الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الظلام يودع العيون.. "البوابة نيوز" لحظة بلحظة مع قوافل "عينيك في عينينا" في قريتي الشروق والمحسمة بالإسماعيلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحو ساعتين قطعتهما السيارة من القاهرة وصولًا إلى قريتى الشروق والمحسمة، التابعتين لمركز القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، ضمن القرى التى تستفيد من المبادرة الوطنية للرئيس عبدالفتاح السيسي، التى أطلقها بداية العام الجارى بعنوان حياة كريمة، والتى تهدُف إلى رعاية الفئات الأكثر احتياجًا لنحو 277 قرية على مستوى الجمهورية، تتجاوز نسبة الفقر بها 70%، بعدما تم رصد مبلغ 2.8 مليار جنيه من قِبل وزارة التضامن الاجتماعى لتنفيذ المبادرة بالتنسيق مع 16 جمعية أهلية للتنفيذ.
ترتكز الخدمات التى تقدمها مبادرة حياة كريمة على عدة جوانب منها: بناء أسقف، ومد وصلات مياه وصرف صحي، وتجهيز عرائس، وتوفير فرص عمل ومشروعات متناهية الصغر، وتقديم احتياجات غذائية، وتوفير بطاطين، ومشروعات أخرى لجمع القمامة وإعادة تدويرها، لكن يبقى «إطلاق قوافل طبية للخدمات الصحية» على رأس الخدمات التى تقدمها مبادرة الرئيس السيسى فى ربوع مصر، كمرحلة أولى «البوابة نيوز» عايشت الوضع لحظة بلحظة وعاشت الفرحة مع مرضى ودعوا ظلام العين وآلامها.

زراعة القرنية تعيد النظر لفتاة «القصاصين»
البداية كانت من أحد المنازل القائمة على أطراف قرية المحسمة بمركز القصاصين، الإسماعيلية، التقينا سمر حامد عبدالرحمن، ٢٨ سنة، التى أجرت عملية «زرع قرنية» بإحدى عينيها، فى ٧ أبريل الماضي، من خلال إحدى القوافل الطبية لمبادرة حياة كريمة.
تعود معاناة سمر مع ضعف النظر إلى العام ٢٠٠٢، حينما بدأت فى التردد على الأطباء المتخصصين فى العيون، فى مدينتى الإسماعيلية والزقازيق، الذين نصحوها وقتها بإجراء عملية تصحيح نظر «الليزك» قبل أن تتوقف عن المتابعة لفترة نتيجة لضيق ذات اليد فى تلك الفترة، خاصة أن أى تدخل طبى لعودة نظرها لكامل عافيته مرهون بدفع ٣ آلاف جنيه، تطورت مأساة سمر فى ضعف وقصر النظر خلال السنوات اللاحقة، حتى شُخصت حالتها بـ«القرنية المخروطية» فى العام ٢٠٠٩ التى تتكلف وقتها ٦ آلاف جنيه لإجراء التدخل الطبي.
تستطرد سمر: «الظروف المادية مكانتش تسمح أعمل عمليات، المبلغ كبير، وأنا زوجى أرزقي، عامل يومية، واستمريت على استخدام قطرة لحساسية العين فقط، وبعد كام سنة الدكاترة قالوا لى محتاجة عملية زرع وترقيع قرنية بـ١٣ ألف جنيه، واستعوضت ربنا فى نظرى اللى بيروح منى علشان مفيش فلوس».
لكن بداية يناير ٢٠١٩، وعلى ما تبقى من ضوء عينيها، ذهبت سمر، والدة الطفلتين ذات الأعمار ٨ و٤ سنوات، للكشف على عينيها من خلال إحدى قوافل حياة كريمة الطبية بقريتها، المحسمة، وما هى إلا أسابيع قليلة بعد أن شخصها أطباء القافلة بحاجتها لزرع قرنية لإحدى عينيها على الأقل على الفور، حتى تواصلت القافلة معها مرة أُخرى لإجراء بعض الفحوصات الطبية فى القاهرة.
تردف سمر: «كان الناس بيقولوا لنا إن القوافل دى دعاية ومش هيعملوا لنا حاجة، لكن بعد شهر قالوا لى تعالى معهد الرمد فى الجيزة، مع ناس من قريتنا وقرى ثانية عندها نفس مشكلتى فى العينين، أجروا لنا فحوصات وإشاعات، كل حاجة على حسابهم، وبعد أسابيع حددوا لى عملية يوم ٧/٤ فى المعهد».
تحولت حياة سمر بعد نجاح عملية زرع القرنية إلى شيء آخر وهو ما تصفه قائلة: «عينى رجعت تشوف تاني، دلوقتى بعرف أشوف ولادى وهما جايين من المدرسة، وبعرف أحدد مين اللى قدامي، الحياة بقت ألوان بالنسبالى بدلًا من الضباب».
وتُشير سمر، إلى أن سعر عملية زراعة القرنية التى أجرتها على حساب القافلة يتخطى حاليًا مبلغ ٣٥ ألف جنيه، وهو مبلغ لا تمتلكه طول حياتها على حد قولها، وتُتابع قائلة: «كنت بفضل أعيط باليومين لأن مفيش فلوس ونظرى بيضيع مني، كل يوم أسوأ من اللى قبله، لحد ربنا ما أكرمنا بالقافلة ورجعلى نظرى وحياتى اتغيرت».

