تواجه المتحدثة باسم خارجية قطر، لولوة الخاطر، انتقادات لاذعة من قبل نخب خليجية عقب لقاء مثير للجدل مع محطة التلفزيون الألمانية ”DW“، بدت أجوبتها فيه متناقضة.
وأجرت القناة الألمانية الحكومية اللقاء مع الخاطر بمناسبة مرور عامين على مقاطعة جيران الدوحة الخليجيين لها، وتناول محاور الخاطر، وهو المذيع المخضرم تيم سيباستيان، مختلف أوجه السياسة القطرية الخارجية والداخلية.
وتناقل كتاب وإعلاميون ومدونون من دول الخليج، مقاطع من اللقاء التلفزيوني وسط ردود عديدة بدا أن كتابها متفقون على أن الخاطر لم تستطع الرد على أسئلة المحاور بالشكل الذي تقدم فيه الدوحة نفسها عبر منصاتها الإعلامية المتشعبة، كدولة مظلومة من جيرانها ومتفوقة عليهم.
ولقي أحد ردود الخاطر حول عدم التزام الدوحة بوعود سابقة بإجراء انتخابات محلية لاختيار مستشارين لأمير البلاد، على الرغم من مرور 16 عامًا على ذلك الوعد، تداولًا لافتًا بعد أن ردت الخاطر بالقول إن عدم إجراء الانتخابات ”يعود لعدم رغبة جيران قطر الخليجيين بإجراء تلك الانتخابات“.
وانتقد الإعلامي الإماراتي ومقدم البرامج، فيصل بن حريز، المتحدثة باسم الخارجية القطرية، قائلا: ”المقابلة تلخص ما كان يدور في نقاشات ما قبل مقاطعة النظام في قطر، تراجع عن الوعود ونكثها، ضعف الحجة أمام الحقائق، نكران لحقيقة دعم الإرهابيين، عدم احترام للموقف الكويتي، وعند الفشل تتهم دول المقاطعة“.
وكتب رئيس تحرير النسخة العربية من موقع ”إندبندنت“ الإنجليزية، الإعلامي السعودي عضوان الأحمري، في رده على اللقاء: ”لولوة الخاطر تكسر الخاطر. تناقضات فاخرة للمتحدثة باسم الخارجية القطرية، تشبه تناقضات بلادها. شاهدت المقابلة كاملة، ظهرت السيدة متشنجة منفعلة مرتبكة متناقضة. السبب واضح، أن حكومة قطر وإعلامها (شطار) أمام موظفي الجزيرة وقنواتهم المحلية. أنصح بمشاهدة المقابلة كاملة، كوميدية“.
وقال المدون السعودي المعروف منذر آل الشيخ مبارك، في رده على الخاطر: ”لولوة_الخاطر تقول إن قطر لم تعمل انتخابات بسبب أن جيرانها يرفضون ذلك، المذيع باستهزاء ومنذ متى كنتم تهتمون لهم، الضعيفة تظن العالم لا يدرك حقيقة تآمر الدوحة، من يخبرها أن في البحرين والكويت انتخابات رهان نظام الدوحة دائمًا على عقول أتباعه“.
وشملت الانتقادات التي وُجهت للخاطر عددًا من مواطنيها، وبينهم المدون القطري محمد الكواري الذي قال في تعليقه: ”المذيع يسألها عن موضوع انتخابي من عام 2003 ولولوة تقول جيراننا والحصار. موقف حكومتنا سيئ إذا خرجوا في اللقاءات والقمم.. هم ناجحون في التصريحات المحلية فقط #لولوه الخاطر تكسر_الخاطر“.
ومن سلطنة عمان، ردت المدونة موزه الغافريه التي تعرف نفسها طبيبة أسنان في السلطنة، قائلةً: ”ارتباك وضعف حجة لولوة الخاطر في الإجابة على أسئلة المحاور في المقابلة التلفزيونية في التلفزيون الألماني دليل واضح على ضعف موقف قطر وعدم امتلاكهم الحجة الكافية“.
ولم يغب مدونون كويتيون عن انتقاد الخاطر، وقالت المغردة الهنوف النفيسي في ردها: ”المتحدثة القطرية #لولوة_الخاطر خير دليل أنه قطر لن تغير سياستها، وأن التعهدات كانت كسابقتها فقط على الأوراق، وأنه حكومة تميم كاذبة مثلها وقد تباين الأمر في حديثها المرتبك في أواخر اللقاء مع الغضب وعدم تمالك نفسها وهذا دليل أنهم من فشل إلى فشل.
ويقول منتقدو المتحدثة باسم الخارجية القطرية، إنها جاءت إلى اللقاء لإظهار بلدها في صورة إيجابية أمام جمهور عريض يتابع القناة الألمانية، لكنها فوجئت بأسئلة المذيع المخضرم التي أحرجتها على حد قول بعض المدونين.
ومرت يوم 5 يونيو الماضي، ذكرى مرور عامين على اندلاع أعمق أزمة خليجية في التاريخ المعاصر، عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين، بجانب مصر، مقاطعة قطر بشكل كامل، وإغلاق الحدود والمنافذ والمعابر معها بسبب معارضتها لسياسة الدوحة الخارجية.
وتقول دول المقاطعة، إن قطر تعمل على إثارة الفوضى والقلاقل في دول المنطقة، بما في ذلك دول الخليج، وإنها تدعم ميليشيات وجماعات إسلامية بعضها مصنف في دول المقاطعة على أنها منظمات إرهابية.
