الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قوات الدفاع الجوي تحتفل بعيدها الـ49.. الفريق علي فهمي: نفتخر بمنظومتنا ونطورها.. نمتلك القدرات القتالية لمجابهة العدائيات.. 30 يونيو بداية نصر أكتوبر وحائط الصواريخ كلمة السر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل قوات الدفاع الجوي المصرية بعيدها الـ49، بعد الغد الثلاثين من يونيو، وتعد قوات الدفاع الجوي، أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري، وأنشئت طبقًا للقرار الجمهوري في فبراير 1968 بعد فصلها عن القوات الجوية، لوصول قناعة القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت بوجوب وجود غطاء وحماية جوية للقوات البرية أثناء حرب أكتوبر واقتحام قناة السويس.
وفي 30 يونيو 1970 تم الدفع بكتائب الصواريخ إلى منطقة القناة، وهو اليوم الذي يوافق عيد قوات الدفاع الجوي، الذي استطاعت فيه كتائب الصواريخ التصدي لطيران العدو الإسرائيلي.
و"الدفاع الجوي"، هي مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقًا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها، ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة دفاع جوي متكامل وهي تشتمل على أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار إضافة إلى عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
قائد قوات الدفاع الجوي يتحدث:

قال الفريق علي فهمي في لقائه بالمحررين العسكريين بمناسبة الاحتفال بالعيد التاسع والأربعين لقوات الدفاع الجوي: "نحتفل اليوم بمرور تسع وأربعين عامًا على إنشاء قوات الدفاع الجوي التي يرجع تاريخ إنشاءها إلى الأول من فبراير عام 1968، ويسعدني في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر باسمي وباسم قادة وضباط وصف وجنود قوات الدفاع الجوي لكل من يشارك ويساهم معنا في احتفالنا بالعيد التاسع والأربعين لقوات الدفاع الجوي ".
وتابع قادئ قوات الدفاع الجوي:" إنه ليوم عظيم في تاريخ العسكرية المصرية الذى يذخر بصفحات المجد والفخر لرجال قوات الدفاع الجوي، حيث تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة،من أجل وطنهم وشعبهم فقد قامت قوات الدفاع الجوي فور صدور قرار إنشائها بالتخطيط والتدريب للتصدي للعدو الجوي، وبذل رجالها الأوفياء جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسارعوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة".

واستطرد الفريق علي فهمي:" لقد كان يوم الثلاثين من يونيو 1970 الإعلان الحقيقي عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوي وبدء تساقط طائرات العدو الجوي معلنة بتر ذراعه الطولي وكسر إرادته لاختراق سماء الوطن، واتخذت قوات الدفاع الجوي من هذا التاريخ ذكرى وعيدًا يحتفل به كل عام،فهو يعتبر البداية الحقيقة لنصر أكتوبر المجيد، واحتفالنا اليوم هو بمثابة الوفاء والإجلال لكل شهداء قوات الدفاع الجوي، الذين ضحوا بأرواحهم حتى تعلوا الرايات خفاقة دليلًا على العزة والكرامة والقدرة على التحدي وتأكيدًا للنصر ".
وتابع قائد قوات الدفاع الجوي:" اسمحو لي في هذا اليوم أن أتقدم بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل ومصابي العمليات من رجال الدفاع الجوي الذين سبقونا في تولي المسئولية وأدوا مهامهم بإخلاص واقتدار فأستحقوا منا كل التقدير والاعتزاز،كما أتوجه بالتحية لرجال الدفاع الجوي المنتشرين في ربوع الوطن الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سماء الوطن وقدسيته لا فرق عندهم بين سلم وحرب فهم حقيقة حماة سماء مصر ودرعها الواقي وعينها الساهرة".
وقال الفريق علي فهمي:" وأتقدم بتحية شكر وعرفان لشعب مصر الوفي الذي أنجب هذه الكوكبة من أبناءه رجال قوات الدفاع الجوي الأوفياء، مجددين العهد أن نبقى دائمًا حماة لسماء الوطن محافظين على راياته عالية خفاقة ونؤكد للفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن رجال قوات الدفاع الجوي يعاهدون الله أن يظلوا مرابضين في مواقعهم يواصلون الليل والنهار حتى تظل قوات الدفاع الجوي قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات للدفاع عن هذا الوطن وهذا الشعب الذي يستحق أن يزهوا بقواته المسلحة التي كانت وستظل دائمًا بإذن الله دراعًا للوطن وسيفًا على أعدائه".
واختتم قائد قوات الدفاع الجوي كلمته قائلًا:" يشرفني ويشرف قوات الدفاع الجوي أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة،مجددين العهد لسيادته أن نظل دومًا جنودًا أوفياء حافظين للعهد مضحين بكل غال ونفيس نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعا لأمتنا العربية، حفظ الله مصر وحفظ جيشها ووقاها وشعبها شر الفتن وجعلها واحة للأمن والأمان لتستمر في مسيرة التقدم والرقي والازدهار".

قائد قوات الدفاع الجوي يجيب عن أسئلة المحررين العسكريين:
وخلال اللقاء أجاب الفريق علي فهمي قائد القوات الجوية عن أسئلة المحررين العسكريين، وردًا على أسباب اختيار الثلاثين من يونيو كعيد لقوات الدفاع الجوي، قال "فهمي": صدر القرار الجمهوري رقم (199) في الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاي هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوي صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط طائرتين من طراز فانتوم، وطائرتين "سكاي هوك"، وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل العدد إلى 12 طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم، ومن هنا اتخذت قوات الدفاع الجوي يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدًا لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لإسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة المصرية.

و في سؤال " لـ البوابة نيوز"، عن حائط الصواريخ قال قائد القوات الجوية: حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها،وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوي بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات،ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين:
الخيار الأول، لقفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والخيار الثاني: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (إسلوب الزحف البطئ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له، وهكذا،وهو ما استقر الرأي عليه وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون رد فعل من العدو وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة،وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي.

وحول بطولات قوات الدفاع الجوي المصري، وكيف أنها حطمت أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973، لفت الفريق علي فهمي إلى أن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينتهي، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث، وسوف نكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب، ولكي نبرز أهمية هذا الدور، فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، ولقد بدأ رجال الدفاع الجوي الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة في أكتوبر 1973 من خلال إستكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي وإكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام -3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام -6) في عام 1973.
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الالكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971.
وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية، وفي اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى اصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الاسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم،وفي صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي الاسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها.

وعن منظومة الدفاع الجوي المصري، وأنها من أعقد منظومات الدفاع الجوي في العالم، أوضح قائد قوات الدفاع الجوي أن تلك المنظومة تتكون من عناصر استطلاع وانذار وعناصر ايجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كافة ربوع الدولة طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها، متابعًا: "يتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي إشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية، ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي وإفشال هدفه في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة ".

وفي سؤال حول اهتمام القوات المسلحة بالتعاون العسكري الذي يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية، أكد الفريق علي فهمي، أن قوات الدفاع الجوي تحرص على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوي مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها في القوات المسلحة بالإستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات: الأول: التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [التدريب المصري الأمريكي المشترك (النجم الساطع)، والتدريب اليوناني المشترك (ميدوزا – 8)، وغيرها، والمسارالثاني، يأتي من خلال التعاون في تأهيل مقاتلي قوات الدفاع الجوي من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوي المصري المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة، أما المسار الثالث:فيأتي من خلال التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا في خطة محددة ومستمرة.

وحول كيفية تأهيل طلبة كلية الدفاع الجوي لمواكبة التطور الذي يشهده العالم قال الفريق علي فهمي: تعتبر كلية الدفاع الجوي من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوي المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة، ونظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوي المؤثر على قوات الدفاع الجوي والتي تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين الأول: تطوير العملية التدريبية وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقًا لإحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوي والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة، والثاني: تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي.

