الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الأمم الأفريقية" باب الخير لكل المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطفت بطولة الأمم الأفريقية التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي في 21 من الشهر المنقضي، باستاد القاهرة الدولي، فى نسختها الـ 32، التى تستضيفها مصر حتى 21 يوليو الجارى فى محافظات «القاهرة- الإسكندرية- السويس- الإسماعيلية»، عشاق الساحرة المستديرة فى العالم، خاصة أن البطولة التى تمتد حتى 21 من الشهر الجارى لاقت اهتماما كبيرا من الحكومة المصرية التى سخرت لها كل الإمكانيات لخروجها بالشكل الذى يليق بمصر، خاصة أن قطاعات كبيرة بالمحافظات قد نجحت فى استغلال البطولة لتحقيق مكاسب على المستوى الاقتصادي، ففى قطاع السياحة ارتفعت معدلات الإشغال السياحي، أما على المستوى غير الرسمى فقد لاقت المقاهى والمطاعم إقبالا واسعا من المتفرجين لمتابعة مباريات البطولة وهو ما كان سببا فى انتعاش موسمهم الصيفى.

وأعلن محمد فضل، مدير اللجنة المنظمة لكأس أمم أفريقيا 2019، أن عددا من شاهدوا حفل افتتاح البطولة وصل مليارا ونصف المليار شخص حول العالم؛ حيث شمل الحفل استعراضات غنائية مزجت بين الحضارة المصرية والأفريقية وتجسيد النيل والأهرامات، ليخطف أنظار العالم أجمع، وتشيد به عدة صحف عالمية، فقد وصفته صحيفة «ذا جارديان» البريطانية بأنه كان «مذهلًا»، فيما ذكرته صحيفة «ذا ميرور» البريطانية بأنه كان «مبهرًا»، وقالت الإذاعة الدولية الألمانية «دويتشه فيله» إن الافتتاح كان «شيئًا عالميًا يستحق المشاهدة».
وأشاد الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «الكاف» بحفل الافتتاح، قائلًا على موقعه الرسمي: «البطولة الأهم فى القارة افتتحت بحفل قصير، لكنه كان مميزًا ومبهرًا وخطف أنظار العالم مستحقًا الإشادة من كل المهتمين بكرة القدم فى العالم»، مضيفًا أن حفل الافتتاح المبهج أقيم وسط حضور أكثر من 70 ألف متفرج فى المدرجات شاركوا بالحفل بالأضواء الملونة، والألعاب النارية التى أضاءت سماء القاهرة بينما ظهرت أعلام وشعارات الفرق الـ24 المشاركة على هرم عملاق توسط أرض الملعب».

جهود حكومية:
ووجهت الحكومة ممثلة فى وزارتى الشباب والرياضة والداخلية والاتحاد المصرى لكرة القدم، جهودا كبيرة من أجل إخراج البطولة على أعلى مستوى سواء رياضيًا أو أمنيًا، على مستوى الـ٤ محافظات المستضيفة لمباريات البطولة، فضلًا عن تأمين الجماهير الراغبة فى حضور المباريات، حيث حرص منظمو البطولة على توفير كل الطرق السهلة لتأمين المباريات وتسهيل عملية حجز التذاكر لدخول المشجعين للملاعب بخطوات بسيطة ومنظمة وبمعايير عالمية، من خلال إحدى الوسائل المستخدمة لتنظيم الحضور عن طريق تطبيق نظام «Fan id»، والذى ينظم حضور الجماهير وفق منظومة منضبطة تقضى على السوق السوداء، وذلك من خلال حجز التذاكر إلكترونيًا، وعند وصول المشجع لحضور المباراة سيقوم بوضع التذكرة فى البوابة الإلكترونية ليتم فتحها ثم يأتى الدور على الأمن، وذلك للقيام بالتفتيش عبر جهاز كشف المعادن والمواد المتفجرة، بالإضافة إلى انتشار قوات الشرطة حول الاستاد فى المحافظات المستضيفة للمباريات للتأمين. 
واستطاعت مصر تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية والسياحية والتجارية المختلفة، حيث يظهر الباعة فى مختلف ربوع مصر لبيع الأعلام وألعاب الصوت المستخدمة أثناء مشاهدة المباريات للتشجيع والاحتفال فى حال تحقيق الفوز وإحراز الأهداف، فضلًا عن الإقبال على شراء «تى شيرتات» منتخبنا الوطنى أيضًا من المحال التجارية المختلفة، بجانب أصحاب المحلات المستفيدين أثناء عرض مباريات المنتخب الوطنى مثل «محلات بيع الطعام والشراب» و«المقاهى الشعبية».

