كتب الشاعر اللبناني سعيد عقل الكثير من المؤلفات الأدبية والشعرية، والتي ترجمت لكثير من اللغات أبرزها اللغة الفرنسية، وقد امتازت نصوص "عقل" بالبعد عن منجزات عصره التي تأثر بها جيله الأدبي، وفضل أن يحافظ على نبرة خاصة في صوته، مبتعدا عن المآسي والبكاء والفواجع، وغالبًا ما تميل كلماته الشعرية إلى رهافة الحس، وروحانية صافية تشع من قلب نقي.
وتحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الشاعر اللبناني سعيد عقل، وتستعرض "البوابة نيوز"، أبرز قصيدتين للشاعر تغنت بهما المطربة فيروز وذاعت شهرتهما في أرجاء الوطن العربي، وهما قصيدة "زهرة المدائن" التي شدى فيها للقدس، وقصيدة "غنيت مكة" والتي تمثل رمزا كبيرا عند المسلمين.
(1) زهرة المدائن
دافع "عقل" في كتاباته عن القدس، ومن أهم القصائد التي تغنت بها الشعوب قصيدته زهرة المدائن التي غنتها فيروز من ألحان الأخوين رحباني، وفيها مزج الشاعر بين التراث العربي الإسلامي والتراث المسيحي عن مدينة القدس القديمة ومكانتها الدينية عند كل من المسلمين والمسحيين، وفيها يقول:
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي
لأجلك يا بهيّة المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي
(2) غنيت مكة
غنى "عقل" في قصيدته تلك لمكة ومكانتها الدينية أيضا، ولم تمنعه مسيحيته أن يشدو لها في أجمل القصائد، وخلالها يستعرض مدى تعلق المسلم المؤمن بالبيت الذي يربطه مع الواحد الخالق، وكيف تحول البيت من مكان في البيداء لقبلة لكثير من الطائفين والعابدين، مسجلا بدوره تعاطفه مع كل المؤمنين بشكل عام الذين يتجهون ناحية السماء بالصلاة، وخلال القصيدة يقول:
وعلى اسم رب العالمين على بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صلي لهم أهلي هناك وطيب البيدا
من راكع ويداه أنساتاه أليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا وتخصبها إلا ويعطي العطر لاعودا
