في خطوة مفاجئة تم طرح اسم وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دين لاين كرئيسة للمفوضية الأوروبية، وعلى الرغم من عدم وجود اسمها في الفترة الأخيرة، إلا أن تفاهمات أجريت في الساعات الأخيرة قبل الاختيار بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، ويدعمها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
حتى صباح اليوم كانت الأسماء تدور حول شريك الائتلاف الحاكم في ألمانيا مانفريد ويبر الذي حصل على دعم ميركل خلال العملية الانتخابية لانتخابات البرلمان الأوروبي، والهولندي فرانس تيمرمانس الذي حظي بتأييد تيار الوسط والليبراليين، وسط تفاهمات فرنسية اسبانية هولندية.
وكان القادة الأوروبيون فشلوا في التوافق حول رئيس المفوضية، بعد ـن كان تيمرمانس الأقرب له، وهو الأمر الذي دعا القادة للاجتماع مجددا اليوم لبحث هذا الأمر.
تسريبات من داخل البرلمان الأوروبي تشير لتوافق أمريكي على ترشيح وزيرة الدفاع، خاصة وأنها كانت مؤيدة لطلبات واشنطن في زيادة المخصصات المالية المتعلقة بألمانيا في حلف الناتو، وبالرغم منرعدم تلبية هذا الأمر في الميزانية الجديدة، إلا أن واشنطن ترى في فون دين لين شخصية سياسية يمكنها أن تلعب دورا مهما في هذا الأمر، في الوقت الذي يشعر فيه مانفريد بالأسف من استبعاد اسمه، بعد أن كان المرشح الأول للمنصب في فترة الحملات الانتخابية، إلا أن تراجع تصويت الناخبين له وللائتلاف الحاكم أصابه بالآسي وهو ما دعاه للاعتراف بأن النتيجة مخيبة للآمال.
وهناك أيضا سكا كيلر أحد زعماء حزب الخضر التي كانت تتمنى استغلال الزخم الذي حصل عليه الخضر في الانتخابات الأخيرة، وكذلك تحقيق المفاجأة في بريمن وحصول الخضر على المرتبة الثالثة، إلا أن هناك تفاهمات من خارج القارة ربما يكون له تأثير علي القرار خلال الساعات القادمة.
وإلى جانب منصب رئيس المفوضية، من المقرر اختيار رئيسي البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي الذي يضم حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، ومسئول السياسة الخارجية في الاتحاد، ومحافظ البنك المركزي الأوروبي المسئول عن عملة اليورو.
ويشرف رئيس المفوضية علي هيئة تضم ٢٦ مفوضا، ولها صلاحيات الاتحاد الأوروبي في قطاعات الاقتصاد، الزراعة، الطاقة، وتستمر فترة خمس سنوات، ويمكن تجديدها لمرة واحدة.
بينما يتولي رئيس المجلس الأوروبي قيادة المجلس الذي يضم رؤساء دول وحكومات أعضاء الاتحاد، وهو مختص بالشكل في التوصل إلى توافق بين قادة الدول الـ٢٨ بالاتحاد، حاليا ٢٧ بعد خروج بريطانيا، كما أنه يشرف على القمم الأوروبية التي تجمع القادة الأوروبيين في بروكسل، وتستمر ولايته عامين ونصف ويمكن تمديدها لمرة واحدة.
