السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مخرجة فيلم "من أجل سما" لـ"البوابة نيوز": الكاميرات الصغيرة "سلاح" توثيق الأحداث التاريخية.. وعد الخطيب: جائزة مهرجان كان السينمائي منحتنا الأمل.. وأسعى لعرض الفيلم بالأمم المتحدة

المخرجة السورية وعد
المخرجة السورية وعد الخطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بصور صادمة ومشاهد مروعة لمدينة حلب المنكوبة، استطاعت المخرجة السورية وعد الخطيب، نزع الآهات وكسب احترام جمهور مهرجان كان السينمائي عقب العرض الأول لفيلمها «من أجل سما»، خلال فعاليات دورته الـ72، ضمن فئة العروض خارج المسابقة الرسمية، والذى نجح فى الفوز بجائزة العين الذهبية كأفضل فيلم وثائقى فى المهرجان.
مخرجة الفيلم، الذى تدور أحداثه فى مدينة حلب التى مزقتها الحرب، دشنت حضورًا قويًا على السجادة الحمراء لمسرح «Soixantième» الذي استضاف العرض الخاص، وقد حملت هى وزوجها وشريكها فى الإخراج إدوار واتس، لافتة كُتب عليها «أوقفوا قصف المستشفيات».
الفيلم الفائز بجوائز بمهرجانى «SXSW» و«Hot Docs»، يُعد رحلة حميمة وملحمة فى تجربة الحرب النسائية، فهو بمثابة رسالة حب من أم شابة لابنتها لكنه في الوقت ذاته يحمل رسالة أعمق وأبعد يأمل صناعه أن تتداركها الأجيال القادمة لاحقًا؛ «البوابة» أجرت حوارًا صحفيًا مع المخرجة وعد الخطيب لتحدثنا أكثر عن الفيلم.



- كيف بدأت فكرة «For Sama»؟ وكيف تم التحضير والتجهيز لها؟ وما الصعوبات التى واجهتك خلال تصوير الفيلم؟
بدأت فكرة الفيلم بعد تهجيرنا من مدينة حلب بداية عام 2017، كانت تتملكنى حالة من اليأس والخذلان بسبب عدم قدرتى على استيعاب حجم الخسارة الناجمة عن عمليات التهجير والظروف السيئة التى أعقبت فترة الحصار؛ عقب انتهاء تلك الفترة العصيبة خطرت ببالى فكرة عمل سينمائى يوثق القصة العصيبة التى عاشتها المدينة، خاصة أننى أمتلك مادة فيلمية ضخمة من بداية الثورة إلى وقت التهجير.
كان التهديد بالموت فى أى لحظة من أكبر الصعوبات التى واجهتها أثناء التصوير، بالإضافة إلى قصف الطيران الذى شمل كل أنحاء المدينة دون استثناء، فالمستشفيات ومراكز الدفاع المدنى والمنازل كانت أهدافًا للهجمات الجوية.
حاولت أن أتجاوز الكثير من الصعوبات أثناء التصوير، فلم يكن من السهل على كأنثى وأم تعيش فى هذه المناطق أن أظل أصور وأكون مسئولة فى نفس الوقت عن حياتى وحياة ابنتى وأن أستطيع أن أوثق أكبر قدر ممكن من اللقطات رغم كل الظروف.
- ما الرسالة المراد إيصالها من خلال الفيلم؟
الرسالة التي أردت إيصالها من خلال الفيلم، هى أن الذى حدث فى سوريا ليس حربًا أهلية وإنما ثورة آمن بها السوريون وبحقهم فى الحصول على حياة كريمة، وهو ما كنت أحاول أن أثبته خلال هذه الفترة، لقد ظللنا متواجدين داخل مدينة حلب وحاولنا تجاوز كل الصعوبات التى كانت أمامنا على أمل أن يحدث أى تغيير وكلنا إيمان بأن المستقبل سيكون أفضل، خاصة أننا قدمنا الكثير من التضحيات كشباب سوري.
بالفعل تم تهجيرنا من سوريا وأصبحنا لاجئين، ولكن ما نعسى لعمله هو أننا لا يجب أن نترك التاريخ يُكنب بأيدى المجرمين وإنما بأيدينا نحن السوريين الذين شهدنا بأم أعيننا كل هذه المجازر.
