الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بلدنا الجميلة.. "روميل" شاطئ يخلد ذكرى "ثعلب الصحراء" في مطروح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتل الشواطئ المصرية مكانة متميزة ومتقدمة في الإحصاءات والتقييمات الإقليمية والدولية من حيث جمال طبيعتها ونقاء رمالها وصفاء مياهها، فنجد tripadvisor يدرج عدة شواطئ مصرية ضمن أفضل 10 شواطئ في الشرق الأوسط، واتفقت معه أيضا قناة "ناشيونال جيوجرافيك"، مما يدل على أهمية مصر السياحية وتمتعها بالمقومات الطبيعية والبشرية التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. 
وفي محافظة مطروح "لؤلوة البحر المتوسط" يوجد عشرات الشواطئ الخلابة التي أبدع المولى عز وجل في صنعها، ويعد شاطئ "روميل" أحد أجمل هذه الشواطئ، الذي يفد إليه مئات الآلاف من المصطافين والأهالي المحليين خلال موسم الصيف، للاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة التي تجعل منه من أهم المصايف المنتشرة على ساحل البحر المتوسط.
وهو شاطئ له تاريخ يجمع بين الماضي والحاضر، وترجع تسميته بهذا الاسم إلى القائد الألماني إرفين روميل الملقب بـ "ثعلب الصحراء" حيث كان واحدا من أمهر القادة في حرب الصحراء، نتيجة وجود هذا الشاطئ بجوار الخندق الذي اختبأ فيه القائد الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية، وتحول الآن إلى مُتحفًا عسكريًا باسمه، وهو عبارة عن كهف محفور في صخور الجزيرة التي تقع في مواجهة الميناء الشرقي لمدينة مرسى مطروح، وكان القائد الألمانى روميل يخلو فيه إلى نفسه لوضع الخطط الحربية، ويضم المتحف أهم متعلقاته الخاصة والأسلحة والأدوات الحربية المستخدمة في ذلك الوقت، وعدد من الخرائط التي توضح سير العمليات الحربية. 
ويمتاز هذا الشاطئ برماله البيضاء الناعمة، ومياهه الصافية ذات الألوان المتدرجة من اللون الأبيض إلى التركواز والزرقاء، وتتميز مياهه بأنها أيضا ذات أعماق مختلفة، والتي تتراوح ما بين الضحلة غير العميقة والمتوسطة والعميقة، كما يمتاز هذا الشاطئ بهدوء أمواجه أيضًا، ويبعد شاطئ روميل عن وسط مدينة مرسى مطروح بمسافة 4 كيلو مترات، وتتوافر وسائل المواصلات من المدينة إلى الشاطئ والعكس، بواسطة سيارات الأجرة من شارع الإسكندرية حتى الشاطئ بسعر 5 جنيهات للفرد الواحد، والتاكسي الذي تتباين أسعاره حسب المسافة التي يقطعها، أو الذهاب إليه من خلال الحافلات التي تقل الزوار من مختلف محافظات الدلتا ومصر الوسطى "رحلات اليوم الواحد".
ويوجد العديد من المصطافين والأهالي الذين يفضلون الوصول للشاطئ بواسطة المراكب الشراعية، والتي تقلهم من الميناء الشرقي إلى الشاطئ بسعر 5 جنيهات للفرد، وأقيمت بوابة تحصيل رسوم لدخول الشاطئ عند كوبري روميل الذي يعلو البحيرات الطبيعية، بواقع 3 جنيهات للفرد الواحد، و5 جنيهات للسيارات و20 جنيهًا للحافلات، وتحصل هذه الرسوم لصالح صندوق المصايف بالمحافظة.
ويجتاز الزائر لهذا الشاطئ كوبري روميل الذي يربط بين ساحلي البحر الشمالي والجنوبي، وعند الوصول للشاطئ يجد الزائر حفاوة بالغة من أصحاب الشماسي والبرجولات المنتشرة على ساحل البحر، ويختار المنطقة التي تناسبه وأسرته، وتتراوح أسعار البرجولات من 100 إلى 150 جنيهًا حسب تجهيزها، بينما يتم تأجير الشمسية و4 كراسي بسعر 75 جنيهًا، وبعدها يستمتع رواد الشاطئ بالمياه الصافية، ويمارس الألعاب المائية من خلال البدلات بسعر 100 جنيه للساعة، والمراكب الشراعية، والموتوسيكل المائي "جيت سكي" بسعر 300 جنيه للساعة، والبانانا بسعر 30 جنيه للفرد، أو ركوب اليخوت بسعر 30 جنيه للفرد.
ويعد هذا الشاطئ بمثابة بحيرة طبيعية كبيرة، ويوجد لسان من اليابس ممتد داخل الماء، يفصل بين الجزء الشمالي والجنوبي من الشاطئ، ويلتقي عنده البحرين بالون الأبيض المائل للخضرة والماء الأزرق، وتنتشر فوق هذا اللسان مجموعة من المصاطب الخرسانة المقام عليها برجولات بمقاعد ثابتة لخدمة رواد الشاطئ بالمجان.
ويقصد شاطئ روميل الكثير من هواية صيد الأسماك بالبوص أو الشباك، وخاصة بالمنطقة الوسطى من الشاطئ حيث تنتشر أسماك الشراغيش والغلنفيش وغيرها من الأسماك البحرية المنتشرة بالبحر المتوسط، وتعد هذه المنطقة أكثر مناطق الشاطئ عمقا، وترابط بها وحدة الإنقاذ النهري وأفراد الغواصين للتدخل في حالة الخطر.
ويفصل الشاطئ عن البحر الكبير كما يطلق عليه أهالي مطروح، تبة كبيرة توجد أعلها عناصر حرس الحدود لمنع أي محاولات للتهريب عن طريق البحر، وتنتشر عدد من الكافيتريات والمطاعم بالشاطئ وتقدم أنواع عديدة من المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة.
ومن أهم ما يميز شاطئ روميل أنه أكثر الشواطئ التي تستقبل رحلات اليوم الواحد الوافدة من الإسكندرية، يومي الجمعة والأحد، لقضاء اليوم كاملا من بداية شروق الشمس وحتى غروبها، ثم يغادرون إلى محل إقامتهم مرة أخرى.
ويتميز هذا الشاطئ بتواجد نقطة أمنية وأخرى طبية وسيارة إسعاف من الصباح الباكر وحتى مغادرة رواد الشاطئ، فضلا عن عناصر الحماية المدنية والإنقاذ البحري والغطاسين والمنقذين، الذين يقومون بواجباتهم على أكمل وجه في من خلال برج المراقبة في منتصف الشاطئ خاصة عند المنطقة الأكثر عمقًا، لمساعدة أي شخص قد يتعرض للغرق.