وحول كيفية الحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي، أكد "فهمي"، أنه في عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءًا بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الالكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية... بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.
وتابع: "لكن هاك شيء هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الاسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل، وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة.

وفي إجابته عن سؤال حول تطوير وتأهيل الجندي المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا، أكد الفريق علي فهمي أن قوات الدفاع الجويـ بادرت وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة في التحديث وخلق أنماط جديدة في العنصر البشري،من خلال رعاية تامة لمراكز التدريب وللجنود المستجدين منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد انتهاء فترة التدريب الأساسي بمراكز التدريب،وذلك من خلال استقبال ورعاية الجندي لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند استدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد،ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود في مراكز التدريب، منذ لحظة التحاقهم بالقوات المسلحة من خلال اعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب.

وأكد "فهمي"، أن قوات الدفاع الجوي، تحرص على المشاركة في مسابقة المباريات الحربية والتي تمثل محاكاة حقيقية للحرب لاعطاء الثقة لمقاتليها في ظل مشاركة أقوى دول العالم التي تمتلك منظومات دفاع جوي متقدمة والتي تتمثل في دولة (الصين- روسيا بيلاروسيا- أوزباكستان –باكستان- فنزويلا)، وكانت مسئولية كبيرة خاصة أن العالم سوف يحدد استعدادنا القتالي وقدرتنا على حماية سماء مصر من خلال أدائنا في هذه المسابقة ومن هنا كان الحافظ الحقيقي للتدريب الجاد، وفي البداية تم انتقاء عدد من الضباط والدرجات الأخرى الحاصلين على مراكز متقدمة في فرق مكافحة الارهاب الدولي والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر في مركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوي وبعد تدريب لمدة ثلاثة اشهر تم تصفية المتسابقين واختيار أحسن (18) مقاتل لدخول المسابقة، وتم التدريب يوميًا على رفع معدل اللياقة البدنية واجتياز ميدان الموانع الذي تم انشاءه بنفس مواصفات الميدان المقام عليه المسابقة باصين وتم استكمال مرحلة التدريب على الرماية بالصواريخ المحمولة على الكتف عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ في معهد الدفاع الجوي بالاسكندرية، ثم التدريب على مرحلة تنفيذ الرماية الفعلية بالأسلحة الصغيرة والصواريخ المحمولة على الكتف في ميدان الرماية بمركز التدريب التكتيكي للدفاع الجوي والتي كانت من أهم أسباب تحقيق أعلى النتائج في الرماية الحقيقية، وقد استطاع فريق الدفاع الجوي الحصول على المركز الثاني على مستوى العالم بعد الدولة المنظمة (الصين) وكان آداء الفريق المصري مبهر ومتميز بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة في المسابقة.
وحولالاهتمام بالجانب المعنوي للإرتقاء بمستوى أداء مقاتلي قوات الدفاع الجوي، أكد فهمي أن قيادة قوات الدفاع الجوي، تولي الاهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلي الدفاع الجوي في جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة، و"الميسات" المتطورة،ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود، إلى جانب الرعاية الصحية التي تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوي، وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة، وكذلك توفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادي 6 أكتوبر للقوات المسلحة.

ووجه قائد قوات الدفاع الجوي رسالة طمأنة للشعب المصري، قال فيها:
أود أن أطمئن الشعب المصري، بأن قوات الدفاع الجوي هي القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، وتمتلك القدرات والإمكانيات القتالية وبما يُمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية.
وتابع الفريق علي فهمي:" مقاتلي قوات الدفاع الجوي المرابضين في مواقعهم بجميع أنحاء مصر يواصلون العمل ليلا ونهارا سلما وحربا لحماية قدسية سماء مصر الغالية ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها،لتظل رايات الدفاع الجوي عالية خفاقة تحت قيادة الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي وفي ظل الزعامة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة.