الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سيرة الحب.. أشهر قصص الغرام بين الأدباء والفنانين «1».. «كليوباترا» و«أنطونيوس».. حكاية عشق انتهت بانتحار الحبيبين.. المؤرخ بلورتاخ: شخصية كليوباترا وحلاوة حديثها كانا من السحر بحيث تستأثر الإنسان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يوجد عصر ولا زمان لم تلعب فيه المرأة دورا أساسيا ومحوريا فى الرجل، لا سيما الأدباء والفنانون والمفكرون، فقد كانت هذه الهشة والرقيقة بالنسبة لهؤلاء الأرض الخصبة التى يستخرج من أعماقها ما لم يتوقعه أحد. ولا يوجد من يستطيع أن ينكر أثر المرأة فى تطور وبناء الحضارة الإنسانية، فهى ربة الوحى والإلهام، ولعل الأعمال الكثيرة المختزنة فى متاحف ومكتبات العالم شاهدة على دورها وأهميتها كملهمة للإبداع فى مختلف المجالات والاتجاهات.




يتساءل نيتشه فى كتابه (هكذا تكلم زرادشت): ولكن ما تكون المرأة للرجل يا ترى؟ وبعد جهد يتوصل إلى «أن الرجل الحقيقى يطلب أمرين: المخاطرة واللعب، ولذلك ما يدعوه إلى طلب المرأة فهى أخطر الألعاب».
النظرة المثالية للمرأة جسدها الشاعر التونسى المتمرد أبو القاسم الشابى الذى كانت المرأة بالنسبة له «هى الملاك الذى يهبط من عالم الخيال السحرى ليشفى الجراح
يعتبر جبران «إن الحب هو تفاهم كلى بين الرجل والمرأة، يتم بلحظة، وبلحظة يولد، ذلك الميل المترفع عن جميع الميول. ذلك الانعطاف الروحى الذى ندعوه حبا

وفى هذا يقول أراغون شاعر فرنسا: إن المرأة أم يولد من حبها الرجل ويهيم بها، كما يهيم الإنسان فى المناخات الصوفية. المرأة ذات طابع كوني، بصفتها مبدأ الخصب. والصوفى إنسان يعيش فى هاجس النهائيات، ويتحرق لفهم سر الكون وامتلاك هذا السر والارتقاء به. وهذا لا يتم إلا عبر لظى عاطفى ومحبة متأججة، تجمع بين المحب وموضوع حبه.
وعلى الرغم من تأثير المرأة فى حياة المبدعين؛ فإن حقيقتها بقيت مجهولة عند الكثيرين منهم، وفى هذا يقول «نيتشة» إن كل ما فى المرأة لغز، وليس هذا اللغز إلا مفتاحا واحدا هو كلمة (الحبل). بمعنى أن الرجل ليس للمرأة إلا وسيلة، أما غايتها فهى الولد.

ويتساءل نيتشه فى كتابه (هكذا تكلم زرادشت): ولكن ما تكون المرأة للرجل يا ترى؟ وبعد جهد يتوصل إلى «أن الرجل الحقيقى يطلب أمرين: المخاطرة واللعب، ولذلك ما يدعوه إلى طلب المرأة فهى أخطر الألعاب».
كثيرون هم الذين ناصبوا المرأة العداء وكالوا لها الاتهامات لصالح الرجل ومع ذلك فهم لم ينكروا دورها فى مسار تفكيرهم ومعتقداتهم الفكرية والفلسفية والأدبية. وظل الشعراء عامة والرومانسيون منهم خاصة. فالمرأة عند هؤلاء ليست من لحم ودم بقدر ما هى صنيعة خيالاتهم السامية. أو كما يقول جبران خليل جبران «إنها امرأة مثالية تتكون من الأحلام والأطياف، هى روح شفافة، وليست مزيجا من الخير والشر، ولكنها من خير مطلق، وصفاء مطلق، وحبها ليس حبا حسيا، بل إنه لا يختلط بأى معنى من المعاني. إنه حب روحى يسمو فوق نداء الغريزة، ويختلف عن ذلك الحب العادى الذى يعرفه الناس».

