الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

المنوفية تحتفل بمرور 113 عاما على ملحمة الكرامة في دنشواي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"حادث دنشواى" اسم طالما ذكر استشعرنا شرارة الثورة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى، ففى كل عام فى ال 13 من يونيو تحتفل محافظة المنوفية بعيدها القومى، بعدما وقف أهالى تلك القرية الفقيرة عزل لا يملكون سلاحا فى وجه ضباط الاحتلال الإنجليزى. 
وتعد "دنشواي" إحدى قرى مركز الشهداء التابع لمحافظة المنوفية، يحدها قرى أبو كلس وإبشادي ودناصور وكفر دنشواى. 
استغل مصطفى كامل حادثة دنشواي التي وقعت في القرية لفضح مساوئ الاستعمار الإنجليزي لمصر، ويوجد بالقرية متحف دنشواي، تم بناؤه تخليدا وتكريما لشهداء حادثة دنشواي الشهيرة التي وقعت أحداثها عام 1906.
تم إنشاء متحف دنشواي عام 1963 على الأرض نفسها التي شهدت وقائع حادثة دنشواي وتمت فيها محاكمة الفلاحين المصريين، ثم أعيد بناء متحف دنشواي ليصبح متحفًا ضخمًا ومؤسسة ثقافية فنية تاريخية وتم إعادة افتتاحه رسميا في 1 يوليو 1999 لتخليد دور هذه الحادثة الوطنية، صمم متحف دنشواي على يد المهندس هاني المنياوي.
ويتزامن الاحتفال هذا العام مع مرور 113 عاما على الحادث أثناء الاحتلال البريطاني لمصر بأرض دنشواي، حيث ذهب بعض الضباط الإنجليز إلى قرية دنشواي يوم الأربعاء الموافق 13 يونيو 1906 لصيد الحمام رغم أنه كان ممنوعا طبقا للقانون الإنجليزي آنذاك، ولكن " الميجور كوفين" قائد الفريق الذي وصل إلى أرض دنشواي لصيد الحمام مولعا بالصيد ما جعله يتخطى القانون لممارسة هوايته وتراهن مع رجاله باصطياد الحمام من على أشجار قرية دنشواي.
وكان رجاله "كوفين"، و"بول" و"بوستك" يطلقون الأعيرة لاصطياد الحمام بجوار الأشجار على جانبي الطريق الزراعي ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل الجنود داخل القرية لوجود أبراج الحمام ويصوب بورثر بندقيته إلى جرن الحمام الخاص بالشيخ محمد عبد النبى مؤذن القرية، ولأن الوقت كان وقت الحصاد وكانت أبراج الحمام في الجرن الذي يوجد فيه القمح فإن شرارة إحدى الرصاصات أشعلت الحريق في المحصول واعترض فلاح وصاح الفلاحون وكانت في أيدي القوات الإنجليزية البنادق ومع الفلاحين الطوب والحصى، وكانت في الجرن وقت الضرب مبروكة أول شهيدة زوجة محمد عبد النبي مؤذن الجامع أصابتها رصاصة فهاجم زوجها الإنجليزي فضربه الإنجليزي بكعب بندقيته.
وحضر الفلاحون على الصراخ وأصيب الضابط "ستوك" وجرى بفزع وانتقلت الشائعات بسرعة غير عاديه بين أهل القرية أن الضباط الانجليز قد قتلوا زوجه الشيخ واحرقوا الجرن فيتدافعوا للفتك بهم حيث فيما يبدوا أن مؤذن القرية نادى بالجهاد ضد الكفار وصمموا على الفتك بهم فأسرع " بول وبوستك" بالهرب لإحضار النجدة من المعسكر، وفى الطريق سقط "بول" مغشيا عليه من اثر العطش وأشعه الشمس الحارقة، وواصل "بوستك" العدو لثمانية كيلو مترات إلى أن وصل معسكر الجيش الإنجليزي في "كمشيش".
وجرى التحقيق سريعًا في الحادثة لأن ضابطًا مات من أثر ضربة شمس بعد هروبه من دنشواي وأصر اللورد كرومر الغاضب جدا مما حدث لضباطه وإهانتهم وموت أحدهم والقبض على بقيتهم من أهالي القرية وصمم على الانتقام من أهل القرية وإلا سوف تكون العواقب وخيمة على مصر وفى يوم 20 يونيو 1906 أي بعد انقضاء سبعة أيام على وقوع الحادثة.
وفى يوم 18 يونيو 1906 نصبت المشانق في مدينة دنشواي قبل صدور أية أحكام ضد الأهالي.
وانعقدت المحكمة في يوم الأحد 24 يونيو بشبين الكوم وعين عثمان مرتضى رئيس أقلام وزارة الحقانية سكرتيرًا للمحكمة، والهلباوى مدعيًا عامًا،كان عدد المتهمين 52 قدموا مقبوضًا عليهم، وكان منهم سبعة من الغائبين.
استمرت المحاكمة ثلاثة أيام 24، 25، 26 يونيو، وفى صباح الأربعاء 27 يونيو، صدر الحكم الذي تلاه سكرتير الجلسة وكان يقضى بإدانة 21 متهمًا، انتهت المحاكمة بإعدام أربعة، وبالأشغال الشاقة المؤبدة على أثنين، والأشغال الشاقة 15 عاما لواحد والأشغال الشاقة 7 سنوات علي 6 آخرين، والجلد50 جلدة بالقطة الإنجليزي ذات الأذرع الخمسة على 8 من أهل القرية، وأن يتم الإعدام والجلد بقرية دنشواي وأن يقوم مدير مديرية المنوفية بتنفيذ الحكم فورًا.
في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الخميس 28 يونيو جرى تنفيذ الحكم، في نفس المكان الذي مات فيه الكابتن بول كان يتم شنق واحد ثم ينفذ الجلد في واحد وهكذا بالتناوب، والأهالي يشاهدون ما يجرى أمامهم حتى انتهت المجزرة.