الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وسقط حكم المرشد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن مجرد ثورة على نظام فاشٍ، بل كانت تصحيح مسارٍ وإنقاذًا لثورة يناير التي سُرِقَت أمام أعين الثوار من جماعة اتخذت الدين سبيلًا لتحقيق مآربهم الخاصة، وأهدافهم الجشعة، والتي كانت ترنو لنهب الوطن والسيطرة على ثرواته ومقدراته. 
صفوف اصطفت، وحناجر صرخت، وهتافات توحَّدت لينطلق هتاف واحد، وحَّد خلف لوائه كل الشباب «يسقط حكم المرشد».
كنت شاهد عيان على تلك الأحداث، تجمعنا على سلم نقابة الصحفيين، المكان الذي كان دومًا قبلة كل من يريد أن يعبر عن رأيه، فكانت النقابة دومًا وأبدًا منبرًا للحريات، وبوقًا لأصوات الثورة على كل باطل، تجمّعنا آلافا من الصحفيين لننطلق وننضم لملايين من المصريين ليتوحد هتافنا: «يسقط حكم المرشد». 
عشنا في رواية واقعية، تجسد معنى الوطنية وبذل الروح فداء للوطن، في ثورة تكونت أضلاع بنيانها من الشعب وقواته المسلحة وشرطته ليصنعوا درعًا يصد عن الوطن طعنات جماعة غادرة وسيفا يجتز رقاب من أرادوا نهب ثروات الوطن وسرقة مقدراته.
اليوم نحتفل بذكرى الثلاثين من يونيو، يوم عاد الوطن لأبنائه، يوم تحررت مصر من جماعة اتخذت الإرهاب سبيلًا للسيطرة على ثروات الوطن ومقدراته، ثورة تصحيح أعادت مصر لمكانتها، وإن كانت مصر كل يوم تقدم من أبنائها شهيدًا للحفاظ على استمراريتها وتحقيق أهدافها.
اليوم نحتفل بذكرى ثورة أعادت لمصر ريادتها، ووضعتها في مصافّ الدول المؤثرة صاحبة الرأي وصانعة القرار، اليوم نحتفل بثورة أطاحت بحاكم طاغية وجّه رسالته للشعب: «نحكمكم أو نقتلكم» دون أن يهتز له طرف.
لقد صنعت ثورة ٣٠ يونيو نسيجًا ترابطت خيوطه المتمثلة في القوات المسلحة والشعب لتصنع رداء من العزة والكرامة والحفاظ على سلامة الوطن بعد أن سيطرت عليه جماعة فاشية كانت تسعى لبيع الوطن، وتعمل لحساب دول أخرى لا تريد لمصر خيرًا.. فتحية لشباب صرخت ونادت بالحرية، ولرجال حموا تلك الثورة وعملوا على تحقيق مبادئها.