الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

موجات تلوث الهواء الحادة تهدد صحة المصريين.. و"البيئة": "الانقلاب الحراري" يؤدي لاحتباس الغازات الضارة.. 90% من سكان الأرض يستنشقون هواء ملوثا.. وخبراء يحذرون: الأطفال الأكثر تضررا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل تزايد موجات تلوث الهواء الحادة، وإجراءات وزارة البيئة لتقليلها والحد من مسبباتها من عوادم المنشآت الصناعية والسيارات وتراكم القمامة وغيرها من الأمور المسببة لتلوث الهواء، أعلنت الوزارة أن هذه الموجات تحدث بسبب ظاهرة "الانقلاب الحراري" التي ينتج عنها احتباس الغازات الضارة الملوثة للهواء بالقرب من سطح الأرض، وفي ظل سكون الرياح يظل التلوث ثابتًا في الجو حتى تتحسن الأحوال الجوية.
وأوضحت الوزارة، أن التلوث الهوائي يؤدى إلى العديد من الأمراض التنفسية قصيرة المدى والمزمنة، ويؤثر بشكل كبير على الأطفال، ومرضى الربو الذين يمارسون الرياضة في الأماكن المفتوحة، حيث تزيد سرعة التنفس من كمية الملوثات التي يستنشقها الإنسان، محددة بعض الإجراءات الواجب اتخاذها لتقليل من تأثير موجات تلوث الهواء الحادة، مثل منع الأطفال اللعب في الأماكن المفتوحة عند حدوث النوبة، والحرص علي تواجد الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضى في أماكن مغلقة طوال أوقات التلوث الحادة. 
وشددت على ضرورة التقليل من التعرض المباشر لأشعة الشمس وتناول المشروبات والسوائل، وخصوصًا المياه لتعويض فقد الجسم للماء بشكل منتظم في حالة شعور العاملين في الأماكن المفتوحة بأعراض مرضية يجب أن يدخلوا الأماكن المغلقة، وعدم ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة، ومنع التدخين أيضًا وعدم حرق القمامة. 
ومؤخرًا، أعلنت الأمم المتحدة أنه يوجد أكثر من ٩٠٪ من سكان الأرض يستنشقون هواء ملوثا، كما كشفت دراسة علمية حديثة، نشرها موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن تلوث الهواء يقلل 7 أشهر من العمر الافتراضي لتلاميذ المدارس الابتدائية، حيث اعتمد الباحثون على تقديراتهم لتأثير تلوث الهواء على الوفيات وتقصير متوسط العمر المتوقع في برمنجهام.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة راجية الجرزاوي، مسئولة ملف الصحة والبيئة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن ظاهرة الانقلاب الحراري لا تسبب تلوث الهواء، ولكنها تزيد من تأثيره، لأنها تمنع انتشار الملوثات مما يقل تركيزها، بسبب طبيعة الجو في مصر، مضيفة أن القاهرة ومدن عدة في مصر على درجة عالية من التلوث، حيث تبذل وزارة البيئة جهود كبيرة في مواجهة تلوث الهواء، ولكن تتطلب هذه الجهود التناسق والترابط ووجود مشاركة شعبية لدعمها وتحقيق النتائج المرجوة.
وتابعت الجرزاوي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه هناك صعوبة في معرفة القراءات الخاصة بنسب جودة الهواء في منطقة ما، وذلك على الباحثين والمتخصصين في المجال البيئي أو المواطن العادي، والتي لابد أن تكون متاحة للجميع سواء لممارسي الرياضة أو المتخصصين، والتي تقيسها وزارة الصحة والبيئة والجهات المعنية ولكن من الصعب الحصول عليها أو تحديد الجهة التي قامت بقياسها، مشيرة إلى أنه يتم اتخاذ قرارات بنقل المصانع خارج الكتلة السكانية، في المقابل يتم إنشاء مصانع داخل هذه الكتلة السكانية.
وأشارت إلى أنه هناك جهود مبذولة لتقليل الرصاص في البنزين ولكن يتم فتح "المسابك" في أماكن أخرى، وكذلك الأمر في مشكلة القمامة، و"الفحت" في الشوارع والتراب الناتج عنه داخل مدينة كبيرة مثل القاهرة، والسيارات التي تزيد من انتشار الأتربة في الجو، موضحة أن بعض هذه السيارات ينتج عنها العوادم المؤثرة على صحة الإنسان سلبًا وتزيد من تلوث الهواء والتي من المفترض أن يتم قياسها وفقًا لقانون المرور، إلا أن هذا الأمر لا يتم تطبيقه، وكذلك ظاهرة "التكاتك" المنتشرة في كافة أنحاء الجمهورية دون ترخيص، والتي تستخدم أنواع رديئة من البنزين، دون وجود رقابة أو ضبط لها، وكذلك الضوضاء أيضًا يعد ضمن ملوثات الهواء، مما يؤثر على صحة الإنسان ونوعية الإنسان، فالأمراض أصبحت كثيرة وتتوقف على نوعية الجزئيات المسببة للتلوث.
ولفتت إلى أن الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة تلوث الهواء مثل الحساسية والجيوب الأنفية وأمراض الصدر والعيون والجلد، وتشمل اختراق الجزيئات الملوثة إلى جسم الإنسان، ومنها إلى الجهاز الهضمي والتنفسي والأوعية الدموية وتسبب الأزمات القلبية والتأثير على المخ أيضًا والغدد الصماء، مؤكدة أن أكثر المواطنين تأثرًا بالتلوث هم الأطفال. 

بينما يرى الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم أمراض الصدر بكلية الطب بجامعة الزقازيق، أن الهواء الملوث يتضمن الجزيئات والبكتريا المسببة للإصابة بالأمراض المختلفة للإنسان، حيث أنها تتضمن العناصر الثقيلة، مما يؤثر على الجهاز التنفسي ويسبب "الكحة- الاحتقان- صعوبة التنفس- النهاجان- التهاب الرئوي- التهاب الشعب الهوائية"، مؤكدًا أن العلاج لهذه الأمراض يكمن في عدم التعرض لمسببات تلوث الهواء.
وأضاف السعداوي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الجهات المعنية تتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة تلوث الهواء، ولكن على المواطنين التعاون مع هذه الجهات أيضًا، وعدم إحداث الأمور التي تسبب التلوث وعدم التعرض له في حالة تواجد موجات التلوث الحادة في الجو، مشيرًا إلى أن التلوث يؤثر على الأنف والصدر كثيرًا، وتسبب الزكام والالتهابات الحادة المؤثرة سلبًا على صحة الإنسان.
ونصح بضرورة ممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة في حالة تزايد تلوث الهواء، حيث أن ممارسي الرياضة لديهم جهاز مناعي قوي، إلا أن التأثير السلبي لتلوث الهواء يظهر على المدى البعيد.