الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

انتهاكات الحوثي.. هل تحتاج السعودية لمنظومة "ثاد" و"إس 400" لمواجهة الميليشيات؟.. تعاقدات لم تنفذ حتى الآن.. ومفاجأة بشأن القدرات الصاروخية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهاكات الحوثي.. هل تحتاج السعودية لمنظومة «ثاد» و«إس 400» لمواجهة الميليشيات؟.. تعاقدات لم تُنفذ حتى الآن.. ومفاجأة بشأن القدرات الصاروخية

تعرض مطار أبها الدولي، الواقع شمال السعودية، لهجمات حوثية أسفرت في الثاني عشر من شهر يونيو الجاري عن إصابة 26 مسافرًا بإصابات متفاوتة، بينهم ثلاث نساء وطفلان، يحملون جنسيات سعودية ويمنية وهندية.
وتعليقا على الحادثة، قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد تركي المالكي: إن هناك أدلة على أن الحرس الثوري الإيراني أمد الحوثيين بالسلاح الذي استهدف المطار، مضيفا: «نقوم بجمع الأدلة لتحديد نوعية المقذوف الذي استهدف مطار أبها».
وفي العشرين من نفس الشهر، أكد التحالف العربي، أن الميليشيات المدعومة من إيران أطلقت صاروخا باتجاه محطة لتحلية المياه جنوب السعودية، ولم ينتج عنه أي أضرار بشرية أو تلفيات.
وكثف الحوثيون من هجماتهم خلال الآونة الأخيرة، في أعقاب تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران بعد تشديد الولايات المتحدة للعقوبات المفروضة على نظام الملالي بدء من مايو الماضي.
استهداف محطات النفط
وتعرضت السعودية خلال شهر مايو الماضي، لهجمات حوثية بطائرات مسيرة استهدفت محطتي ضخ للنفط، واتهمت الرياض طهران بإصدار أمر تنفيذ هذا الهجوم.
وتطرح تلك الهجمات السؤال حول أدوات السعودية في التصدي لهجمات الحوثي الإرهابية، التي باتت تشكل خطرا كبيرا على المملكة في ظل صمت المجتمع الدولي إزاء تهديدات الميليشيات المدعومة من إيران.
وفي تعليق على حادث استهداف مطار أبها قال جيريمي بيني محرر شئون الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلة جينز ديفنس الأسبوعية إن أقرب بطارية صواريخ باتريوت لمطار أبها تبعد عنه نحو 20 كيلومترا إلى الشمال.
وأضاف: «قد يكون صاروخ كروز قادرا على أن يصل على ارتفاع منخفض بما يكفي بحيث لا يمكن اعتراضه قبل أن يبلغ هدفه».
تطوير المنظومة الدفاعية
وحاولت الرياض خلال الأعوام القليلة الماضية تطوير منظومتها الدفاعية عن طريق التفاوض للتعاقد على أحدث المنظومات الروسية «إس 400» وكذلك آخر طراز من الدفاع الجوي الأمريكي المعروف بـ«ثاد».
ففي أعقاب زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا في أكتوبر 2017، أصدرت الشركة السعودية للصناعات العسكرية، بيانا، جاء فيه «أنه بموجب الاتفاق تشتري الرياض صواريخ من نوع إس-400، وأنظمة مضادة للدروع من نوع "كورنت-إي أم"، وقاذفات صاروخية من نوع توس-1 أي».
كما تشتري السعودية قاذفات قنابل يدوية «أي جي إس-30»، ورشاشات كلاشنيكوف من نوع أي كي-103. 
وتوصلت الدولتان إلى ذلك الاتفاق خلال مفاوضات صعبة للغاية، حسبما أعلن مساعد الرئيس الروسي للتعاون العسكري التقني فلاديمير كوجين في تصريحات نشرتها صحيفة «كوميرسانت» الروسية خلال فبراير من العام الماضي 2018.
ولم يطرأ جديد فيما يتعلق بتسلم الرياض لمنظومة «إس 400» خاصة مع إعلان مدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، دميتري شوغايف، في 23 أغسطس من العام الماضي، أن قضية بيع منظومة "إس-400" للسعودية معلقة.
وأوضح «شوجايف» في تصريحات أوردتها «روسيا اليوم» أن امتلاك مثل هذه المنظومة مكلف ماديا، ويتطلب كثيرا من الدراسات حتى يتم اتخاذ القرار المناسب لبيعها أو شرائها.. يجب أن تكون هناك ظروف ملائمة لذلك.