هذه النظرة المثالية للمرأة جسدها الشاعر التونسى المتمرد أبو القاسم الشابى الذى كانت المرأة بالنسبة له «هى الملاك الذى يهبط من عالم الخيال السحرى ليشفى الجراح، ويحمل رحيق الوجود المقدس للقلوب التى تبحث عن مأوى وتحلم بالدفء.. وهذا هو الحب زهرة الأزهار ومعنى المعانى فى هذه الحياة.. إنه شيء مثالى لم يتلوث بالتراب أو بتجارب الواقع، وهو حب حزين بالرغم من ذلك لأن الموت مثل الثعبان الذى يختفى فى زوايا الحياة ليلدغ الزهور الجميلة ويقضى عليها فى روعة شبابها السحرى العميق».


جبران أيضا حمل نفس النظرة المثالية للحب وللمرأة معا، إذ يقول فى كتابه (دمعة وابتسامة): الحب العظيم قد جعل قلبى مذبحا طاهرا - هى المرأة يا خليلي - المرأة التى ظننتها بالأمس لعوبة. المرأة الحقيقية قد ذهبت بى إلى أردن محبتها وعمدتني». ويقول أيضا: «الجمال الحقيقي، أشعة تنبعث من قدس أقداس النفس، وتنير خارج الجسد، مثلما تنبثق الحياة من النواة، وتكسب الزهرة لونا وعطرا».
ويعتبر جبران «إن الحب هو تفاهم كلى بين الرجل والمرأة، يتم بلحظة، وبلحظة يولد، ذلك الميل المترفع عن جميع الميول. ذلك الانعطاف الروحى الذى ندعوه حبا، فهل فهمت روحى روح سلمى فى عشية ذلك النهار فجعلنى التفاهم أراها أجمل امرأة أمام الشمس».
لا شك أن الحب هو العاطفة الأثيرية التى عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة، وهى الفسحة الطهرانية التى تنبثق لا إراديا من ثنايا القلوب. وكلما تسامت هذه العاطفة اقترب الإنسان من الجمال المطلق. إن هذه العاطفة بمثابة الشعلة المقدسة التى تضيء غياهب النفس تدعى المحبة، وهذه المحبة لا تسكن قلبا واحدا بل قلبين.. الشعلة التى يفصلها الله عن ذاته ويقسمها إلى نصفين رجل وامرأة.


إن الإنسان دون حب يبقى كائنا حيا لا يتعدى مادية اللحم والدم. وهو ما عبر عنه إيليا أبوماضى قائلا: أحب فيغدو الكوخ كونا نيرا/ وأبغض فيمسى الكون سجنا مظلما/ ما الكأس لولا الخمر إلا زجاجة/ والمرء لولا الحب إلا أعظما.


وقال داود الأنطاكى فى كتابه (تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق): «العشق فضيلة، تنتج الحيلة، وتشجع الجبان، وتسخى كف البخيل، وتصفى ذهن الغبي، وتطلق لسان الأعجم، وتبعث حزم العاجز الضعيف، وهو عزيز يذل له الملوك، وتضرع له صولة الشجاع، وهو داعية للأدب، وتأويل باب تفتق به بالأذهان والفطن، ويستخرج به دقائق المكايد والحيل، وإليه تستريح الهمم، وتسكن به فواتر الأخلاق والشيم، يمتع جليسه، ويؤنس أليفه، وله سرور يجول فى النفوس، وفرح يسكن فى القلوب».
ولهذا نرى المبدعين وقد جعلوا من أنفسهم تربة خصبة لبذور الحب، كى تتفتح أزاهير وورودا، يعبق شذاها فى فضاء كياناتهم. فعاشوا فيه، وترعرع فى أعماقهم وبات ينبوع عطائهم الفنى والأدبى والفكري، منه يستلهمون أعمالهم.
وهنا نحاول سرد بعض سير الحب التى سجلها المؤرخون والشعراء، التى تبرز من خلالها التضحيات التى قدمها المحبون بدءا من أنطونيوس وكليوباترا، جميل وبثينة، ابن زيدون وولّادة.

أنطونيوس وكليوباترا
ليس فى سير الحب القديمة ما هو أشهر من سيرة كليوباترا ملكة مصر الإغريقية أو بالأحرى المقدونية، وكانت مصر فى ذلك الوقت تحت حكم البطالمة، وهم سلالة مقدونية إغريقية، وكان مؤسس أسرة البطالمة قائدا عند الإسكندر، وكانت الإسكندرية فى وقت كليوباترا أكبر ميناء على البحر الأبيض المتوسط، ومركز التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. وكان أكثر سكانها من الإغريق، وكانت لهم مكتبة كبرى وجامعة يتعلمون فيها.
ارتفعت كليوباترا إلى عرش مصر وهى فى السابعة عشرة، وكانت الإسكندرية قاعدة البلاد وكرسى الحكومة، كما يقول سلامة موسى فى كتابه البديع (الحب فى التاريخ)، وكان يبلغ سكانها نحو مليون نسمة، وتبلغ المكوس والضرائب على البضائع فى جماركها نحو خمسة ملايين جنيه. وكانت صناعة الكتان والبردى والزجاج والأقمشة رائجة فيها. وكان خُمس مساحة المدينة خاصا بقصور الأسرة المالكة والمكتبة والمتحف، تحفها وتتخللها البساتين والتماثيل والمسلات.
وقد شبهها المؤرخ الإيطالى فيريرو بباريس هذه الأيام لوفرة ما كان فيها من وسائل الحضارة والترف.
نعود إلى كليوباترا التى اتفق المؤرخون على أنها لم تكن جميلة، فقد كانت صاحبة أنف كبير، ولكن الفتنة كانت فى نفسها وخفة روحها، فقد وصفها المؤرخ بلورتاخ بقوله: «لم يكن جمالها يقارن بجمال غيرها، ولم يكن من الروعة بحيث يؤثر فى الناظر عند أول رؤيته لها، ولكن تأثيرها فى الإنسان إذا بقى مدة قصيرة فى حضرتها لم يكن مما تمكن مقاومته، فقد كانت شخصيتها وحلاوة حديثها من السحر بحيث تستأثر الإنسان».
استطاعت كليوباترا الفاتنة أن تحتال كى تصل إلى يوليوس قيصر الشجاع والجريء فوقع فى غرامها وتزوجها وأقرها على عرش مصر دون أخيها وحكمت البلاد نحو ست سنوات، ثم مات قيصر فى رومية مقتولا، متهما بالطموح إلى الاستبداد وإلغاء الجمهورية. وفى ذلك الوقت ظهر فى العالم الرومانى عقب موت قيصر رجلان اقتسما هذا العالم بينهما، أولهما: أوكتافيوس الذى استولى على الجزء الغربى منه، وثانيهما: أنطونيوس الذى استولى على الجزء الشرقي.
وعندما دعت كليوباترا أنطونيوس إلى مأدبة عشاء فى سفينتها التى غادرت بها إلى موطنه، وهى فى أبهى زينة، وقعت فى غرامه، ومنذ تلك اللحظة عاشا معا طوال عشر سنوات لم يفترقا إلا مرة واحدة، حين ذهب أنطونيوس فى حملة فى إحدى جهات آسيا.
ثم حدث نزاع عنيف بين أوكتافيوس وأنطونيوس على أيهما يحكم العالم، وتهيأ كلا الفريقين للقتال، وأعد كل منهما أسطولا، والتقيا فى أكتيوم، وكانت كليوباترا تصحب أنطونيوس، إذ لم يكن يقدر على فراقها، ودار القتال وعندما شعرت كليوباترا أن حبيبها أنطونيوس قد شارف جيشه على الهزيمة، هربت بسفينتها، مما أغضب أنطونيوس وأمر أسطوله أن يدركها، وكانت تلك هى هزيمة أنطونيوس الأولى. والثانية عندما سلمت جيوشه لجيوش أوكتافيوس. وعندما علمت كليوباترا بهزيمة حبيبها خافت من أن ينكل بها غريمه أوكتافيوس، فأشاعت أنها ماتت حتى لا يبحث عنها أوكتافيوس المنتصر، وعندما وصلت شائعة موتها إلى أنطونيوس انتحر بأن غرز سيفه فى بطنه وبلغ ذلك كليوباترا فانتحرت هى الأخرى.

