يحتفل العالم بيوم السكان، يوم 11 يوليو من كل عام، وهو فعالية سنوية تحييها منظمة الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، بهدف إذكاء الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان، وأهمية الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين لتحقيق التنمية المستدامة.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع حكومتي كينيا والدنمارك، عن عقد مؤتمر رفيع المستوى في نوفمبر المقبل في نيروبي؛ للتعجيل بالجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للسكان التي لم تحقق بعد.
حالة السكان في العالم
يبلغ عدد سكان العالم بلغ 7.6 مليار نسمة في منتصف عام 2018، وفقًا لتقديرات المكتب المرجعي للسكان، منهم 1.3 مليار يعيشون في الدول الأكثر تقدمًا، 6.3 مليار يعيشون في الدول الأقل تقدمًا، ويعيش 55% من سكان العالم في مناطق حضرية. ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم 9.9 مليار نسمة بحلول عام 2050.
وبلغ معدل الزيادة الطبيعية على مستوى العالم 1.2٪ عام 2018، ويتجه المعدل في معظم الدول الأكثر تقدمًا إلى الصفر مثل النمسا 0.0%، بلجيكا 0.1%، فرنسا 0.2%، بينما يرتفع المعدل في أكثر دول العالم فقرًا ليصل إلى 2.5%، مما يؤدى إلى زيادة الفجوة بين الدول الأكثر تقدمًا والدول الفقيرة في مجالى الصحة وخصائص السكان.
وبلغ متوسط معدل الخصوبة الكلي عام 2018 على مستوى العالم 2.4 طفل لكل سيدة في سن الإنجاب، وفي الدول المتقدمة 1.6 طفل وفي الدول النامية 2.8 طفل في حين بلغ 4.9 طفل في دول جنوب الصحراء الأفريقية في نفس العام.
نسبة النساء المتزوجات اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة في الفئة العمرية (15 – 49 سنة) على مستوى العالم عام 2018، وتبلغ هذه النسبة فى الدول المتقدمة 68% مقابل 54% في الدول النامية، 37% للدول الأقل تقدمًا، بينما بلغت 33% في دول جنوب الصحراء الأفريقية.
حالة السكان في مصر:
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع عدد سكان مصر من 72.8 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2006 إلى 94.8 مليون نسمة عام 2017 (آخر تعداد)، وارتفع إلى 98.1 مليون نسمة مع بداية عام 2019 بزيادة قدرها 3.3 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد، (51.6٪ ذكور،48.4٪ إناث)، وبلغت نسبة النوع 106.3 ذكر لكل 100 إنثى.
وجاءت محافظة القاهرة أكبر محافظات في عدد السكان، فقد بلغ عدد سكانها 9.8 مليون نسمة، تليها محافظة الجيزة 8.9 مليون نسمة وذلك في 1/1/ 2019.
وكشف الجهاز، أن الفئة العمرية (أقل من 15 سنة) تبلغ ثلث السكان بنسبة 34.2% بينما قدرت نسبة السكان كبار السن (65 سنة فأكثر) 3.9% فقط في بداية عام 2019.
وبلغ معدل الإعالة العمرية لإجمالي الجمهورية 61.5% في يناير 2019، بمعنى أن كل 100 فرد يعولون 61.5 فرد، وارتفعت الكثافة السكانية الكلية من 71.5 نسمة/ كم2 عام 2006 إلى 98.4 نسمة/ كم2 عام 2019.
تحذيرات من ارتفاع الزيادة السكانية
حذر الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان، من ارتفاع عدد السكان في مصر، حيث تعتبر مصر سابع دولة علي مستوى العالم من حيث الكثافة السكانية، وأوضح انخفاض معدل الزيادة السكانية الطبيعية في مصر خلال الأربع سنوات الماضية، حيث تناقصت معدلات الزيادة الطبيعية من 2.52% في عام 2014 إلى 1.87% في 2018، وأن معدل الإنجاب الكلي السيدات في مصر تناقص من 120.2 مولود لكل ألف سيدة، ليصل إلى 21 طفلا لكل ألف سيدة في مصر.
وأكد حسن في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن أهم النتائج الاستراتيجية لخفض معدل الزيادة السكانية في مصر تتمثل في تناقص أعداد المواليد في مصر خلال الفترة من 2014 إلى 2018 بحوالي 12.4%، حيث وصل عدد المواليد في 2014 إلى 2 مليون و720 ألف مولود، وانخفض في 2018 إلى 2 مليون و382 ألف نسمة، لافتًا إلى أن عامي 2017 و2018 قد شهدا تناقص في أعداد المواليد يصل إلى 6.9%..
وأشار مقرر المجلس القومي للسكان، إلى أن هناك تحسنا ملحوظا في وضع برنامج تنظيم الأسرة في مصر، وأن الاستثمار وزيادة أوجه الإنفاق في مواجهة المشكلة السكانية جزء أساسي من استثمارات الدولة، حيث إن كل جنيه يصرف على تنظيم الأسرة يوفر للدولة 56 جنيهًا في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والدعم وغيرها.
وحذر "حسن"، من ارتفاع معدل الزيادة السكانية في مصر؛ مما يهدد بالفقر المائي لنصيب الفرد، حيث يبلغ نصيب الفرد من الماء ما يبلغ 900 متر مكعب، وفقا لتقديرات المرجع السكاني العالمي، وهذا لا يتناسب ع المعدل المائي العالمي والذي يبلغ 1000 متر مكعب، مشيرًا إلى أنه بحلول عام 2050 سيبلغ نصيب الفرد 400 متر مكعب فقط وهو أقل من المعدل المتوقع في ذلك الوقت والذي يصل إلى 500 متر مكعب، مطالبًا تكاتف جميع أفراد المجتمع للحد من خطورة الزيادة السكانية ومنع الزواج المبكر للفتيات، وتشجيعهن على التعليم والعمل.
الانتهاء من 3 عقبات رئيسية بحلول عام 2030:
وقالت الدكتورة ناتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994 بحضور 179 دولة، أكد أن الصحة الجنسية والإنجابية هي أساس التنمية المستدامة، وأنه للمرأة الحق في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن الإنجاب وتوقيت الحمل المناسبين لها.
وتعهدت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، يعمل بحزم على الانتهاء من 3 عقبات رئيسية بحلول عام 2030 لتوفير الرعاية الصحية للسيدات، وتتمثل في القضاء على الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، والعنف القائم على نوع الجنس والممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، مؤكدة على أهمية البيانات عالية الجودة في التركيز على الاحتياجات التي تكون أكبر وتضع حدًا لظهور من هم أبعد من ذلك.
ونوهت بالقمة التي ستعقدها الدنمارك وكينيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان في نيروبي في نوفمبر المقبل، حيث تتاح للمجتمع الدولي فرصة للالتزام بالوعود التي قطعوها في القاهرة وتحويل العالم الذي تصورناه في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية إلى واقع لكل شخص، امرأة وفتاة، وتستقطب القمة رؤساء الدول وقادة الفكر ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمؤسسات المالية الدولية وممثلي القطاع الخاص وآلاف آخرين ممن لديهم مصلحة في السعي المستمر للصحة الجنسية والإنجابية للجميع.
