الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عادل عبدالرحيم يكتب.. يا سابل الستر استرها ما تفضحناش

عادل عبدالرحيم
عادل عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ميل يا حظ علينا من مدة وانت ناسينا" .. "أنا نفسي ألقى نفسي واد حبيب وبيه ومعايا فلوس كتييير ستين تالاف جنيه..." .. سامحوني أعزائي القراء على هذه البداية الغنائية لكن في الواقع أن هاتين "الطقطوقتين" للمغني القريب للقلوب محمد فؤاد والكوميديان محمد هنيدي كثيراً ما شكلت الوعي الاجتماعي لكثير من الشباب في أواخر الألفية الثانية من أولئك الحالمين بمستقبل وردي وممن كانوا لا يزالون يعتقدون أن السماء تمطر ذهباً وزبدة.
وغني عن الوصف مقدار الصدمة التي واجهها كل من كان يحلم بأن المستقبل مفروش بالورود وطبعا العبد لله في طليعتهم حيث اكتشفنا أن المشي فوق الأشواك هو قدر كل من يختار أنه "يمشي عدل حتى يحتار عدوه فيه".
فما بين مجتمع لا يعرف إلا الوساطة والمحسوبية للوصول إلى سلم المجد كان لزاماً على كل من هو "واسطته ربنا" أن ينحت في الصخر ويقاوم كل متع وملذات الدنيا من باب الزهد والتطلع إلى الآخرة بالصبر على نقص الأموال حيناً والجوع أحياناً.
وتمر الأيام ويتذكر أبناء هذا الجيل وهم متمسكون بأطلال الأمل في إصلاح الأحوال وهدم قلاع الفساد إلا أنهم لا يزدادون إلا احباطاً فيرفعون جرعة الزهد والصبر ويواجهون الغلاء بالاستغناء .. لكنهم لا يفقدون الأمل في أن يأتي يوم لا تنفع فيه وساطة ولا محسوبية.
لكن بما أن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده فإن من رحمته أنه قبل أن ينفد وقود الصبر والإيمان يرسل إشارات لا تخطئها عين وبراهين على أن الطريق المستقيم هو الأبقى مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" وكذلك قوله الحق "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
وبرحمة من الله تتضاعف جرعة الأمل في نفوس عباده الصابرين الصامدين المنتظرين لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، صحيح الواحد يتمنى ان الحظ يلعب شويتين ، بس بشرط أن يكون ذلك بالحلال ، وهذا أعتقد أنه في الإمكان يوم أن ينظر المجتمع بعين الاعتبار لكل رعاياه وتسترد الدولة الأموال المنهوبة في خزائن الفاسدين .. وليس كل غني فاسد بالمناسبة حتى لا يتهمنا أحد بالحقد الطبقي.
فمما لاشك فيه أننا يجب أن نتعظ ونعتبر قبل فوات الأوان ونتيقن بأن يوم الحساب آت لا ريب فيه .. وأن غلطة الكبير بفورة كما يقولون في الأمثال .
ومن بين ما يحضرني في هذا المقام الموال الشعبي الشهير "يا سابل الستر استرنا ما تفضحناش" للفنان العربي فرحان البلبيسي الذي تقول كلماته :
قصدت بابك وغير بابك ماقصدتوش
آدي الباب مفتوح عمري ماقفلتوش
يا سابل الستر استرها ما تفضحاش
ولغيرك إنت أبداً ما تحوجناش
والحق يعلى وإحنا على الحق مانعلاش
يا واخد العهد على عمك ياخويا ماتعلاش
زي اللي قبلنا ما قالوا
العين على الحاجب ما تعلاش
وإذا كنت بتحب حب بس لازم لازم تكون حساس
وفتش على روحك يا حبيبي قبل ما تفتش يا واد ع الناس
وانظر لبيتك ولا تنظرش لبيوت الناس
واللي ما ترضاهشي على روحك ماترضاهشي ياخويا ع الناس
كلام هاقوله يا قلبي ويا ريت يسمعوه الناس
ياما كان ع الدنيا فتواااااات قبلنا يقولم إحنا أحسن ناس
صبحم رمايم ويدهوسوا عليهم الناس
اسمع كلام ربنا العزيز اللي قاله لجميع الناس
وجنة الخلد هايدخلها من الناس الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس