فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً، وقد استضافت قاعة "ضيف الشرف" - في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين - معرضا للرسوم الكاريكاتيرية بعنوان "عالم كتب"، وندوة بعنوان "الكاريكاتير.. شاهد على مصر".
شارك في المعرض والندوة الفنان والمؤرخ التشكيلي الدكتور إبراهيم حنيطر، الذي تحدث عن تاريخ فن الكاريكاتير في مصر، وأشار إلى أن بداية الكاريكاتير المصري لم تكن في مصر ولكن في باريس، عن طريق المسرحي الكبير يعقوب صنّوع، فقد كان رسّاماً وجسّد الفلاح المصري وهو مطحون في أحد أعماله، وقد بدأ "صنّوع" رسم الكاريكاتير في جريدة مصرية تسمّى "أبو نظارة"، وأصدر سبعة أعداد لم يصل لنا منها شىء، فقد حرقها الخديو إسماعيل بسبب انتقاد "صنّوع" له.
وكان الخديو قد شعر أن هذا الرجل يشكل خطرا عليه فنفاه إلى باريس، فأصدر "أبو نظارة" باللغة العربية باستثناء آخر صفحتين باللغة الفرنسية، بعد ذلك ظهرت في مصر مجلات فكاهية، وكانت في البداية تنبع الفكاهة من الشعر الحلمنتيشي، ونذكر من الصحفيين رواد هذا المجال "بيرم التونسي"، وأشار "حنيطر" إلى أن الثورة الكبرى في الكاريكاتير كانت مواكبة لثورة 23 يوليو عام 1952، ثم تحدث عن أزمة الكاريكاتير الآن.
