الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر لا تنسى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أما الموت فكل حى شارب من كأسه، ولا شماتة فيه إلا فى عدو أصاب الرمح صدره، أو نفذ فيه حكم القضاء قصاصًا. 
طويت صفحة المعزول كشخص، ولكن تبقى صفحة جماعة الإرهاب مفتوحة داخل ساحات القضاء حتى يقتص الوطن من كل منتم لها، قتل وحرق وتآمر وخان وعاث فى الأرض فسادًا باسم الدين.
التجسس والتخابر مع قطر وحماس وتمكين الإرهاب فى سيناء، تمهيدًا لتسليمها لإسرائيل، جرائم ارتكبها تنظيم جماعة الإخوان أثناء احتلاله مصر لمدة عام؛ فلم يكن زرع الإرهاب فى أرض الفيروز، لتوطين سكان غزة أو حتى إعلان ولاية إسلامية، وإنما لتكون منصة لاستهداف إسرائيل حتى يكون لديها مبرر العودة مجددًا لاحتلالها.
كل ذلك لن يمر بدون مُحاسبة، وقضاؤنا كفيل بإقامة العدل، غير أن توقيع الجزاء على كل مذنب لن يكون نهاية المطاف؛ فصفحة أم جماعات الإرهاب لن تُطوى فى وعى المصريين.
فمن ذا الذى ينسى تهديدات الجماعة بحرق البلاد والعباد إذا لم يُعلن مرسى رئيسًا، ومن ذا الذى ينسى دماء الشهداء التى سالت على أعتاب قصر الاتحادية ومكتب الإرشاد.
لن ينسى المصريون كيف أطبق الخوف والظلام طوال عام كامل على صدورهم، بعد أن سقطت آخر ورقة توت لتكشف سوءة الجماعة التى طالما تشدقت بشعارات الحرية والديمقراطية والتحفت بعباءة الدين.
لن ينسى المصريون صراخ الإرهابى صفوت حجازى مهددًا «هنرشكم بالدم»،ووعيد طارق الزمر ومحمد البلتاجى من أعلى منصة بؤرة الإرهاب التى تشكلت فى ميدان رابعة.
لن ينسى المصريون من أطلق رصاصة الغدر على الشهيد محمد مبروك، ومن حرق الكنائس وفجر المساجد وقتل المئات من أبناء هذا الوطن، ومن تحالف مع شيطان تركيا وقطر، ليدفع بفلول الإرهابيين، لاستهداف ضباط وجنود الجيش والشرطة.
لن ينسى المصريون من قتل الشهيد هشام بركات النائب العام السابق، وجعل من نفسه مطية لأجهزة المخابرات الغربية لتدعم الإرهاب فى مصر وتشن حملات التشويه والتضليل وبث الشائعات والأكاذيب.
لم تترك جماعة الإخوان منذ نشأتها على يد الإرهابى حسن البنا خطيئة أو جرمًا إلا وارتكبته فى حق الوطن، لا لشيء إلا لتحكمه وتعود به إلى ما قبل العصور الحجرية.
لن ينسى المصريون من قال طز فى مصر والمصريين، ومن لا يزال يتوعد «يا نحكمكم يا نقتلكم»، ومن أطلق جرذانه من منصات أنقرة والدوحة، يكفرونهم ويحرضون على قتلهم ومواقع التواصل الاجتماعى حافلة بفيديوهات محمد ناصر ومعتز مطر وهانى السباعى وحمزة زوبع ومحمد عبدالمقصود وغيرهم من جرذان الجماعة؛ أحدهم يحرض على قتل ضباط الجيش والشرطة ورجال القضاء، وآخر يُفتى بأن قتل الرئيس السيسى وأى ضابط فى الجيش المصرى من الأفعال التى تقرب المرء إلى الله وتقوده إلى الجنة.
سقطت جماعة الإخوان فى عيون المصريين وسقط معها كل من ظل يُطالب الدولة بعقد مُصالحة، بدعوى أنها فصيل سياسى وطني، وأصبحت فى الوعى الجمعى عدوا مثلها مثل العدو الصهيوني، لما لا وخيوط المؤامرة تكشف كل يوم عن أن إسرائيل كانت دائمًا القاسم المشترك لكل أنشطة الجماعة؛ فها هى تُنسق مع راعيها التركى أردوغان الذى جعل من حدود بلاده ممرًا لعبور الدواعش إلى قلب سوريا، بخلاف دعمه لعناصر التنظيم فيما يُسمى بجيش سوريا الحر لتقدم لهم إسرائيل فى الجنوب الدعم اللوجيستى بدءًا من الأموال والسلاح وصولًا إلى المستشفيات لعلاج جرحاهم، ولولا ثورة الثلاثين من يونيول كانت إسرائيل بالاتفاق مع الجماعة قد نجحت فى توطين الإرهاب داخل سيناء ليكون حجتها لإعادة السيطرة عليها.
ويدرك المصريون أن الجماعة وأربابها فى تركيا وقطر، قد سعوا لجعل ليبيا خنجرًا مسموما فى خاصرة بلدهم، وهشام عشماوى شاهد على هذه المؤامرة الكبرى، التى تُحرك المخابرات البريطانية بعض خيوطها؛ فتحت لافتة حرية التعبير سمحت إنجلترا للإرهابى هانى السباعى بإلقاء خطبة الجمعة من على منبر أحد مساجد لندن، ليسب الدولة المصرية ويحرض على ضباط الجيش والشرطة ويتهمهم بالكفر والإلحاد ويدعو لمقاتلتهم بعد تسلم مصر هشام عشماوى من السلطات الليبية. ولا أدرى ماذا سيكون الحال،إذا خرج أحدهم بمقال أو خطبة من القاهرة يحرض فيها على جنود الجيش البريطانى أو المصالح البريطانية هل ستتعامل مع الأمر بذات المنطق؟!
المصريون أصدروا حكمهم بإعدام جماعة الإخوان، كفكرة وشعار وأصبح الحديث عنها، كحركة سياسية واجتماعية، من بقايا الماضي، وبموتها مات ذلك الوهم الذى كان يُسمى بتيار الإسلام السياسي، رغم تقاعس رجال الدين عن الاستجابة لدعوات تجديد الخطاب الديني، وتطهيره من سموم هذه التيارات. 
بالنهاية سيظل ذكر جماعة الإخوان بالتاريخ المصرى مُقترنًا بالإرهاب وعار الخيانة والعمالة والتجسس، لكن بقى أن نجدد المُطالبة بإنشاء متاحف لتوثيق ما ارتكبته الجماعة من جرائم إرهابية، ولا أدرى لماذا تتجاهل مؤسسات الدولة المعنية هذا المطلب الذى كان أول من أطلقه قبل أكثر من عامين الكاتب الصحفى حازم منير وقدم فى أكثر من مقال تصورًا متكاملًا لهذا النوع من المتاحف، لتعريف الأجيال القادمة بحقيقة هذا التيار، حتى لا تقع فى براثنه.