الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كالمستجير من الرمضاء بالنار.. الأتراك يضطهدون اللاجئين السوريين.. اعتداءات على المحال ومطالبات بترحيلهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كالمستجير من الرمضاء بالنار، والهارب من هول الحرب إلى أحضان الاضطهاد والعنصرية، تصف تلك الكلمات حال اللاجئين السوريين الذين هربوا من بلادهم خوفا وفزعا من الحرب والصراع الدائر فوق الأرض السورية إلى تركيا، رغبة وطمعا في الحماية والأمن إلا انهم لم يروا إلا كل معاملة سيئة.


فقد شهدت مدينة اكيتلي الواقعة في ولاية اسطنبول الأسبوع الماضي أحداث عنف ضد اللاجئين السوريين بدأت باعتداء عشرات الأتراك على محال السوريين وتحطيمها دون معرفة الأسباب الحقيقة وراء هذا الهجوم، وأسفر تلك الاعتداءات عن إصابة 6 سوريين.
وفي التاسع والعشرين من يونيو الماضي فوجئ الشقيقان السوريان مصطفى وأحمد، ببث مباشر من أمام متجرهما للملابس الجاهزة، ويظهر فيه بعض المواطنين الأتراك يحطمون واجهته، ويضرمون فيه النيران، وحاول الشقيقان التواصل مع صاحب محل مجاور لهما لمنع الاعتداءات إلا أنه أخبرهم «لا تأتوا يريدون قتلكم» حسبما ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها.
ولم يتوقف الاعتداء عند ذلك، إنما طال عدد كبير من المحلات التي يمتلكها سوريون.
ويرجع البعض موجة العنف ضد السوريين في تركيا إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أنقرة في الآونة الأخيرة، وارتفاع معدل البطالة والتضخم، وتعالت الأصوات المطالبة بترحيل اللاجئين إلى بلادهم وفي ليلة فوز مرشح المعارضة التركية أكرم داود أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول تصدر هاشتاج «اخرجوا أيها السوريون» مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.

ودائما ما يستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قضية اللاجئين في طلب مساعدات.
وتحدثت وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب» في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إحدى وقائع العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا قائلة «كان أحمد ياسين يعمل في صالون الحلاقة الذي يديره في حي كوتشوك شكمجة في مدينة إسطنبول في تركيا، عندما تجمع حشد ضم عشرات ثم مئات الأشخاص قبل أن يهاجموا محله ومتاجر سوريين آخرين».
وأضاف «رشقونا بالحجارة التي خلفت أضرارًا على واجهة المحل، كنا ثلاثة في الداخل، خفنا ولم نتمكن من الخروج حتى بعد منتصف الليل، عند الساعة الواحدة فجرًا».

وفي واقعة أخرى وجد السوري محمد عماري (27 عامًا) محل بيع الحلويات الذي يعمل فيه مخربًا عندما وصل إليه في اليوم التالي، وقال: "حطموا الواجهة بالحجارة والعصي".
وتثير أعمال الشغب هذه التي هزت كوتشوك شكمجة قبل عشرة أيام، وكانت الأحدث في دائرة العنف ضد السوريين، مخاوف من تدهور أوضاعهم في مناخ متقلب يشهد جسارة في التعبير عن كره الأجانب، خاصة خلال حملة الانتخابات البلدية الأخيرة.
ولا تقتصر دائرة العنف على المحال التي يمتلكها سوريون، وانما امتدت إلى الأتراك الذين يستعينوا بسوريين لإدارة محالهم، حيث قال عزت سيفيم إن «متجره لم يسلم من التخريب والسبب في ذلك أنه يوظف سوريين، وصرخ معبرًا عن استيائه: ”إذا وجدوا قطة نافقة في الشارع فستجد من يقول إن سوريًا قتلها، يجب الكف عن كيل التهم لهم دون وجه حق“.
واعتاد اللاجئون على تلك الاعتداءات خلال الفترة الماضية، حيث شهدت ولاية الازيج في العاشر من يونيو الماضي إصابة سوريين اثنين بجروح، بعد اعتداء عدد من الاتراك عليهم، وفقا لصحيفة يني جاغ التركية.
وتستقبل تركيا حاليًا عددًا من اللاجئين السوريين يزيد عما يستقبله أي بلد آخر في العالم، فهي تستضيف 3.5 مليون سوري بينهم 500 ألف في إسطنبول.
وأفادت دراسة نشرتها جامعة قادر هاس في اسطنبول الأسبوع الماضي أن نسبة الأتراك المستائين من وجود السوريين ارتفعت من 54.5% إلى 67.7% في 2019.