نهضة سياحية:
وعلى صعيد متصل، حققت القطاعات السياحية المختلفة أرباحًا نتيجة استضافة البلاد لهذا الحدث الهام، وذلك من خلال استقبال الوفود الأفريقية القادمة لحضور المباريات، والإقامة فى الفنادق السياحية خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى زيارة المعالم التاريخية والسياحية المختلفة على مستوى الجمهورية، والذهاب إلى الشواطئ المصرية الخلابة.
وقبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، أعلن أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة، عن إطلاق حملة تحمل «اكتشف مصر»، والتى ستقوم بوضع الإعلانات السياحية خلال مباريات البطولة من أجل التعريف بأماكن مصر السياحية والعمل على الدعاية للزوار وحثهم على زيارة الأماكن السياحية المتنوعة على مستوى الجمهورية.
يقول على غنيم، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن نسبة الإشغالات فى المنشآت الفندقية منذ بداية انطلاق كأس الأمم الأفريقية وحتى الآن تراوحت بين ٦٠: ٦٥٪، وهذا مؤشر جيد جدًا ودليل على تحسن القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن أى حدث دولى على أرض «الكنانة» يكون له عائد ومردود إيجابي، والتى تتطلب عدة أمور أبرزها الدعاية لاستضافة مصر لهذا الحدث الرياضى المهم، وإقامة مبارياته على أرضها خير رسالة للعالم أجمع على الأمن والأمان والاستقرار التى تتمتع به مصر حاليًا.
وتابع غنيم، أن أكثر من ٥ مكاسب للبطولة منها الرواج الاقتصادى مع انتعاش ملحوظ فى الاستثمارى بالإضافة إلى صعود فى مؤشر البورصة، لافتا إلى أن إقامة البطولة على أرض مصر يصدر صورة إيجابية للخارج عن البلاد والتطور الذى تم بها خلال الفترة الأخيرة فى مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الرواج السياحى الذى يأتى نتيجة تنظيم هذه البطولة هو عائد مباشر على الشارع وحركة البيع والشراء والمحلات التجارية مثل المطاعم والكافيهات وبيع الأعلام وغيرها، حيث إن الوفود الزائرة لمصر تقوم بعمل جولة سياحية استكشافية لكل المعالم المصرية القديمة، ما يمثل عائدا اقتصاديا قويا للبلاد.
وأشار إلى أن مصر كمقصد سياحى ظهرت فى البداية بالمعالم الأثرية المختلفة، والتى أبهرت العالم أجمع مثل الأهرامات والمعابد، واشتهرت أيضًا فى الوقت الراهن بالشواطئ المميزة الموجودة فى «شرم الشيخ- الغردقة- مرسى علم» وغيرهم، فضلًا عن العديد من الأماكن المميزة التى يسعى السائحون لاستكشافها خلال زيارتهم لمصر، مؤكدًا أن مستوى السياحة حاليًا دائم التحسين مقارنة بما كان عليه الوضع سابقًا، ودليل على تواجد الأمن والاستقرار فى البلاد، وتصدير صورة جيدة وإيجابية للعالم، ودعمها استضافة بطولة أمم أفريقيا. 

فرص عمل:
وأتاحت البطولة فرصًا أخرى للعمل، ففى أحد شوارع حى الدقى أحد أحياء محافظة الجيزة، لاحظنا طفلا صغيرا يتجول، يبلغ من العمر ١٠ أعوام، يدعى «صلاح محمد صلاح»، لبيع الأعلام المصرية للمواطنين من أجل تشجيع منتخب مصر لكرة القدم، مستخدما «المزمار» للترويج لبضائعه، تزامنًا مع إقامة مباريات المنتخب الوطنى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا، يقول «صلاح»: «بنزل أبيع الأعلام فى أيام ماتشات المنتخب فى بطولة الكأس، علشان الناس تشجع المنتخب فى الاستاد أو فى الشوارع وعلى القهاوى والكافيهات، وبدأت بيع الأعلام مع أول ماتش للمنتخب اللى كسب فيه، وكانت الناس بتشترى منى كتير الأعلام علشان تشجع، وخصوصًا لو نزلت فى أماكن قريبة من استاد القاهرة».
