السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"إخراج الجن وعلاج المس".. طريق الدجالين للثراء السريع.. الأزهر: تلبس الجن بالإنسان خيالات.. أحمد كريمة: شعوذة وتحايل لأكل أموال الناس بالباطل.. وبرلماني يطالب بعقوبات صارمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت إعلانات علاج المس وإخراج الجن بانتشار الشاشات الفضائية حتى أضحت خلال السنوات الأخيرة نافذة يستخدمها الدجالين والنصابين في الثراء السريع، ففي أسفل شاشات عشرات القنوات الفضائية تكثُر إعلانات شيوخ فك السحر وعلاج المس وإخراج الجن بالقرآن التي تنتهي بأرقام للتواصل من داخل وخارج مصر للاستيلاء على أموال المواطنين ممن يتعلقون بـ"قشة" للتخلص من مشكلاتهم.

"كل من يدعي إخراج الجن من جسد الإنسان؛ كاذب ومرتزق ومضلل".. هو ما أكده شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عبر برنامجه الإمام الطيب، مبينًا أن كثيرًا من القنوات التليفزيونية أصبحت تنتفع من خلال السحر والشعوذة وذلك عندما أصبحت فلسفة المال هي التي تتحكم في الجميع.
وقال الطيب، إن القرآن الكريم أخبر عن كائنات اسمها الجن ولها مواصفات، ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بيَّنه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة، وفيما وراء هذين المصدرين تصبح معلوماتنا عن الجن عارية عن أي دليل من أنواع الأدلة الحسية أو العقلية.
وتابع شيخ الأزهر، أن الخطر الأكبر هو أن يكون مبدأ الفلوس أغلى من عقول الناس، وأيضا عندما يكون ثمنها تخريب عقول الناس وتزييف وعي الناس وإضلالهم والكذب على الناس، فالأمم لا تنهض بهذا الأسلوب إطلاقا لكن تنهض بمواجهة الحقيقة والدوران حولها ومعرفة كيف تحل المشكلة.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الجن من عالم الغيب، وعلاقاتنا به قاصرة على الإيمان فقط بوجوده، فهو من السمعيات في علوم العقيدة بالأزهر الشريف.
وأضاف أن ما هو بخلاف ذلك مما ينسب إلى الجن من السكن في جسد الانسان أو أن لهم آثار تسبب أمراضًا نفسية أو عضوية ما هي إلا خرافات وشعوذة وتحايل لأكل أموال الناس بالباطل، حيث قال الله تعالى عن تجريم التعاون الإنسي مع الجن: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
وتابع كريمة، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، قائلًا: "الإعلانات التي تروج لهذه الخرافات والأساطير مُجرّمة، ويجب مواجهتها بتدابير وقائية لبيان أن الجن لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعًا ولا ضررًا، وأن الجن عالم نؤمن به فقط كما نؤمن بعالم الملائكة، والجنة والنار، وهي سمعيات لا تتعلق إلا بالإيمان التصديقي فقط".
وأشار أستاذ الفقه، إلى أهمية الدور الرقابي للمؤسسات المعنية بالإعلام والفضائيات في منع ظهور إعلانات إخراج الجن وعلاج المس على الشاشة الصغيرة لأن فيها امتهان للقرآن الكريم، مؤكدًا أن ما تحتويه هذه الإعلانات يمثل ازدراء للقرآن، حيث جعلت منه مادة مسموعة ودعاية وإعلان مرئي وهي ما يعتبر تلاعب بالقرآن الكريم، كما أن قانون العقوبات المصري يُجرم الأحجبة والتمائم والتعاويذ ويعدها من أمور الشعوذة.
وطالب كريمة، بضرورة الحظر الفوري لأمثال تلك الإعلانات المنتشرة على شاشات الفضائيات، سواء ما يتعلق منها بالجن أو إعلانات العطارة والأعشاب أو أمور الشعوذة وما يسمى بالرقية الشرعية، وكما قال النبي ما أنزل الله داء إلا وأنزل له الدواء فتداووا، مؤكدًا أن التداوي سبيله الوحيد الطب.

من جانبه يقول النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: إن إعلانات إخراج الجن من أجساد الممسوسين المُنتشرة على القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ما هي إلا "وهم ونصب" على أصحاب العقول الضعيفة كونها تبيع الخرافات لمتابعيها، مطالبًا المؤسسات الدينية بمحاربة تلك الظاهرة وحصر القنوات التى تبث تلك الإعلانات لمحاسبة المسؤولين عنها ومنعها من الظهور نهائيًا.
وطالب حمروش، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، الهيئة الوطنية للإعلام بممارسة دورها المنوط بها، من حصر ما يبث ومتابعة القنوات المضللة فيما تبثه من مواد غير صحيحة، مشيرًا إلى أهمية اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدها لما تمارسه من نصب على المواطنين كما تساهم في نشر الفتن وتضليل العقول.