الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

2 مليون عامل أجنبي مقيدون بسلاسل السُخرة بالدوحة.. تحقيق استقصائي أوروبي يكشف عن إحياء "نظام الحمدين" للعبودية.. صحفيون ألمان يفضحون ألاعيب تشغيل العمال دون مقابل في بناء ملاعب المونديال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتكشف بين الحين والآخر، أبعاد المأساة التى يعيشها العمال الأجانب، الذين استقطبتهم قطر، من أجل العمل فى بناء ملاعب كرة القدم، التى من المنتظر أن تستضيف فعاليات كأس العالم ٢٠٢٢، التى فازت قطر بتنظيمها، بعد سلسلة طويلة من التربيطات والرشاوى، التى تم دفعها لرئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السابق، جوزيف بلاتر، وعدد من كبار معاونيه.

واستكمالًا لما تم الكشف عنه، خلال الساعات الماضية، من فضائح، تتعلق بملف تنظيم قطر لمونديال ٢٠٢٢، وجلبها نحو مليونى عامل أجنبي، لتشغيلهم فى بناء الملاعب، بالسخرة دون أجر، أو أى حقوق إنسانية، وفى أجواء لا يمكن تحملها خاصة خلال فصل الصيف؛ تواصل «البوابة» إلقاء الضوء على خطايا النظام القطري، وردود الفعل حول هذا الملف الشائن فى حق تنظيم الحمدين.


مراقبون يرون أن تنظيم الحمدين يعيد إحياء العبودية والرق من جديد، عبر تسخير هذا العدد الضخم من العمال، دون مقابل مادي، وهو ما فضحته بالفعل قناة «WDR١» الألمانية، التى نشرت تقريرًا استقصائيًا، تناولته «البوابة» فى عدد أمس، يكشف استغلال قطر العمالة النيبالية، فى بناء ملاعب كرة القدم، التى تستضيف المونديال.

التحقيق الاستقصائي، كشف عن استغلالٍ فجٍ من الحكومة القطرية، لفقر وحاجة عمال نيبال، وبنجلاديش، على وجه الخصوص، لتجبرهم على العمل فى وضع إنسانى مزري، وعدم صرف رواتب لهم بانتظام، وكذلك سحب جوازات سفرهم، لمنعهم من المغادرة وقتما يريدون!

التقريرُ نقل عن أحد العمال من أصحاب الجنسية النيبالية قوله: «إننا أشبه بالمساجين، غذاؤنا هو الماء والخبز فقط، ولا يمكننا إجراء المكالمات مع عائلاتنا، فالأحوال تسوء مع مرور الوقت»؛ مطالبًا بإعادته إلى وطنه. فيما كشف عاملٌ آخر، عن أنهم طالبوا برواتبهم، أكثر من مرة، لكن دون جدوى، على حد وصف العامل.

التحقيق الاستقصائي، كشف بوضوح عن الحالة المتردية للمساكن التى يقيم فيها العمال، بيئيًا وصحيًا، وهو أمرٌ يجلب لهم الأمراض، وسط محاولات من الحكومة لغسيل سمعتها، بإقناع بعض العمال بالحديث إيجابيًا عما يجري، وهو ما كشفه التحقيق الذى أجرته القناة الألمانية.

التحقيق كشف أيضًا عن وفاة ١٤٢٦ عاملًا نيباليًا فى قطر، خلال الفترة ما بين ٢٠٠٩ و٢٠١٩، بينهم ٥٢٢ عاملا ماتوا بسبب الجلطة القلبية المفاجئة، وذلك وفق بيانات رسمية من السلطات النيبالية.


سحب جوازات السفر جريمة

فيما أكد الدكتور أكرم الزغبي، أستاذ القانون الدولى بجامعة الزقازيق، أن ممارسات النظام القطري، بحق العمال الأجانب، أيا كانت جنسياتهم، وخاصة سحب جوازات سفرهم، لمنعهم من العودة إلى أوطانهم، يمثل جريمة، تستدعى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، لمعاقبة النظام القطري، بعيدًا عن حالة التجاهل الواضحة التى يعيشها الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، فى ظل تورط بعض قياداته فى علاقات غير قانونية مع مسئولى النظام القطري.

