الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«الفراعنة السود - إمبراطوريات الذهب».. «وثائقي» يحكي قصة «مملكة كوش»

 «أسرار مصر القديمة:
«أسرار مصر القديمة: الفراعنة السود – إمبراطوريات الذهب»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحكى الفيلم الوثائقى «أسرار مصر القديمة: الفراعنة السود – إمبراطوريات الذهب»، الذى عرضته قناة «ناشيونال جيوكرافيك»، حكاية إحدى الأسر النوبية التى وضعت نفسها فى الصفوف الأولى كأعظم حكام المنطقة فى عصرهم وفرضوا نفوذهم شرقًا وجنوبًا. 
يتعرض الفيلم لقصة مملكة كوش التى وصفها عالم المصريات البريطانى «وولتر إمري» فى كتابه مصر وبلاد النوبة بأنها ساحة قتال العالم القديم، وأهم مناطق القارة الأفريقية، والتى سطر التاريخ على أرضها أحداث تاريخية كان لها أثر كبير فى تطور الحضارة، فمنطقة النوبة تعد أهم مناطق الصراع فى العالم القديم، وتنقسم بين النوبة السفلى التى كانت تُعرف بـ«واوات» وتقع داخل الحدود المصرية بين الشلالين الأول والثاني، والنوبة العليا وهى «كوش» والتى تمتد من جنوب الشلال الثانى وحتى «الدبة» داخل الأراضى السودانية.
ويشير الفيلم إلى أن قوة وازدهار مملكة كوش تزامنت مع بداية ضعف مصر الفرعونية فى عصور الدولة الوسطي، التى امتدت من أواخر القرن الثانى والعشرين حتى أوائل القرن السابع عشر، فبدأت بالزحف تجاه الشمال، هذا الأمر جعل الملك سنوسرت الثالث، الذى لقبه الإغريق بـ«سيزوستريس الثالث»، وهو خامس فراعنة الأسرة الثانية عشرة فى منتصف القرن الـ١٩، يقوم بتوجيه ٣٧ حملة إليها، وقام بإخضاعها عسكريا، ثم أقام ١٧ قلعة وحصنا بين الشلالين الأول والثاني، ١٤ حصنا فى النوبة السفلى منها حصنا سمنة وقمنة، و٣ فى صعيد مصر هى ألفنتين وكوبتنية وجبل السلسلة، وحرم على الزنوج عبور الشلال الثاني.
كما يحكى فى ثنايا الأحداث جلب الفراعنة البخور والعاج والأبنوس والذهب؛ واستجلابهم جنود الميدجاي؛ لتأمين حدود الدولة المصرية، والتى لعبوا فيها دور الحرس الجمهورى القائم على تأمين الملك لطول قامتهم، وإجادتهم لرمى السهام والرماح، بحسب ما أكد الكثير من الخبراء الأثريين.
ويعرض كذلك مساهمة الكوشيين المهمة فى الحضارة الإنسانية فى ميادين العمارة، والفن، والكتابة من ناحية، وفى قيامهم بدور الوسيط بين مصر، كموطن لحضارتها نفسها ومعقل مهم للحضارتين الهيلينستية والرومانية، وبين وسط أفريقيا، وساعد فى هذه الوساطة الموقع الجغرافى لكوش، لكونها جنوب مصر مباشرة وعلى صلة مستمرة بها، وبقلب أفريقيا بالبر والأنهار. وقد أثمرت صلة كوش بمصر مباشرة، وبالعالم الكلاسيكى غير مباشرة، عن تأثيرات مصرية قديمة وهيلينستية ورومانية امتزجت بالعناصر المحلية فى حضارة كوش. لكن التأثير المصرى أوضح هذه التأثيرات جميعًا وخاصة فى الديانة والعمارة الدينية والخط.
وأشار الفيلم إلى أنه كان للكوشيين ديانتهم التعبدية والجنائزية، فمن حيث الديانة التعبدية كانت لهم معبودات بعضها مصرى الأصل، مثل: رع وآمون رع وأوزير وإيزيس وحور وغيرها، بكل صفاتها وأدوارها كما فى الديانة المصرية، وبعضها الآخر كوشى مثل: ددون وأبديماك وسبويمكر وغيرها، وبينما أظهرت الرسومات والنصوص الدينية آمون رع وددون على أنهما أهم معبوداتهم وأقدمها فيما قبل الفترة المروية لكوش، أظهرت رسومات الفترة المروية ونصوصها أبديماك بأنه أعظم معبوداتهم بما فى ذلك آمون رع، وأنه إله حرب خالق عندهم.