بالتأكيد الفيلم يحمل رسالة إلى ابنتي، وهذا مغزى صغير، ولكن الرسالة الأعظم هى لكل الأطفال الذين عاشوا فى سوريا بهذه الأوقات العصيبة لتظل وثيقة للتاريخ وشاهدل حيا للجيل القادم.
- ما الذى يجعل هذا الفيلم مختلفا عن الأفلام الأخرى التى وثقت الحرب السورية مثل «آخر الرجال فى حلب»، «صرخات من سوريا»، «العودة إلى حمص»، و«الخوذ البيضاء»، وغيرها؟
من أبرز التعليقات التى جاءت من أشخاص شاهدوا هذا الفيلم والأفلام الأخرى التى وثقت الحرب السورية، حالة الحميمية التى نشأت بين المشاهدين وشخصيات الفيلم، وهذا بالطبع نابع من أن القصص الموجودة به حقيقية ولأشخاص حقيقيين، فلقد قمت بتصوير حياتى وحياة ابنتى وزوجى والمستشفى الذى كنت متواجدة فيه، لقد عشت القصة بالكامل وهو ما يجعل من الفيلم تجربة شخصية، أما الأفلام الأخرى فبالتأكيد كانت إضافة عظيمة للقضية السورية بداية من فيلم «الخوذ البيضاء» الذى كان له أثر كبير فى فهم الواقع السورى بفترة الثورة.
- برأيك كيف لعبت المهرجانات السينمائية العالمية كمهرجان كان دورًا فى إبراز القضية السورية؟
وصول فيلمي «الخوذ البيضاء» و«آخر الرجال فى حلب» للأوسكار، وكذلك وصول فيلمى لحدث عريق كمهرجان «كان» السينمائي، منحنا الأمل بأهمية ما نفعله، وأن هناك من ينتظر أن يسمع ويرى حقيقة ما يحدث هناك، فالكاميرات الصغيرة التى نحملها هى بمثابة سلاح، نصل من خلالها أصوتنا لكبرى المنصات العالمية.
وبالفعل مهرجان «كان» السينمائى أعطانا الفرصة لإظهار الفيلم، ولكن فوزنا بجائزة أفضل فيلم وثائقى بمنافسة 18 فيلمًا وثائقيًا لنخبة من كبار المخرجين هو دليل على قدرتنا على الإبداع تحت وطأة الموت.
- كيف كان شعورك عقب العرض الأول للفيلم فى كان؟ وكيف استقبل جمهور المهرجان الفيلم؟ وما هى أبرز التعليقات التى وصلتك؟
العرض الأول للفيلم فى مهرجان «كان» كان بمثابة حدث عظيم، فقاعة مسرح «soixantième» امتلأت عن آخرها بالجمهور الذى لم يبرح القاعة حتى نهاية الفيلم، وعقب العرض الخاص أخذ الجمهور يصفق بحرارة بالغة ووقفوا لتحيتنا 3 مرات.
وليس من عادة مهرجان «كان» أن يفتح حلقة نقاش مع الجمهور عقب انتهاء العروض، ولكن كاستثناء لنا تم منحنا 20 دقيقة منحنا خلالها جمهور المهرجان ما لا يمنحه لأى فيلم آخر؛ فجمهور «كان» مختلف تماما عن جمهور أى مهرجان آخر، فلكل مهرجان خصوصيته وعشاقه، لكن فى هذا المهرجان أنت تتحدث إلى جمهور يعى تماما كيف يصنع الفيلم. 
غمرنى شعور لا يوصف عقب إعلان الفوز بالجائزة، وانهالت علىَّ المباركات من كل حدب وصوب وصلت لحد منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وفى الآخر هذه الجائزة إضافة لرصيد السينما السورية أهديها لكل الأشخاص الذين شاركونا القصة فى حلب ولكل سورى حر.
- هل لديكم أى خطط لتسويق الفيلم للمشاركة بجوائز الأوسكار 2020؟
وصول الفيلم لأكبر عدد من المشاهدين حول العالم هو هدفنا الرئيسي، فالجوائز ليست الشيء المهم إنما المشاركة وعرض الفيلم فى منصات عالمية هو الأهم، والأهم من موضوع الأوسكار هو عرض الفيلم مع الأشخاص أصحاب القرار فى العالم، مثل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أى منظمة حقوقية تهتم بتحسين وضع الناس الموجودين فى مناطق الصراع.