الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس "الدفاع والداخلية والخارجية" بالمجلس الاتحادي الإماراتي يتحدث لـ"البوابة نيوز".. محمد سالم العامري: إيران تعبث بالأمن والاستقرار في المنطقة.. حماية الممرات المائية مسئولية العالم

رئيس «الدفاع والداخلية
رئيس «الدفاع والداخلية والخارجية» بالمجلس الاتحادى الإماراتى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** نعمل مع الأمم المتحدة بشكل منظم لحمايتها.. وطهران تعمل على نشر الفوضى عبر ميليشياتها الإرهابية لفرض الهيمنة .
** حقنا ثابت فى «الجزر الثلاث» ودعونا إيران للتفاوض أو الذهاب لمحكمة العدل.. وإيران استغلت الاتفاق النووى ورفع العقوبات لدعم الأنشطة التوسعية .
** «رباعى مقاطعة قطر» تحالف على الحق لإسعاد الشعوب ورد الظلم.. وماضون فى طريقنا.. ولسنا دعاة حرب ونحترم الشعب الإيرانى.. وعلى القيادة العودة إلى الصواب .
** العلاقات بين مصر والإمارات تاريخية وجذورها بعيدة.. والقاهرة أم العالم العربى والقلب النابض . 
** القمتان الطارئتان الخليجية والعربية أثمرتا عن قرارات تصب فى دعم أمن واستقرار المنطقة . 
** نحن يد سلام وخير للشعب اليمنى و«الحوثيون» عصابة استولت على مفاصل الدولة .
** نقدم مساعدات للاجئين السوريين فى دول عدة منها الأردن.. ونأمل فى «حلحلة» الأزمة .

قال محمد سالم بن كردوس العامرى، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية فى المجلس الوطنى الاتحادى الإماراتى، إن إيران تعمل، عبر ميليشياتها الإرهابية فى المنطقة، على نشر الفوضى وفرض هيمنتها ونفوذها، حيث تشجع على الإرهاب وتعمل على تمويل وتدريب الإرهابيين وإيوائهم، إضافة إلى إمداد الجماعات الإرهابية بالأسلحة والصواريخ الباليستية والمعدات العسكرية النوعية.
وأضاف «العامري» فى حواره لـ«البوابة نيوز»، إن العلاقات بين مصر والإمارات تاريخية وجذورها بعيدة، وأن البلدين يعملان فى خندق واحد، سائلًا الله أن يديم هاتان القيادتان فى مصر والإمارات للعمل على سعادة الشعبين المصرى والعربى. ووصف مصر بالمحور الأساسى فى اتحاد الأمة العربية، وهى الداعم الرئيسى للأمن القومى العربى وهى روح العرب.
وشدد على أن الممرات المائية هى مسئولية العالم بأسره، لأنها ملك للجميع وليس للدول المنتجة أو المصدرة، وإنما للعالم بأسره، لذلك فإن أى عبث بالممرات الدولية هو عبث بأمن العالم بأسره، مؤكدًا على التعاون مع الأمم المتحدة من خلال عمل دولى منظم، فإلى نص الحوار..

■ فى البداية.. ماذا عن العلاقات بين مصر والإمارات، والتنسيق الحالى لمواجهة التحديات الراهنة التى تواجه المنطقة؟
- العلاقات بين مصر والإمارات هى علاقات تاريخية وجذورها بعيدة، ونحن ومصر نعمل فى خندق واحد، وعلاقاتنا متميزة، ونسأل الله أن يديم هاتين القيادتين فى مصر والإمارات للعمل على سعادة الشعبين المصرى والعربى.
فمصر هى المحور الأساسى فى اتحاد الأمة العربية والداعم الرئيسى للأمن القومى العربى، وهى روح العرب، ونكن لها كل احترام وتقدير، وعلاقاتنا مع مصر علاقات متميزة جدًا، وستبقى بإذن الله.
فقد أرسى الشيخ زايد، رحمه الله، علاقة خاصة مع مصر، وستبقى بإذن الله هذه العلاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فنحن لمصر ومصر لنا، وهذه حقيقة دائمًا وأبدًا نقولها.
وليعلم الجميع أن مصر هى أم العالم العربى والقلب النابض للعالم العربى، ونسأل الله أن يحمى مصر وشعب مصر والأمة العربية.
■ وماذا عن الموقف الراهن بشأن الأزمة مع قطر، وموقف الرباعى العربى فى ظل استمرار الدوحة فى سياساتها؟
- مصر والإمارات والسعودية والبحرين، هى دول تحالفت على الحق وتحالفت على إسعاد الشعوب ورد الظلم، ولا شك أنها ماضية فى هذا المشروع، لأن هذا المشروع هو رغبة الشعب المصرى والشعب المصرى هو الذى اختار هذا الطريق.
وبما أن إخواننا اختاروا هذا الطريق، فنحن معهم وسوف نبقى معهم، ونسأل الله أن يعيد كثيرًا من الدول إلى صوابها وأن تعود لحظيرة الأمة العربية وأن نعمل بروح الفريق الواحد، فالعمل المشترك مع مصر إيجابى ويضمن للأمة العربية سلامة الأمن القومى العربى. 
■ شهدت المنطقة فى الآونة الأخيرة عددًا من الحوادث الإرهابية وتهديدات الممرات المائية وكان للإمارات والسعودية النصيب الأكبر من تلك التهديدات.. فماذا أنتم فاعلون لمواجهة تلك الأزمة؟
- بالفعل، فهذه الأعمال التى قامت بها بعض الأذرع الإيرانية بضرب مطار أبها فى السعودية، وكذلك ضرب السفن فى المياه الإقليمية بالإمارات، وكذلك السفن بالمياه الدولية، خلق توترًا فى منطقة الخليج العربى، وجميع الأصابع تشير إلى أن هذا العمل موجه من قبل دولة بعينها، وجميع الأنظار تتجه إلى إيران، كونها تعبث بالأمن والاستقرار فى المنطقة العربية بشكل عام وتعبث بالأمن والاستقرار فى كثير من الدول من خلال أذرعها الموجودة فى اليمن وفى كثير من الدول.

