الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تقرير أممي يتوقع زيادة عدد سكان العالم لـ 9.7 مليار نسمة 2050.. "القومي للبحوث الاجتماعية" يناقش الأزمة وأسبابها.. خبراء: "نحتاج لزيادة وعي المجتمع بالمخاطر".. ولابد من استمرار حملات "التضامن"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزامنًا مع انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العشرين للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان "السكان وتحديات التنمية المستدامة"، لمناقشة معدلات الزيادة السكانية وأثرها على التنمية، بحضور غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور شوقي علام، مفتى الديار المصرية، توقع تقرير للأمم المتحدة أن يزداد عدد سكان العالم ليصل إلى 9،7 مليار نسمة عام 2050 مقارنة بـ7،7 مليار نسمة اليوم، مع تضاعف سكان دول جنوب الصحراء الأفريقية، ومن المرجح أن ينمو عدد السكان إلى 11 مليارا بحلول عام 2100، حسب تقرير "التوقعات السكانية العالمية" الصادر عن إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة.

ويعد المؤتمر السنوي للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لمناقشة الزيادة السكانية بالإضافة إلى التوقعات الصادرة في التقرير الأممي عن التعداد السكاني مستقبلًا، بمثابة جرس إنذار لمختلف دول العالم، وخاصةً التي تشهد كثافة سكانية حاليًا، وما سيحدث نتيجة هذه الكثافة مستقبلًا، حيث يرسم التقرير الأممي، صورة لمستقبل تشهد فيه بلدان عدة ارتفاعا في عدد السكان مع ازدياد معدلات أعمار مواطنيها، بينما يتباطأ معدل النمو العالمي للسكان وسط انخفاض معدلات الإنجاب، وأشار إلى أنه بحلول عام 2050 سيتركز أكثر من نصف النمو السكاني العالمي في تسع دول فقط، هي: "الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتنزانيا وإندونيسيا ومصر والولايات المتحدة"، موضحًا أن الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان، ستشهد انخفاضا في عدد سكانها بنسبة 2،2%، أي بنحو 31،4 مليون نسمة بين عامي 2019 و2050.
وخلال فعاليات المؤتمر السنوي المستمرة حتى اليوم الأربعاء، لمناقشة الكثافة السكانية، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الحملة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي "2 كفاية" ساهمت في توضيح أن الدين بعيد عن مشكلة الزيادة السكانية، فإنها ليس لها أي بعد ديني، مطالبًا بإجراء دراسة لتحديد النتائج المبدأية للحملة، وضرورة تكثيف الحملات في حالة تحقيقها نجاح وتقدم على مستوى محافظات الجمهورية، وحل العوائق ومسببات النمو السكاني لتحقيق التوازن.

وفي هذا الإطار، يرى الدكتور عبدالرحمن طه، الخبير الاقتصادي، أن الزيادة السكانية جاءت نتيجة أزمة وخلل في ثقافة المجتمع المصري، فضلًا عن غياب فكرة وضع هدف وتحقيقه على أرض الواقع، موضحًا أنه المجتمع يتقيد بالمعتقدات القديمة الخاطئة وهي "العزوة" في الأولاد والإنجاب بكثرة، كما أن حقوق المرأة لم تطبق بشكل صحيح، وذلك نتيجة الغياب الحقيقي للكوادر الممثلة للدفاع عن حقوق المرأة.
وتابع طه، لـ"البوابة نيوز"، أن المجتمع يعاني من حالة من التفكك، فإذا كان المجتمع مترابط وقوي لن تتواجد أزمة النمو السكاني الذي يشهدها المجتمع حاليًا، لافتًا إلى أن المسئولين عن تكوين ثقافة المجتمع مثل الإعلام والدراما والفن والتعليم لابد أن يكون لهم دور في توعية المجتمع وزيادة الثقافة والوعي بأزمة الزيادة السكانية لدى المواطنين بمختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية وعلى مستوى محافظات الجمهورية.
وأشار إلى أن الحملات التي تقودها الدولة مثل حملة "2 كفاية" وغيرها تحتاج إلى الاستمرار لتحقيق الهدف المنشود، والتي تطلب الدعم من كافة الجهات المعنية والمسئولة.

بينما توضح الدكتورة أحلام حنفي، مقررة لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومي للمرأة، أن الزيادة السكانية على مستوى العالم كما أعلن عنها التقرير الصادر من الأمم المتحدة وتوقعاته بالنمو السكاني ووصول عدد سكان العالم لـ9.7 مليار نسمة أزمة كبيرة، ناتجة عن غياب العقل والتفكير في المستقبل، مؤكدة أن مصر تتخذ سبل عدة لمواجهة أزمة الزيادة السكانية، حيث أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي حملة "2 كفاية"، وهي حملة قوية وأثرت حاليًا على تفكير المصريين في كثرة الإنجاب، وسيكون لها تأثير إيجابي مستقبلًا.
وأضافت حنفي، لـ"البوابة نيوز"، أن حي الأسمرات يشمل حوالي 60 ألف مواطن، تغير تفكيرهم تجاه الإنجاب بشكل إيجابي، حيث زاد الوعي لديهم حول خطورة النمو السكاني وتأثيره السلبي على الاقتصاد والدخل القومي للفرد، مشيرة إلى أن الحملات التي تم إطلاقها لمواجهة الزيادة السكانية كان لها تأثير إيجابي بشكل كبير، حيث أصبحت الأمهات أكثر واعيًا بمخاطر الإنجاب بكثرة على صحتهن، كما أن هذه الحملات تستهدف المحافظات التي تشهد كثافة سكانية عالية، فضلًا عن تلك التي تحتاج إلى رفع معدل الوعي بالقضية بداخلها.