إزالة المياه البيضاء لسيدة خمسينية 
داخل دُكان أرففه القديمة أشبه بأنها خاوية من أى سلع ومستلزمات بقرية المحسمة، التقينا السيدة الخمسينية حنان حسنى عبدالحميد برفقة زوجها الحاج محمود، التى أجرت عملية «مياه بيضاء» من خلال إحدى قوافل حياة كريمة الطبية بالقرية بعدما ظلت عاجزة عن توفير مبلغ مادي لإجرائها على حسابها الشخصى لمدة عامين.
تقول حنان: «كنت كاشفه قبل كده، ومعملتش العملية علشان التكاليف، وكنت ماشية على القطرة». لكن بعد أن أجرت كشفًا طبيًا من خلال القافلة بداية يناير الماضي، عاودت القافلة التواصل معها مرة أخرى بعد مرور شهرين لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بأحد المراكز الطبية الخاصة بمدينة الإسماعيلية وإجراء عملية المياه البيضاء مجانًا.
حياة حنان اختلفت قبل وبعد العملية، وهو ما توضحه قائلة: «نظرى دلوقتى كويس، كل اللى محتاجاه بس نظارة علشان عندى السُكر كمان». مُطالبة بضرورة وجود قوافل طبية أخرى لمرضى السكر والقلب خلال الفترات المقبلة لرضا قريتها.
يلتقط طرف الحديث زوجها الحاج محمود قائلًا: إن أكثر الأمراض انتشارًا فى قريته هى الأمراض الخاصة بالعيون، والسبب يعود إلى عدم الوعى لدى أهالى قريته الريفية بخطورة عدم إجراء فحصوات طبية عليها كُل فترة، فضلًا عن ضعف الإمكانيات المادية لدى أغلبهم، كما أن أسعار الكشف لدى أطباء العيون مُرتفعة.
ويُتابع صاحب الخمسين من العمر قائلًا، إن ما يميز القوافل الطبية الأخيرة التى تأتى إلى قريته هو أنها قريبة ولا تتطلب عناءً من الناس للذهاب إليها، كما أن الكشف والعلاج بها مجانى وهو الأهم، موضحًا: «علشان أروح لدكتور عيون فى الإسماعيلية لازم أخد أصرف 40 إلى 50 جنيها مواصلات، ومعظم الناس هنا بتشتغل باليومية، ما حدش عنده أرض ملك ولا موظف، يوم بيشتغل وعشره ما بيشتغلش».

عيون «فضيلة» بدون ألم 
ما يُقارب ١٦ كيلومترا تفصل بين قرية المحسمة وقرية الشروق التابعتين لمركز القصاصين بالإسماعيلية، وهى واحدة من القرى الأكثر احتياجًا بالمحافظة. وداخل أحد المنازل المترهلة بقرية الشروق، ذات الأسقف المعروشة بالخشب والجدران التى تلاشت ألوانها بمرور السنوات، التقينا مدام فضيلة، ٤٣ عاما، برفقة زوجها عامل التراحيل، محمد عبدالهادى إبراهيم.
فى ٢٠١٦ اكتشفت فضيلة حاجتها لإجراء عملية جراجية فى إحدى عينيها لإزالة ظفرة، غير أن ظروفها وظروف زوجها المادية السيئة حالت دون ذلك، قبل أن تُجرى كشفًا بقافلة طبية بمبادرة حياة كريمة فى قريتها، ويتم إحالتها إلى أحد المراكز الطبية الخاصة فى مدينة الإسماعيلية، بعد شهر ونصف الشهر من إجراء الكشف؛ لإجراء عملية لإزالة ظفرة على العين.
تقول فضيلة: «كنت حاسه بنار فى عيني، وألم وحرقان مستمرين، وكنت ما بعرفش أفتحها الصبح، وبعد العملية بقيت أحسن ١٠٠ مرة، دلوقتى مفيش مشاكل فيهم»، وأثنت فضيلة على القوافل الطبية فى تخفيف جزء من آلامها حيث إنها تعانى أيضًا من ورم فى الصدر اكتشفته خلال الشهور الأخيرة.
وتُضيف فضيلة: «العملية سعرها ٢٨٠٠ جنيه بره، وأنا ما بشتغلش، وزوجى أرزقى على باب الله، ومفيش فلوس نعملها ولا نروح نكشف حتى، دخلنا ضعيف ومعايا بنتين وولد ونصيبنا كده». موضحة أن الطبيب الموجود بالوحدة الصحية ممارس عام وليس متخصصًا فى أمراض العيون أو الأسنان أو غيرهما وهو ما يضطرهم إلى الذهاب لمدينة الإسماعيلية لإجراء الكشوفات والفحوصات حال الشكوى من أى أمراض.
وتتُابع فضيلة: «الكشف بره بـ١٠٠ و١٥٠ جنيها، والناس ظروفها صعبة، القدر خدمنا، قوافل حياة كريمة جاتلنا علشان تنقذنا». مُشيرة إلى أن القوافل الطبية بمثابة طوق نجاة لمعدومى ومحدودى الدخل فى قريتها، خاصة أن الكشف وإجراء الفحوصات والعلاج وإجراء التدخلات الطبية يكون مجانًا.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تتُابع فضيلة مع المتطوعين فى القوافل الطبية مبادرة حياة كريمة، من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، إمكانية حصولها على كفالة اجتماعية شهرية أو مساعدتها بمشروع تربية ماشية لتحسين أوضاعها المادية المتدنية، موضحة: «نفسى فى بهيمة تفتحلنا باب رزق».

