات إرهابية لاستهداف منشآت كويتية، ومنها أحد المساجد الجعفرية بمحافظة حولي، وذلك عبر تنفيذ 3 حملات أمنية استباقية داخل الكويت وخارجها، وفقًا لما نقلته وكالة كونا آنذاك.
وفي أكتوبر 2016، أعلنت السلطات الأمنية الكويتية إلقاءها القبض على خلية إرهابية داعشية، تتكون من 4 مصريين مقيمين بها، وبينهم إمام مسجد، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف ومواطنين أمريكيين في الكويت، وحاول مقيم منهم دهس خمسة أمريكيين خلال قيادته شاحنة لجمع القمامة، بعد أن بايع تنظيم داعش الإرهابي، وعثر بداخلها على حزام ناسف ومواد متفجرة، كان مخطط استخدامها في أحداث أخرى.
لذا يتضح أن الكويت كانت محطًا لأنظار التنظيمات والجماعات الإرهابية، والدول الراعية لها، على مدار السنوات، سواء كان حزب الله أو إيران أو تنظيم داعش الإرهابي أخيرًا، وهو ما يفسر العملية الأخيرة التي نفذها الأمن الكويتي.

وأخيرًا.. خلية إخوانية
يُذكر أن السلطات الأمنية الكويتية أعلنت اليوم عن ضبط شبكة إرهابية مصرية في الكويت، على خلفية اتهامهم بتنفيذ هجمات إرهابية داخل مصر، قبل هروبهم للكويت، مؤكدة بأنها سوف تجري تحقيقات للكشف عن من ساعدهم في الدخول والتواري داخل الدولة.
ووفقًا لبيان وزارة الداخلية الكويتية، فإن الأجهزة الأمنية الكويتية ضبطت الخلية الإرهابية التي هربت من مصر، للتخفي عن السلطات الأمنية المصرية، بعد صدور أحكام بحقهم، وصلت إلى 15 عامًا للسجن، وذلك بعد أن رصدتهم التحريات، وتم ضبطهم في أماكن متفرقة من الكويت.