وأشار «الزغبي»، إلى أن النظام القطري، بما يمارسه من انتهاكات بحق العمال الأجانب المقيمين على أرضه، بتشغيلهم فى ظروف جوية قاسية، ومنعهم من الاتصال بذويهم وتعليق حقهم الإنسانى والقانونى فى التنقل، بالإضافة إلى عدم صرف رواتبهم، فإنه يعيد إحياء العبودية والرق من جديد، لكن تحت ستار العمل.

ودعا أستاذ القانون الدولى بجامعة الزقازيق، إلى تقديم شكاوى جماعية إلى الأمم المتحدة، لكى تتم محاسبة مسئولى النظام القطري، على جرائمهم ضد العمال، والتى تمثل اعتداءً صريحًا على حقوق الإنسان.


مونديال على جثث العمال الفقراء

بدوره؛ قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن نظام الحكم فى قطر، يعتمد على سلب حقوق الضعفاء لتحقيق أغراضه؛ مشيرًا إلى أن تنظيم الحمدين اعتاد على نهب حقوق شعبه، لذا ينهب أيضًا حقوق العمال الأجانب.

وأوضح «بدر الدين»، أن سمعة النظام القطرى السياسية، والحقوقية، وصلت إلى مرحلة متدنية جدًا بين دول العالم، بالنظر إلى الممارسات المفجعة التى يمارسها، بدعم الإرهاب، وإنفاق مبالغ طائلة عليه، وفى المقابل منع رواتب العمال الأجانب الفقراء، دون وازع من ضمير.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، تحركًا دوليًا قريبًا، يمثل انتفاضةً تستعيد حقوق هؤلاء العمال، مطالبًا أنصار حقوق العمال فى العالم، إلى الضغط على حكومات بلادهم، من أجل إجبارها على مخاطبة المؤسسات الدولية، لمعاقبة النظام القطرى على جرائمه فى هذا الملف تحديدًا، وكذلك صنع جبهة دولية، تعارض استضافة قطر لكأس العالم، على جثث العمال الفقراء.


قطر تحول الرياضة إلى مسخ دميم

من جانبه؛ قال الناقد الرياضي، طارق رمضان، إن النظام القطرى يمارس أعمالًا شيطانية، تحول الرياضة إلى مسخ دميم، أملًا فى تحقيق مكاسب سياسية، وشهرةً تعوض الدويلة القطرية عن صغر حجمها، وقلة تأثيرها إقليميًا ودوليًا.وطالب «رمضان»، جميع المؤسسات الحقوقية، والاجتماعية، والرياضية، بضرورة التصدى لممارسات «نظام الحمدين»، ووقف جرائمه بحق العمال.


واجب إنسانى يسجله التاريخ

وأيد الناقد الرياضى ياسر أيوب، الآراء السابقة، الداعية إلى التصدى لممارسات نظام الحمدين؛ مشددًا على أن التصدى لممارسات حكام الدوحة بحق العمال الأجانب، يمثل واجبًا إنسانيًا سيسجله التاريخ.

ودعا «أيوب»، إلى إطلاق حملات عالمية، لفضح ممارسات نظام الحمدين، بحق العمال الأجانب، والضغط على الاتحاد الدولى لكرة القدم، حتى ينتبه إلى هذا الملف، ويتوقف عن إهمال النظر إلى جرائم قطر، والمضى قدما فى اتخاذ إجراءات سحب تنظيم البطولة منها.

وأشار، إلى أن قوانين الفيفا، تمنع تمامًا الاستغلال، كما تمنع خلط السياسة بالرياضة، وهى من باب أولى يجب أن تتصدى إلى هذه الممارسات غير الإنسانية، بحق العمال البسطاء، الذين ذهبوا لقطر من أجل العمل، ليجدوا أنفسهم فى جحيم حقيقي.


المقاطعة الجماعية هى الحل

بدوره؛ دعا الناقد الرياضى علاء عزت، دول العالم، التى تحترم حقوق الإنسان، إلى مقاطعة جماعية للمونديال القطري، وإعلان عدم المشاركة فى التصفيات المؤهلة إليه، حتى يمكن مواجهة مثل هذه الانتهاكات التى تهدر كرامة البشر.

وطالب «عزت»، دول العالم المتحضرة، ببذل الجهد، لمنع تكرار هذه المأساة مرة أخرى، وإنقاذ البشرية من مثل تلك الممارسات، التى تهدر حقوق الإنسان، وتنذر بتحول الرياضة إلى نشاط لا يهدف سوى للربح، حتى ولو أهدرت القيم الإنسانية.