صواريخ إس-400
وتعد منظومة الصواريخ إس-400 هي أحدث المنظومات العسكرية في الدفاع الجوي في العالم، ولديها قدرة على صد وردع جميع أنواع الطائرات الحربية بما فيها «الطائرات الشبح».
وتتميز منظومة والدفاع الجوي «إس 400» بعدة مميزات من بينها القدرة على تدمير 36 هدفا مرة واحدة، وإسقاط الصواريخ الباليستية والمجنحة، وجميع أنواع الطائرات، وضرب أهداف تبلغ سرعتها 4800 كم في الساعة، واكتشاف الأهداف على بعد 600 كم، بالإضافة إلى توجيه 72 صاروخا مرة واحدة، وتدمير الأهداف الجوية على ارتفاع 400 كم، وإصابة الصواريخ الباليستية من 5 إلى 60 كم، ومدى الأهداف التي يمكنها استهدافه ينحصر بين 100 متر إلى 27 كم، ويستغرق نشر منظومة «إس 400» من خمس إلى عشرة دقائق فقط، زتبلغ تكلفة المنظومة الواحدة حوالي 500 مليون دولار.
منظومة ثاد
خلال زيارة ولي العهد السعودي، للولايات المتحدة الأمريكية في أبريل 2018، تفقد شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتصنيع الأسلحة.
وناقش محمد بن سلمان في تلك الزيارة، خطط توطين الصناعات الدفاعية ونقل التقنية إلى المملكة، خلال تفقده لمنظومة ثاد للدفاع الجوي.
وخلال مباحثات ترامب وبن سلمان، تصفحا ملفا يحوي بيانات عن تزويد السعودية بنظام "ثاد" مقابل 13 مليار دولار.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في نوفمبر 2018، أن السعودية ستشتري نظاما للدفاع الصاروخي من صنع شركة "لوكهيد مارتن" بقيمة 15 مليار دولار.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في مارس الماضي: إن شركة لوكهيد مارتن ستتسلم مليار دولار كأول دفعة مالية من ثمن صفقة لتركيب نظام دفاع صاروخي في السعودية تبلغ قيمتها 15 مليار دولار أمريكي، ووفقا لما هو معلن بشان الصفقة فإن فترة التنفيذ تبدأ من 28 فبراير 2019 حتى 31 أكتوبر 2026.
وأوضحت أن صفقة الصواريخ كانت جزءا من صفقة تسليح كبيرة قيمتها 110 مليارات تفاوضت بشأنها إدارة الرئيس ترامب مع المملكة في 2017.
اتفاق سعودي أمريكي
وكان مسئولون من السعودية والولايات المتحدة، وقعوا في نوفمبر اتفاقا يقضي بشراء المملكة 44 منصة صواريخ ثاد، وصواريخ، ومعدات أخرى.
وبالنظر إلى المنظومة الدفاعية الأمريكية الأحدث في العالم نجد أنها تمتلك عددا من المميزات من بينها، أنها تستخدم نظام تكنولوجيا اضرب لتقتل - التي تدمر فيها الطاقة الحركية رءوس الصواريخ، في نطاق يبلغ 200 كم وقد يصل ارتفاعها إلى 150 كم، وتصل سرعة الصاروخ 8 أضعاف سرعة الصوت، وبإمكانه التصدي للأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي حتى ارتفاع 150 كم.
وتأتي هذه الصفقة في إطار حزمة صفقات أسلحة قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها بقيمة 110 مليارات تفاوضت عليها مع المملكة في 2017.

حرب معلومات
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، أهمية خوض حرب معلومات ضد الميليشيات المدعومة من إيران، ومعرفة أماكن تمركزها والضغط بقوة لإنهاء المعركة المستمرة منذ 2015 وحسم المعركة على أرض اليمن واستهداف القواعد التي تطلق الطائرات المسيرة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن اقتناء السعودية لمنظومة الدفاع الجوي الروسي «إس 400» لا يحميها بصورة كاملة.
وأوضح أن هناك عوائق في سبيل امتلاك تلك المنظومة نظرا لحتمية ارتباطها تكنولوجيًا بالأجهزة والأسلحة والمعدات الغربية المنتشرة بكثرة في دول الخليج العربي، وهو الشئ الذي تتحفظ عليه بعض الدول الغربية.
وأضاف أن نظام «ثاد» الأمريكي ليس بكفاءة نظام الدفاع الروسي إلا أن التهديدات الحوثية يمكن تجنبها بنظام دفاعي أقل قدرة من تلك الأنظمة.

استهدافات ممنهجة
وفي سياق متصل قال الباحث السياسي عبدالرحيم الليثي، المتخصص في الشئون العربية: إن استهداف ميليشيات الحوثي لمطار أبها المدني السعودي، يأتي ضمن سلسلة استهدافات ممنهجة لميليشات الحوثي، تسعى من خلالها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، ضاربة بالمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط.
وتابع: ما يؤكد استهانة الحوثي بالأمم المتحدة وكل المواثيق والمعاهدات الدولية، كون مطار أبها مطارا مدنيا لا يقع ضمن الأهداف العسكرية التي يسمح بضربها في وقت الحروب، وهو لا يستخدم إلا في الأغراض المدنية، وهذا ما أثبتته الخسائر التي تسبب فيها الصاروخ الحوثي، مضيفًا أن كل المصابين من المدنيين، وليس هناك أي هدف عسكري تعرض لضرر نتيجة المقذوف.
وقال: آن الأوان لحسم المعركة الدائرة في اليمن منذ عام 2015م، وعلى المجتمع الدولي إزالة كل العراقيل التي يضعها في وجه التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وكذلك المعوقات التي يمنع بها الحكومة الشرعية من حسم المعركة عسكريا، لاسيما بعد أن ثبت للجميع أن جماعة الحوثي لن تستجيب لجهود السلام، ولن تحفظ الأيدي الممدودة لها بالسلام، حيث إنها لا تزال تعطل تطبيق البنود التي تم الاتفاق عليها في ستوكهولم منذ 6 أشهر.