وتابع «صلاح»، أن حركة البيع حتى الآن جيدة جدًا، وهناك إقبال من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات على شراء علم مصر، موضحًا أن الأعلام التى يقوم ببيعها تختلف أسعارها بناءً على أحجامها، حيث يصل سعر أصغر علم ٥ جنيهات، ويبلغ سعر العلم المتوسط ١٥ جنيهًا، وهناك علم آخر يصل سعره إلى ٢٥ جنيهًا، بينما وصل سعر أكبر الأعلام حجمًا ٦٠ جنيهًا، كما أنه يقوم ببيع «مصدرات الصوت» أو «المزمار» التى يفضلها الصغار بشكل خاص، ويقوم بشرائها أيضًا المشجعون للتعبير عن فرحتهم فى حال إحراز المنتخب هدفا خلال المباراة، ويصل سعرها ١٥ جنيهًا، مؤكدًا أن إقامة مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية عادت عليه بالنفع وحقق من خلالها هامش ربح من بيع الأعلام، حيث إنه يعمل بشكل موسمى فى أكثر من مجال منها «بيع الأعلام» وغيره، وذلك لمساعدة أسرته فى توفير المصروفات المعيشية.
واستكمل «صلاح»، قائلًا: «بيع الأعلام فى كل ماتش لمنتخب مصر أرزاق، ممكن فى يوم أبيع كل الأعلام اللى معايا، ويوم تانى نص الأعلام مثلا أو عدد قليل منها، أنا بلف فى كل شوارع الدقى علشان أبيع، وساعات ببيع العلم ويكون مكسبى منه ٥ جنيهات أو أقل علشان مزعلش الزباين وياخدوا منى تانى لو شافوني»، متمنيًا أن يمتلك ثمن شراء بضاعة كاملة خاصة بالمنتخب الوطنى مثل «تى شيرت المنتخب- القبعات الملونة- والزينة الخاصة بالتشجيع والاحتفال التى يرتديها المشجعون والجماهير سواء فى الشوارع والاستاد»، ويقوم بعرضها على أحد الأرصفة فى شوارع حى الدقى أو منطقة أخرى يحقق بها نسبة مبيعات جيدة.

«تى شيرتات مصر»:
أما محمود فضل ٢٨ عامًا، بائع «تى شيرتات المنتخب»، فيقول: «بسعى علشان أكسب قوت يومي، وببيع تى شيرتات المنتخب من عام ٢٠٠٦»، وأبيع تى شيرات منتخب مصر وكافة مستلزمات التشجيع «أعلام- مزمار- قبعات- باروكة بألوان علم مصر»، بأحد شوارع حى المهندسين، موضحًا أنه يسعى إلى الاستفادة بالعمل فى المواسم والمناسبات العامة؛ حيث إنه يعمل فى «ورشة سيارات» فى الأساس، ولكن فى تواجد المواسم يقوم بشراء مستلزمات المواطنين فى هذه المواسم لبيعها لهم على «الرصيف» بأسعار مناسبة للجميع، مثلما قام به مع بداية انطلاق كأس الأمم الأفريقية لهذا العام، فقام بشراء مجموعة من «تى شيرتات» المنتخب الوطنى والأعلام والمزمار والقبعات والباروكة الحاملة لألوان علم مصر وغيرها من الأمور لبيعها للمواطنين فى أيام إقامة مباريات منتخب مصر خلال البطولة.
وأضاف «محمود فضل»، أن الأسعار ارتفعت مقارنة بما كانت عليه سابقًا، وقام بشرائها بأسعار مرتفعة من التجار أنفسهم، ويسعى إلى تحقيق هامش ربح محدود من كل قطعة يقوم ببيعها، قائلًا: «الحاجة قبل ما تبقى غالية على الزباين بنجيبها من التجار بأسعار عالية، والمكسب بيكون قليل فى كل قطعة بيبعها، لأنه مينفعش أبيع بخسارة».
وأكد، أن حركة البيع والشراء تسير بشكل جيد جدًا قبل وأثناء مباريات المنتخب الوطني، بالرغم من ارتفاع الأسعار الذى تشهده مختلف السلع والمنتجات فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن أسعار الأعلام تبدأ من ٧ جنيهات وحتى ٧٠ جنيها للعلم كبير الجحم، كما وصلت سعر القبعة حوالى ٦٥ جنيهًا، والمزمار ٤٥ جنيهًا، والباروكة ٥٠ جنيهًا، و«تى شيرت» المنتخب يصل سعره إلى ٨٥ جنيهًا، ومع إقامة مباريات المنتخب فى السنوات الماضية، كان يقوم ببيع «الملابس الرياضية» الخاصة بالمنتخب كاملة، والتى كان يصل سعرها حوالى ١٥٠ جنيها لـ«الترنج»، حيث إنه يعمل فى هذا المجال من أجل إسعاد المواطنين وحثهم على مشاهدة وتشجيع المنتخب الوطنى وتحفيزهم على تحقيق الفوز بالبطولة.