جميل وبثينة
فى عصر الدولة الأموية، وبالتحديد فى خلافة عبدالملك بن مروان، وفى قبيلة كانت تدعى بنى ربيعة بوادى القرى بين المدينة ومكة، نشأ شاعر يدعى جميل أحب فتاة من بنات قومه تدعى بثينة، وكان من شر عادات العرب أنه إذا اشتهر حب بين اثنين منع أبو الفتاة المحبوبة زواجها من حبيبها، وذلك خشية أن يتقول الناس عن سابق العلاقة التى كانت بينهما قبل الزواج.
فامتنع أبوها عن تزويجه، فصار جميل يشبب بها - كما يقول سلامة موسى - ويؤلف القصائد فى وصفها ومقدار حبه لها، فاستعدى أهل الفتاة الوالى لكى يكف جميل عن التشبيب ببثينة، وبلغ ذلك جميلا، ففر إلى الشام، ونزل عند أحد وجوه بنى عذرة، ومما يحكى أن هذا الرجل احتال على جميل لكى ينسيه حبه، فزين له سبع بنات فكن يتصدين له متبرجات، ويعاودن ذلك حتى يتعلق بإحداهن، ففهم جميل الحيلة، وصد عنهن، وقال فى ذلك:
حلفت لكيما تعلمينى صادقا/ وللصدق خير فى الأمور وأنجح/ لتكليم يوم واحد من بثينة/ ورؤيتها عندى ألذ وأملح.
وقد جاء فى كتاب «الأغانى»، أن جميل لقى بثينة بعد تهاجر كان بينهما طالت مدته، فتعاتبا طويلا، فقالت له: ويحك يا جميل، أتزعم أنك تهوانى وأنت الذى تقول: رمى الله فى عينى بثينة بالقذى/ وفى الغر من أنيابها بالقوادح.
فأطرق طويلا يبكى، ثم قال: بل أنا القائل: ألا ليتنى أعمى أصم تقودني/ بثينة لا يخفى على كلامها.
ومن الحكايات التى وردت عنهما: سعت أمه لبثينة بها إلى أبيها وأخيها، وقالت لهما: إن جميلا عندها الليلة. فأتياه حاملين سيفين، فرأياه جالسا يحدثها ويشكو إليها بثه. ثم قال لها: يا بثينة، أرأيت شغفى بك، ألا تجزينه؟ قالت: بماذا؟ قال: بما يكون بين المتحابين. فقالت له: يا جميل أهذا ما تبغي؟ والله لقد كنت عندى بعيدا منه، ولئن عاودت تعريضا بريبة لا رأيت وجهى أبدا. فضحك وقال: والله ما قلت لك هذا إلا لأعلم ما عندك فيه. ولو علمت أنك تجيبيننى إليه لأدركت أنك تحبين غيري. ولو رأيت منك مساعدة عليه لضربتك بسيفى هذا ما استمسك فى يدي، ولو أطاعتنى نفسى لهجرتك هجرة الأبد.
تزوجت بثينة من رجل آخر غير جميل، ولكنها بقيت تحفظ عهده ويزورها خفية فى بيت زوجها، إلى أن علم زوجها بذلك فشكاه للوالي، فأهدر دمه إذا عاود، فانقطع جميل عن الزيارة.
روى بعضهم أنه لما منع جميل من زيارة بثينة ضاقت به الدنيا، فكان يصعد بالليل على ربوة عالية يتنسم منها الريح من نحو حى بثينة، ويقول: أيا رياح الشمال أما تريني/ أهيم، إننى بادى النحول/ هبى لى نسمة من ريح بثن/ ومنى بالهبوب إلى جميل/ وقولى لى يا بثينة حسب نفسي/ قليلك أو أقل من القليل.
تعرض جميل إلى المخاطر كثيرا من أجل لقاء بثينة، وعلى الرغم من هذه الأخطار التى حالت فى النهاية دون لقائهما، فقد التقيا وودعها وانصرف من وادى القرى إلى مصر حيث مات!

