الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقًا: الرئيس السيسي أعاد صلة الرحم بين مصر وأفريقيا.. السفيرة منى عمر: الإخوان سبب تفاقم أزمة سد النهضة.. والثقة عادت بين مصر وإثيوبيا

السفيرة منى عمر في
السفيرة منى عمر في حوارها لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقا، أن هناك تحسنا ملحوظا فى العلاقات المصرية الأفريقية، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عمل على عودة صلة الرحم بين الأشقاء فى القارة الأفريقية.
وتابعت «عمر»، خلال حوارها لـ«البوابة نيوز»، أن مفاوضات سد النهضة متوقفة، نتيجة الوضع فى السودان، وتم تأجيل اجتماع فى أبريل الماضى، نظرا للأحداث السياسية، مشيرة إلى أن مصر لا تفرط فى حقها المائى وتحترم حق إثيوبيا فى التنمية، وهناك تواصل مصرى مع الجانب الإثيوبى، على كافة المستويات... وإلى الحوار.
الاتحاد الأفريقى من أفضل المنظمات الإقليمية على مستوى العالم.. وجهود مصر غير مسبوقة

السفيرة منى عمر تتحدث لـ«البوابة نيوز»
■ ما تقييمكم للعلاقات المصرية الأفريقية؟
- هناك تحسن ملحوظ فى العلاقات مع أفريقيا، بدأ مع تولى الرئيس السيسى الحكم، وكان مهتمًا بدعم وتنمية العلاقات مع أفريقيا، وحدث تحسن شامل فى كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية، مما أثر إيجابيا على علاقات مصر مع كل دول العالم.
فنحن تأخرنا فى الدخول إلى القارة، ورغم التنافس الدولى الكبير هناك، إلا أن هناك الكثير من الفرص بحاجة إلى تحرك جاد من قبل الحكومة ورجال الأعمال، للاستفادة من الاستثمار فى الموارد الاقتصادية المهدرة فى القارة، عن طريق تبادل الخبرات فى مجال الصناعة، واستيراد المنتجات من هناك بدلا من استيرادها من الغرب، مع عمل قيمة مضافة للدول الأفريقية.
والآن هناك تحرك كبير من فئات كثيرة من المجتمع المصرى، وأيضا مؤتمرات الشباب الأفريقى هنا فى مصر، واطلع على مجريات الأمور هنا، وهذا ساهم بشكل كبير فى توطيد العلاقات وربط القارة بمصر، وخلال الفترة المقبلة تستقبل الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، أول فوج مكون من ألف أفريقى، لتدريبهم على القيادة، عبر برامج تتضمن محاضرات عن بعض المجالات منها، الاقتصاد، والإدارة، والتخطيط العلمي، ودراسة علوم التكنولوجيا.
وتقوم وزارات الخارجية والزراعة والرى بجهد كبير، أما فى الاستثمار فالدولة تعتمد على القطاع الخاص، فمثلا بناء «سد ستيجلر»، يقوم به شركات قطاع خاص بدعم من الحكومة، وعلى مدار السنين الماضية التى قيل إن مصر غائبة عن أفريقيا، كان هذا الأمر على مستوى الرئيس فقط، إنما كل المستويات الأخرى تعمل بجهد كبير.
■ متى تراجع الدور المصرى فى أفريقيا؟
- مصر موجودة دائما فى القارة السمراء، وإنما حدث تقصير فى اقتناص الفرص، فبعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، نصح من بعض الجهات بعدم السفر إلى أفريقيا، وبالتالى الإعلام تجاهل الحديث عن أفريقيا، وكأن لا توجد قارة بهذا الاسم، رغم عمل جهود كبيرة من وزراء مبارك كل فى مجاله، فوزير الاتصالات وقتها وصل بمصر إلى المرتبة الأولى فى هذا القطاع، وأيضا وزير الزراعة أمين أباظة كان له جهود كبيرة لدعم التعاون مع الأفارقة فى مجال الزراعة.