حركة المطاعم:
أما المطاعم والكافيهات فتشهد رواجا كبيرا عرض مباريات بطولة كأس أمم أفريقيا؛ حيث يقبل المواطنون لمشاهدة المباريات، خاصةً مباريات منتخب مصر مع الأصدقاء والاستمتاع بها والتشجيع وتبادل الآراء حول مستوى كل فريق فى «المباراة» التى يشاهدونها، وتقول «عبير سعد»، مدير أحد المطاعم السورية فى حى الدقي: «فى أول ماتش لمنتخب مصر، وكان بداية بطولة أمم أفريقيا، كانت حركة البيع كبيرة جدًا عكس الأيام العادية، لأننا عملنا عروضا مميزة، مثل «شراء ٤ سندويتشات ياخد السندويتش الخامس مجانًا»، وفيه وجبات موفرة للشباب والوفود الأفريقية اللى جت مصر علشان تتفرج على البطولة، والإقبال على هذه العروض كبير جدًا دلوقتي».
وأضافت «عبير سعد»، أن حركة البيع داخل المطعم زادت بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، خاصةً خلال مباريات البطولة، حيث إن المنطقة الموجود بها المطعم تتواجد بها قهاوى شعبية وكافيهات عدة، والتى تزدحم بالمواطنين فى مواعيد المباريات، وبالتالى يزداد الطلب على المطاعم بصفة عامة، سواء قبل أو بعد انتهاء المباراة المقامة، من خلال القدوم إلى المطعم أو الطلب «دليفري» موضحة أن المطعم كباقى المطاعم الأخرى يسعى إلى تقديم العروض والخصومات المميزة للزبائن، ففى الوقت الحالى نتيجة إقامة بطولة كأس أمم أفريقيا يقدم المطعم تخفيضا يصل إلى ١٥٪ على الوجبات والطلبات المختلفة، فضلًا عن توفير خدمة التوصيل للمنازل من قبل المطعم وطرحها على المواقع الإلكترونية المختلفة «إبلاكيشن» الخاص بطلب الطعام، والتى تتعاقد المطاعم معها بتقديم تخفيضات متبادلة فيما بينها، حيث يقوم المطعم بتجميع «كوبونات»، وعقب انتهاء البطولة يتم تسليم هذه «الكوبونات» للمواقع المتعاقد معها، للحصول على الأموال التى تم خفضها للمواطنين.
واستكملت: «إقامة البطولة فى مصر دخلت على ناس كتير بمكاسب وأرباح مختلفة، كل واحد فى مجال شغله، وكمان الناس الغلابة فى الشارع استفادوا منها، لأنه مبقاش الزبون مصرى بس لكن من دول أفريقيا كلها، اللى جت علشان تتفرج على البطولة عندنا فى مصر، ونسبة البيع فى المطعم هنا زادت بحوالى ٣٠٪، ومتوقعة أنها هتزيد أكتر طول مدة البطولة»، معربة عن سعادتها على استضافة مصر لكأس الأمم الأفريقية على أرضها والافتتاح التاريخى الذى أُقيم فى استاد القاهرة الدولي. 
ويرى الشيف «سعد. ع»، عامل بأحد المطاعم الشهيرة، أن حركة البيع والشراء منذ بداية انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية تسير بشكل جيد، وهناك تحسن ملحوظ فى هذا الأمر، حيث يقبل الشباب على التجمع لمشاهدة مباريات البطولة سويًا، موضحًا أنه أثناء عرض المباريات، خاصةً مباريات منتخب مصر تكون هناك تجمعات كبيرة جدًا فى الشوارع والمقاهى والكافيهات والأندية ومراكز الشباب وغيرها، حيث إن هذه التجمعات تقبل على شراء الطعام قبل أو بعد المباراة، لأنهم أثناء المباراة يسعون إلى تشجيع منتخبنا الوطنى ودعمه ومساندته، فضلًا عن تبادل الآراء حول أداء الفريق فى «الشوط الأول» للمباراة وكذلك الشوط الثاني.
وقال الشيف «سعد»: «بعد ما بيخلص الماتش الناس بتبدأ تخرج للشارع علشان تتمشى وتاكل، وخصوصا الشباب اللى بيتجمع على القهاوى بعد الماتش بيبقوا بيدوروا على مطعم كويس ونضيف وأكله حلو علشان ياكلوا فيه، وفى المطعم عندى هنا بيكون فيه حركة فى البيع كويسة بعد الماتشات، وده بيكون حال كل مكان فى مصر بعد الماتشات»، مضيفًا أن الزبائن القادمة للمطاعم والمقاهى والكافيهات من مختلف الدول الأفريقية، وبالتالى قد تزداد العمالة فى هذه الأماكن حاليًا، مما يوفر فرص عمل للشباب فى جميع المجالات، الأمر الذى يعود بشكل إيجابى على الاقتصاد المصرى بصفة عامة.