■ وإلى أى مدى يجرى التنسيق حاليًا للتصدى لتلك الأعمال الإرهابية وحماية الممرات المائية؟
- الممرات المائية مسئولية العالم بأسره، لأنها ملك للجميع وليس للدول المنتجة أو المصدرة وإنما للعالم بأسره، لذلك فإن أى عبث بالممرات الدولية هو عبث بأمن العالم كله.
والإمارات والسعودية ودول الخليج جزء من العالم لذلك نعمل مع الأمم المتحدة من خلال عمل دولى منظم، ولا نعمل بشكل عشوائى، ولقد وعدتنا الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى هذه الممرات آمنة، وأن تحميها باعتبارها ملكًا لجميع الدول.
■ هل هناك خطوات جادة لردع طهران فى ظل الدور الإيرانى المشبوه بالمنطقة؟
- إيران تعمل عبر ميليشياتها الإرهابية فى المنطقة على نشر الفوضى وفرض هيمنتها ونفوذها، حيث تقوم بالتشجيع على الإرهاب والعمل على تمويل وتدريب الإرهابيين وإيوائهم، وإمداد الجماعات الإرهابية بالأسلحة والصواريخ الباليسية والمعدات العسكرية النوعية.
والمواقف التى ستتخذ ستكون من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذه الناقلات هوجمت فى ممرات مائية دولية، فدول الخليج ليست مسئولة عن الممرات الدولية وانما مسئولة عن موانيها وأراضيها وأجوائها، وبالتالى هناك مسئولية دولية على العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هى التى تتحمل هذه المسئولية، بالتعاون مع شركائها فى المنطقة.
■ ماذا عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة فى ظل إصرار إيران على احتلالها؟
- الجزر الثلاث إماراتية، وحق الإمارات ثابت فى هذه الجزر، وأى تغيير فى جغرافيتها لا يغير فى أن الإمارات تمتلك هذه الجزر.
وقد دعونا إيران سابقًا للجلوس على طاولة المفاوضات، أو أن نذهب وإياها إلى محكمة العدل الدولية، لكن «لا حياة لمن تنادي»، ونتمنى أن تعود إيران إلى صوابها، وأن تكون دولة صديقة وتتعامل بسياسة حسن الجوار، فنحن لسنا دعاة حرب وإنما دعاة للسلام والحوار، ونحن نحترم الشعب الإيرانى لكن القيادة الإيرانية لا بد أن تعود إلى صوابها. 

■ ما البدائل المتاحة أمام الإمارات لاسترداد حقها فى تلك الجزر المسلوبة؟
- بالطبع ندين استمرار الاحتلال الإيرانى للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، ولا بد من دعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوى والجرف القارى والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة، واعتبار أن أى قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية، ولا تغير شيئًا من الحقائق التاريخية والقانونية التى تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، وأن هذه الأعمال تخالف قواعد ومبادئ وأسس القانون الدولى فى «عدم تغير حقائق الأرض من دولة الاحتلال».
كما أننا ندعو إيران للاستجابة لمساعى الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، واعتبار الرفض الإيرانى لعدم الاستجابة لمساعى الإمارات لحل قضية الجزر بالطرق السلمية انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الجامعة العربية وتأكيدًا على نوايا الأطماع الإيرانية فى الأراضى العربية.
■ لكن إيران لا تلتزم بالاتفاقات.. فكيف ستتعامل الإمارات مع هذا الوضع؟
- لا بد من التزام إيران بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولى، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، والامتناع عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وعدم تهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية، وكذلك الامتناع عن السعى لامتلاك أسلحة نووية أو تعزيز قدرات صواريخها الباليستية المهددة للأمن والاستقرار والسلم فى المنطقة.
■ ماذا عن الاتفاق النووى بين إيران والدول الكبرى.. وهل ترى أنه ساهم فى زيادة النفوذ الإيرانى بالمنطقة؟
- فى الحقيقة أن هناك العديد من الدول العربية التى رحبت بالاتفاق النووى بين إيران والدول الكبرى، وكانت تأمل من تلك الخطوة السلمية بناء اتفاق دائم يحفظ استقرار وأمن المنطقة، ويحد من خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل فى منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وبرغم ذلك استغلت إيران العائد الاقتصادى من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار فى أنشطتها التوسعية والمزعزعة لاستقرار المنطقة، خاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، وتوسيع نفوذها فى المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية، بما فى ذلك حزب الله وميليشيا الحوثى، التى استخدمت القدرات التى نقلتها إليها إيران فى استهداف المدنيين فى السعودية واليمن والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية، وذلك فى انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولى.

