الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد مأساة البحيرة.. حوادث الطرق كابوس يومي في مصر.. خبراء يطالبون بسرعة تطبيق قانون المرور ومحاسبة "عفاريت الأسفلت"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال نزيف الطرق يؤرق مضاجع المصريين رغم ارتفاع التحذيرات التي تؤكد خطورة الوضع في مصر فيما يتصل بالطرق العامة، التي يسقط بها عشرات الحوادث التي أخذت آلاف الأرواح خلال الأعوام الأخيرة.
ولعل ما يوقظ القضية ويدعو للتساؤل مجددا العديد من الأخبار المحزنة التي ظهرت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم والتي تؤكد مصرع 7 أشخاص وإصابة نحو 14 آخرين بحادث تصادم سيارة نصف نقل تُقل عمال زراعيين وميكروباص على طريق الدلنجات في حوش عيسى بالبحيرة اليوم بجانب إصابة 3 آخرين بكرداسة ومصرع 3 مواطنين وإصابة شخصين آخرين بسوهاج. 




ما يطرح تساؤلا حول مواطن الخلل التي تؤدي لارتفاع نسب الحوادث في مصر بصورة يومية بحيث باتت تشكل كابوس للكثير من المواطنين وأهالي الضحايا هل المشكلة في القيادة أم المنظومة كلها؟
وفي هذا الصدد قال الدكتور رأفت مندور، خبير الطرق، إن سبب المشكلة الرئيسي يكمن في رعونة القيادة وعدم الالتزام بالمعايير السليمة على الطريق فيوجد الكثير من المواطنين يلجئ لطريقة خاطئة في القيادة تعتمد على زيادة السرعات بصورة غير مسئولة، الأمر الذي يترتب عليه وقوع مثل تلك الحوادث، مشيرا إلى أن معايير تنفيذ الطرق في مصر وتصميمها معايير تتوافق مع المعايير العالمية وإن كان هناك بعض الطرق التي بحاجة إلى تطوير بسبب ضيق المساحة داخلها بجانب انتشار الإشغالات على طول بعض الطرق الأمر الذي يجعل حارة المرور ضيقة، وربما يؤدي هذا إلى التكدس المروري ما يمهد لوقوع الحوادث في ظل فوضى الطريق.

بينما يؤكد الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة القاهرة، أن ما يقع من حوادث الطرق يرجع إلى الإهمال وعدم وجود إرادة للقضاء على أزمة الطرق، مرجعًا أن الحوادث تأتي بسبب من خلال تناول كميات كبيرة من المخدرات أو السرعة الزائدة، مشددا على ضرورة إيجاد آليات لإيقاف مسلسل الدم الذي أصبح مألوفا بالشارع، من خلال تطبيق القانون بحزم على المخالفين في ظل الجهل المستشري بمعايير الأمن والسلامة خلال الحركة المرورية،
وأضاف أن البعض يعتقد أن السرعة الجنونية هي الحل لمواجهة التكدس المروري ولكن السرعة الزائدة سبب أساسي في وقوع الحوادث، على حد قوله، وبجانب هذا فلابد من الاهتمام بالإشارات المرورية والتي لا يلتزم بها البعض في العديد من المناطق العشوائية وسط غياب للمحاسبة ما يعمل على زيادة الأزمة لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، منوها لضرورة سرعة اصدار قانون المرور الجديد لكي يكون هناك تقنين لحوادث السير التي تهدد أرواح المصريين بصورة يومية.

حاولنا معرفة مدى وجود أسباب نفسية وراء السرعات العالية والجنونية داخل الطرق، فقال الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، أن السبب يرجع إلى أن الشخصية تتعامل مع السرعة الجنونية بصورة غير مسئولة فلا تلتزم بالقوانين والقواعد الموضوعة، مشيرا إلى أنه ربما يكون السبب هو تعليم الآباء لأبنائهم القيادة وهم في سن صغيرة، لم يتجاوزا بعد السن القانوني للقيادة ما يجعلهم يتعودون على القيادة بصورة خاطئة، لأنهم نشأوا بتصرفات عشوائية غير مكترثين بما قد يقع من كوارث.