زحمة فى المقاهي
تعد المقاهى والكافيهات «المستفيد الأول» من إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية فى مصر، حيث إنها تكتظ بالمواطنين أثناء عرض مباريات المنتخب الوطني، خاصةً الشباب، وتقوم بتوسيع دائرة عملها دون أن تكتفى بمساحة المحل فقط، حيث تفترش على الأرصفة مئات الكراسى فى كل مقهى أو كافيه، وتعلق شاشات العرض الضخمة أمام هذه الكراسي.
يقول «أحمد علي»، عامل بمقهى شعبى بمحافظة الجيزة، إن أعداد زبائن المقهى تزداد بشكل كبير جدًا خلال عرض مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية، وكذلك البطولات العالمية أيضًا، مؤكدًا أن العدد يصل إلى الضعف مقارنةً بالأيام العادية، مما يجعل كافة العاملين بالمقهى على أتم استعداد لتقديم خدمة مميزة للزبائن، وبأسعار مناسبة للجميع دون مغالاة عليهم أو استغلال الفرصة كما يحدث فى بعض الأحيان.
وأوضح «أحمد علي»: «فيه ناس بتستغل أنه فيه ماتشات علشان تكسب فلوس كتير منها، وبتستغل الناس، بس احنا هنا فى القهوة بناخد على الكرسى ٥ جنيهات وده غير حساب المشروبات اللى الناس بتطلبها مننا وهما بيتفرجوا على الماتش»، مشيرًا إلى أنهم يقدمون عروضا خلال فترة إذاعة مباريات المنتخب الوطني، حيث يقدم عرض توفير كرسى وأى مشروب يختاره الزبون ومياه معدنية بسعر ٢٠ جنيها، إلا أن الأسعار والعروض تختلف من مقهى إلى آخر.
وأكد، أن الإقبال يزداد بشكل كبير جدًا على المقاهى الشعبية تحديدًا، بعيدًا عن «الكافيهات» باهظة الثمن، والتى تسعى إلى استغلال المترددين عليها من خلال رسوم الدخول وثمن الخدمة وغيرها، حيث يقبل على المقاهى الشباب بشكل ملحوظ جدًا، حيث إنهم يتجمعون مع بعضهم البعض لمشاهدة المباريات والتعليق على أداء المنتخب الوطنى وتبادل الآراء حول أداء اللاعبين أيضًا، وكذلك من أجل التشجيع والفرحة التى تظهر عليهم فى حالة فوز المنتخب.

فرحة الشارع
يرى «إسلام محمد»، طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن أصدقاءه يقبلون على مشاهدة مباريات كرة القدم، خاصةً مباريات المنتخب الوطني، وقبل كل مباراة يقومون بالاتفاق على المكان والموعد الذى يتجمعون به لمشاهدة المباراة، مؤكدًا أن كرة القدم من أكثر الهوايات الممتعة بالنسبة له ولعدد كبير من الشباب، سواء اللعب أو المشاهدة للمنتخب والفرق المحلية والعالمية أيضًا، كما أن بطولة كأس الأمم الأفريقية سمحت للشباب بالتعرف على المستوى الكروى لفرق أخرى أفريقية، فضلًا عن التعارف على شعوبهم من خلال الوفود القادمة لمصر لمشاهدة المباريات فى الاستاد.
ويقول «محمود سامي»، طالب جامعي: إن مشاهدة مباريات منتخب مصر فى بطولة كأس الأمم الأفريقية له طابع خاص مع الأصدقاء على المقاهى الشعبية أو الكافيهات؛ حيث يتم التشجيع وتبادل الآراء بحرية تامة، وخلق النقاشات مع الجماهير الجالسة لمتابعة المباراة، قائلًا: «بنشجع وبنتناقش مع الناس اللى قاعدة فى القهوة، وبنعلق على أداء فريق المنتخب، بدل ما كل واحد يتفرج على الماتش لوحده فى البيت، الماتشات بتخلينا نتعرف على بعض ونقرب أكتر، وهنفضل نشجع المنتخب ونسانده مهما حصل ولآخر العمر» قائلا: «حسنات البطولة كتير، أهمها بتجمعنا وتفرحنا».