■ إلى أى مدى ساهمت القمتان الطارئتان الخليجية والعربية اللتان عقدتا فى السعودية مؤخرًا فى تعزيز التعاون العربى لمواجهة التحديات الراهنة وردع إيران؟
- القمتان الخليجية والعربية الطارئتان فى مكة المكرمة مؤخرًا (٣٠-٣١ مايو ٢٠١٩) أثمرتا مجموعة من القرارات المهمة التى تصب فى دعم الأمن والسلم والاستقرار فى المنطقة ومواجهة الممارسات الإيرانية، وهناك ثلاثة أبعاد استراتيجية طبعت العلاقات العربية - الإيرانية، وساهمت بشكل جلى فى حالة التوتر والأزمات والصراعات بين الجانبين هى البعد التاريخى، الجيوسياسى، والاستراتيجى التوسعى.
وأرى أن الدول الخليجية والعربية كافة تسعى إلى إقامة علاقات مستقرة وإيجابية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يسوده الاحترام المتبادل والتعاون وتعزيز المصالح المشتركة ومبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها، لكن بالرغم من ذلك تواجه تلك العلاقة العديد من التحديات والقضايا أو الملفات الشائكة، ومنها التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، حيث تشهد المنطقة العربية اليوم أشكال عدة من التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية، ومنها خلق ميليشيات مذهبية أو أذرع تابعة لها فى العديد من الدول العربية، لذلك شكل السلوك السياسى الإيرانى تعارضًا واضحًا مع مبدأ عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، كأحد أهم المبادئ القانونية المتعارف عليها فى القانون الدولى، الذى تضمنته مبادئ ومقاصد ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
■ كيف تنظر إلى الأزمة الحالية فى اليمن.. وماذا عن المساعدات الإنسانية التى تقدمها الإمارات لإغاثة الشعب اليمني؟
- الإمارات تقدم المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى وغير الشعب اليمنى، فالإمارات عندما دخلت فى «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية كان بقرار من الأمم المتحدة، لك أن تتصورى أن الحرب قائمة والمدارس تعمل، وكذلك الحرب قائمة والحياة قائمة، وكنا نحاول أن تعمل جميع المؤسسات بروح الحياة العادية. فالإمارات تقوم بتقديم كل المساعدات من خلال الهلال الأحمر ومؤسسات زايد الخيرية، والقوات المسلحة توصل الغذاء والدواء للمتضررين فى اليمن، فنحن يد سلام ويد خير فى اليمن، أما العصابة التى استولت على مفاصل الدولة اليمنية، وهم الحوثيون وبدعم من إيران فإن «عاصفة الحزم» قد حدت من هذا الموضوع، وسوف يعود الحق إلى أهله فى القريب العاجل بإذن الله.
■ ماذا عن الدعم الإماراتى للاجئين السوريين، وسبل حلحلة الأزمة السورية؟
- نقدم مساعدات للاجئين السوريين فى عدد من الدول، ومنها الأردن، وكذلك لدينا سفارتنا فى سوريا، ونسأل الله أن يعود الاستقرار إلى سوريا، حيث تمر سوريا بمنعطف خطير ومتداخلات دولية كبيرة ومشكلتها كبيرة ونأمل فى حلحلة الأزمة.
■ تمر القضية الفلسطيبنية حاليًا بمنعطف خطير فى ظل تفاقم الأزمات العربية.. هل يمكن أن تؤثر تلك الأزمات سلبًا على الوضع فى فلسطين؟
- القضية الفلسطينية ثابتة، وهى المحور الأساسى فى جميع القضايا العربية، ولا تغيب عن أى حضور عربى أيًا كان، ونحن مع فلسطين ومع عودة الحق الفلسطينى، ونطالب باستمرار بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن لا بد من توحيد صفوف الفلسطينيين لكى يبنوا دولة فلسطينية ذات سيادة.
■ كيف يمكن أن تسهم البرلمانات العربية فى تعزيز الأمن والسلم الدوليين؟
- من خلال رفض وإدانة كل الممارسات التى تقوض الأمن والاستقرار فى المنطقة، كذلك لا بد من وحدة الصف العربى، وتعزيز التنسيق والتعاون والتضامن العربى المشترك فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها المنطقة، وأهمية تفعيل «وثيقة التضامن العربى ومواجهة التحديات» التى أطلقها البرلمان العربى فى فبراير ٢٠١٩.