■ كيف نستخدم المرأة كقوة ناعمة فى أفريقيا؟
- ستفاجأ عندما تعرف أن وضع المرأة الأفريقية أفضل بكثير من المرأة المصرية، خاصة فى تمكين السيدات، فمثلا هناك عدد من السيدات رؤساء جمهوريات، وأيضا بالدستور يشكل مجلس الوزراء فى عدد من الدول منها بوروندى، ٥٠٪ منه سيدات، وهناك العديد من المناصب تولتها المرأة الأفريقية، منها رئيسة جهاز مخابرات، ووزيرة دفاع وداخلية، وفى دولة مثل رواندا نسبة السيدات فى البرلمان وصلت ٦٥٪.
■ لكن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عن أفريقيا، أنها دول القبائل والفقر والنزاعات المسلحة؟
- كل هذه المعلومات خاطئة، هناك ديمقراطيات راسخة فى أفريقيا، فمثلا فى غانا هناك تداول للسلطة بشكل سلمى وديمقراطى، منذ عدة عقود، وأيضا تنزانيا كذلك، لكن هناك بعض الدول بها قضايا سلم وأمن ونزاع، مثل مالى والصومال وأفريقيا الوسطى، وتجد أساس هذه القضايا مرتبط بالجماعات الإرهابية، وكثير منها يدعى أن توجهاته إسلامية.
■ هناك من يقولون إن الاتحاد الأفريقى لم يساهم فى حل مشاكل القارة؟
- الاتحاد الأفريقى يعتبر من أفضل المنظمات الإقليمية على مستوى العالم، وساهم بشكل كبير فى حل الكثير من الأزمات السياسية، والصراعات الداخلية فى عدد من البلدان، وجهود مصر خلال الشهور الثمانى الماضية غير مسبوقة، منها التركيز على قطاعات التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح الإدارى ومكافحة الفساد والإرهاب، وأيضا الاهتمام الكبير بالشباب الذى ظهر جليا فى منتدى شباب أفريقيا فى أسوان.

■ ما الدور الذى تلعبه تركيا فى أفريقيا؟
- الأتراك لديهم أطماع فى البحر الأحمر ويرغبون فى السيطرة على مداخله، ومواقع استراتيجية مهمة فى أفريقيا، وهم موجودون فى الصومال بمواقع استراتيجية مهمة، فى إطار خطط التمدد التركى بالشرق الأوسط، لتحقيق الحلم البائد «الخلافة»، وبعد سقوط نظام عمر البشير فى السودان، أعلن عن طردهم من جزيرة سواكن، وفى كل الأمور تصرفات الرئيس التركى أردوغان غريبة، وواضح أن ما تحققه مصر أصابه بحالة من التصرفات الغريبة، ورغم كل هذا مصر تترفع عن الرد عليه، ولا تعطيه أى قدر أو أهمية، والرئيس السيسى لم يذكر اسمه مرة واحدة.
■ ما الحل لوقف أطماع هذه الدول فى البحر الأحمر؟
- الحل هو التعاون بين الدول العربية الموجودة على سواحل البحر الأحمر، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا، ولا بد من عمل تنمية حقيقية فى هذه المنطقة، حتى يتم الحد من الأطماع أو السيطرة عليها، ووجود الأسطول البحرى فى مصر يعتبر درع أمان، فالصومال وإريتريا، وجيبوتى مواقعها مهمة، ولا بد من التعاون معها لفرض السيطرة على البحر الأحمر.

■ ثورة فى السودان وصراع فى إثيويبا.. أين مفاوضات سد النهضة؟
- المفاوضات متوقفة، ولا أعلم إذا كان هناك استمرار لعمليات بناء السد، نتيجة الوضع فى السودان، وتم تأجيل اجتماع فى أبريل الماضى نظرا للأحداث السياسية، لكن علينا أن نعلم أن مصر لا تفرط فى حقها المائى وتحترم حق إثيوبيا فى التنمية، وأرى أن هناك تواصل مصرى مع الجانب الإثيوبى، على كل المستويات.
■ ما توقعك خلال الفترة المقبلة لأزمة سد النهضة؟
- الرئيس السيسى بذل مجهودا كبيرا، وتأكيده لـ آبى أحمد علي، رئيس الوزراء فى إثيوبيا، عن أن مصر لا تعارض عمل تنمية فى إثيوبيا، وتشجعها ولدينا رجال أعمال يرغبون فى الاستثمار هناك، مما أزال الحواجز النفسية، وبنى جسورًا من الثقة.
لو كنا قبل حدوث أزمة سد النهضة، وكان تحدث البرلمان المصرى مع نظيره الإثيوبى فى حق مصر، وأن القاهرة لا تحارب التنمية فى إثيوبيا، لكن تخشى فقط الفقر المائى ولا بد من التوصل لحل، كانت الأمور ستنتهى، لكن الصورة التى وصلت من القائمون على الحكم وقتها بأننا نحارب التنمية فى أديس أبابا.
■ تقصدين سياسات الرئيس الإخوانى وقتها؟
- طبعا والاجتماع السرى المذاع على الهواء، ومن يتحدثون فيه عن رشوة الأفارقة أو عمل ضربة عسكرية، أو زيارة لاعب كرة، فهل هذه نظرتنا كدولة كبيرة للأفارقة، فنحن لا نعرف شيئا إذن عنهم، مما تسبب فى ردود فعل خطيرة للغاية ليس على أفريقيا فقط، وإنما فى العالم كله، وكانت مرحلة عصيبة فى عمر الوطن كله.