ابن زيدون وولّادة
قال ابن نباتة عن ابن زيدون: كان من أبناء الفقهاء المتعينين، واشتغل بالأدب، ونقب عن دقائقه، إلى أن برع وبلغ من صناعتى النظم والنثر المبلغ الطائل. وانقطع إلى أبى الوليد بن جهور أحد ملوك الطوائف المتغلبين بالأندلس، فخف عليه وتمكن من دولته. واشتهر ذكره وقدره، واعتمد عليه فى السفارة بينه وبين ملوك الأندلس، فأعجب به القوم وتمنوا ميله إليهم، لبراعته وحسن سيرته. واتفق أن ابن جهور نقم منه وأمر بحبسه. واستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة وقصائد بديعة، فلم تنجح فهرب واتصل بعباد بن محمد صاحب أشبيلية، الملقب بـ«المعتضد»، فتلقاه بالقبول والإكرام، وولاه وزارته وفوض إليه أمر مملكته، وكان حسن التسيير، تام الفضل، محببا إلى الناس، فصيح المنطق جدا.
وقال عن ولّادة: «كانت بقرطبة امرأة ظريفة من بنات خلفاء العرب الأمويين المنسوبين إلى عبدالرحمن بن الحكم المعروف بالداخل من بنى عبدالملك بن مروان، تسمى ولّادة.. ابتذل حجابها بعد نكبة أبيها وقتله، وتغلب ملوك الطوائف، ثم صارت تجلس للشعراء والكتاب، ويعشقها الكبراء منهم. وكانت ذات خلق جميل، وأدب غض، ونوادر عجيبة ونظم جيد».
واتصل الحب بين ابن زيدون وولادة، وكان كل منهما ينظم القصائد ويتغزل بصاحبه، فمن ذلك ما قالته ولادة فيه: ترقب إذا جن الظلام زيارتي/ فإنى رأيت الليل أكتم للسر/ وبى منك ما لو كان للبدر لم ينر/ وبالليل لم يظلم وبالنجم لم يسر.
ويقول ابن نباتة: وكان ابن زيدون كثير الشغف بها والميل إليها. أكثر غزل شعره فيها وفى اسمها. ثم إن الوزير أبا عامر بن عبدوس أيضا مهم بها، وكلف بعشرتها، وكان قصدهم الظرف والأدب.
ولما هجرت ولادة ابن زيدون، وواصلت ابن عبدوس ولزمته، قال ابن زيدون يتشفى وينتقم منها: عيرتمونا بأن قد صار يخلفنا/ فيمن نحب وما فى ذاك من عار/ كل شهى أصابنا من أطايبه/ بعضا وبعضا صفحنا عنه للفار. (والفار هو لقب ابن عبدوس)
إن الناس ليسوا سواء فى القدرة على الحب، كما أنهم ليسوا سواء فى القدرة على السعادة، لأن كليهما - الحب والسعادة - يتوقفان على مقدار ما عندنا من وجدان أى تعقل.