تحرك عدد من أعضاء مجلس النواب ضد اتحاد الكرة، عقب خروج المنتخب القومي أمس السبت من بطولة كأس الأمم الأفريقية بطلبات إحاطة وجهت لرئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي، مطالبين خلالها بالتحقيق في الأمر، ومحاسبة المقصرين.
وأرجع أعضاء البرلمان سبب الهزيمة إلى فساد منظومة الرياضة في مصر، وخاصة اتحاد الكرة، مشيرين إلى أن استقالتهم لن يعفيهم من المساءلة والمحاسبة.
وقال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب: إنه حذر في وقت سابق من فساد منظومة الرياضة، خاصة اتحاد الكرة، بعد النتائج المخيبة، والفضيحة التي حدثت في كأس العالم (روسيا 2018).
وتابع: "طالبت من خلال مجلس النواب حينها، بإقالة اتحاد الكرة، وهو ما لم يحدث، وعدم المحاسبة أوصلتنا لتلك النتائج في بطولة أفريقيا 2019"، مطالبًا بضرورة محاسبة اتحاد الكرة في تهم الفساد والمحسوبية وعدم الاكتفاء بالاستقالة.
وأضاف "وهدان" أن الفشل والفساد يتكرر حاليا من أعضاء الجبلاية، لذلك لا بد هذه المرة من محاسبة حقيقية عن كل الفشل، وحالة الحزن التي تعرض لها الشعب المصري، والإخفاق في كل شيء، سواء اختيار المدرب وحصوله على أعلى راتب في أفريقيا بـ106 آلاف دولار، أي ما يعادل مليونا و700 ألف جنيه مصري شهريا، ومجاملة بعض اللاعبين، أو ما حدث داخل معسكر المنتخب واستبعاد اللاعب عمرو وردة ورجوعه مرة أخرى.
وفي سياق متصل، أعرب محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، عن أسفه واستيائه الشديدين من الأداء السيئ للمنتخب المصرى لكرة القدم فى مباراته مع جنوب أفريقيا وخسارته بهدف مقابل لا شيء وخروجه بشكل مهين من بطولة كأس الأمم الأفريقية مخيبا لآمال الجماهير المصرية.
وطالب "حسين" فى طلب إحاطة قدمه للدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، بالتحقيق فى الأسباب التى كانت وراء الأداء المتواضع لمنتخب الفراعنة فى هذه البطولة التى نجحت فيها الدولة المصرية في توفير جميع الإمكانيات للمنتخب المصرى لكرة القدم.
وطالب بمحاسبة المسئول عن ضياع حلم البطولة خاصة مع الدعم الجماهيري الكبير والدعم غير المسبوق الذي قدمته الدولة.
كما أشار النائب إلى محاسبة المسئول عن اختيار أجيري ليكون مدربا للفراعنة وهو صاحب أعلى الرواتب بين مدربي البطولة، متسائلًا: لماذا لم يتم التعاقد مع اسم كبير لتولي المهمة، هذا المدرب والجهاز الفني المتواضع الذي قام باستبعاد لاعبين مميزين لصالح لاعبين أجمع كل الخبراء عدم أحقيتهم لتمثيل المنتخب مقارنة بآخرين، مطالبًا بإعلان نتائج الحساب حتى تهدأ نفوس المصريين.
وفي الصدد ذاته، تقدمت النائبة سحر طلعت مصطفى، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، ببيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء حول خروج المنتخب الوطني لكرة القدم من بطولة الأمم الأفريقية المُقامة في القاهرة.
وقالت النائبة في بيانها العاجل، إن أداء المنتخب تسبب فى حالة من الإحباط بين جماهير الشعب المصري الذين وقفوا وراء المنتخب بالملايين وقدموا نموذجا رائعا فى الرقى والتحضر أبهر العالم منذ بداية البطولة، لكن أداء المنتخب الوطني لم يكن على قدر المسئولية.
وطالبت سحر طلعت بمعرفة أسباب انهيار منظومة كرة القدم المصرية حتى نتمكن من معالجة الموقف فى أسرع وقت ممكن، وأيضا حجم الإنفاق على المنتخب الوطنى لإعداده للبطولة الحالية مع بيان تقرير المركزى للمحاسبات، وتحديد المعايير الفنية التى تم الاستناد إليها فى اختيار الجهاز الفنى للمنتخب وحجم الأموال المنفقة.
بينما كشف عبدالحميد كمال، عضو مجلس النواب، عن تقديمه طلب إحاطة عاجل للدكتور علي عبدالعال، رئيس البرلمان، لتوجيهه إلى وزير الشباب والرياضة، حول إهدار المال العام داخل منظومة كرة القدم، وضرورة محاسبة المقصرين، واستدعاء الوزير بشأن ما حدث ببطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا في مصر.
وتابع كمال في طلبه: بالرغم من تقديم جميع التسهيلات والدعم الشعبي والرسمي ماديًا ومعنويًا لمنظومة كرة القدم فى مصر، ممثلة بالاتحاد المصري لكرة القدم، لإنجاح البطولة، إلا أنه ظهرت مشاكل تنظيمية وإهدار للمال العام فى منظومة بيع التذاكر بالسوق السوداء، بالإضافة إلى قصور فى التنظيم بالرغم من وجود شركة منظمة لعمليات بيع التذاكر بشكل إلكتروني، عن طريق بطاقات الرقم القومي والـID الإلكتروني لكل مشجع، كما تحمل المواطنون أعباء ضخمة بشراء تذاكر مرتفعة الثمن وتحميل عدد من الهيئات بشراء التذاكر دون عائد.
وأضاف: عاب منظومة اتحاد الكرة الكثير من الملاحظات، بدأت مع خروج منتخب مصر من الدور الأول بكأس العالم الصيف الماضي، وما شاب رحلة المنتخب من وجود إهدار للمال العام وعدم وجود تنظيم والمشاكل التى حدثت مع اللاعبين، ما أثر على سمعة مصر والكرة المصرية والخروج بشكل هزيل، حيث طالبت فى حينه في بيان عاجل بضرورة محاسبة المقصرين".
وأوضح أن خروج منتخب مصر لكرة القدم من دور الـ16 ببطولة أفريقيا، وتكرار ما حدث من تقصير فى التنظيم وصرف ملايين من الجنيهات لاستقدام مدرب مكسيكي شاب حوله الكثير من علامات الاستفهام، لاتهامه فى قضية أخلاقية كروية بالدوري الإسباني، والتعاقد مع بمبلغ مالي يقدر بـ120 ألف دولار شهريا مما يشكل علامات استفهام كبيرة.
ووجه رسالة إلى الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان قائلا: "برجاء التكرم باستدعاء وزير الشباب والرياضة وإحالة الأمر إلى لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وعقد جلسة خاصة للوقوف على ما يحدث بمنظومة اتحاد الكرة ومحاسبة أي مقصر خاصة مع تقديم عدد كبير من أعضاء ورئيس اتحاد الكرة باستقالات جماعية عقب خروج المنتخب المصري من البطولة الأفريقية".
كان منتخب مصر ودع كأس الأمم الأفريقية، بعد الخسارة أمس من منتخب جنوب أفريقيا، في دور الـ16 من البطولة.