رؤية «محمد» أقوى بعد زرع العدسات
كانت عملية زرع عدسات لعينى محمد عبدالهادى إبراهيم، ٣٧ عاما، أشبه بالمستحيل، كونها تتكلف نحو ٣ آلاف جنيه فى حين أنه أرزُقي، يعمل باليومية فى المزارع، وهو عمل غير مُستمر ومُستقر على حد قوله، إلى أن أجراها مجانًا بعد أن قام بالكشف فى قافلة طبية تتبع مبادرة حياة كريمة.
يردف محمد: «بدأت معاناة ضعف النظر وقلة الرؤية معايا من ٥ سنين، الدكتور وقتها قال لى محتاج عملية تصحيح نظر «الليزك» وهتكلف بالفحوصات ٢٨٠٠ جنيه، وأنا راجل أرزُقى على قد حالى يوم بشتغل و١٠ لأ، لحد ما جات القافلة البلد وكشفت وعملتها مجانًا فى ٢٣ يناير اللى فات».
ويوضح محمد، أن رؤيته أصبحت أفضل كثيرًا بعد عملية التصحيح وتركيب العدسات، غير أن مشكلته حتى الآن تتلخص فى طلب الطبيب الذى أجراها بعدم التعرض للشمس والأتربة وهو ما يتنافى مع طبيعة عمله فى المزارع، عاملًا باليومية، مضيفًا: «الحمد لله دلوقتى الرؤية أحسن، والناس بتوع المبادرة قالوا لى أعمل متابعة كل ٦ شهور على عينيا».

«حسنى» يتخلص من الظفرة
على بعد خطوات قليلة، وداخل محل لبيع الأسمدة والأعلاف بقرية الشروق، استقبلنا حسنى محمد حسن، ٣٦ عاما، أحد العاملين بالمحل، بابتسامه فى عينيه التى استعادت عافيتها بعد إزالة ظفرة منها ظلت تحول بين «حسني» وبين الرؤية الجيدة للأشياء والناس من حوله.
يستطرد حسني: «الظفرة ظاهرة عندى من سنتين، بس أول مرة أروح أكشف عليها كان فى القافلة، لأن الحالة المادية ما تسمحش أروح وأسأل، كنت بقول وقت ما تفرج هروح وأعملها ولسنتين ما رحتش». موضحًا أنه بعد إجراء الكشف من قبل أطباء القافلة تم تحديد موعد إجراء العملية بعد شهرين.
واختتم حسنى قائلًا: «قبل العملية كُنت بحس إن فيه شبورة قدامي، مش شايف كويس منها، وبعد العملية الحمد لله نظرى زى الفل»، مُشيرًا إلى أن تكلفة إجراء عملية إزالة الظفرة، الذى يتخطى ٢٠٠٠ جنيه، هو السبب الرئيسى فى عدم قدرته على إجرائها، خاصة أنه ملتزم بمصاريف منزل مكون من زوجته و٣ أبناء فى حين أن «اليومية مش جايبه حاجة». 
مبادرة الرئيس السيسى.. نجاة لكثير من الأسر الفقيرة والمعدومة
يقول نعمان محمد على، وكيل مدرسة بقرية الشروق، مركز القصاصين بالإسماعيلية، إن القوافل الطبية فى قرية الشروق «فتحت بابًا» لعمل خيرى يقوم به أبناء القرية والقرى المجاورة المقتدرون، حيث إن نجاح القوافل الطبية دفع بعض الشباب لاستقدام عدد من الأطباء، بمجهودهم الخاص، للكشف على أبناء القرية من أمراض عديدة أخرى مجانًا.
ويُتابع على: «الناس هنا معظمهم شغال فى المزارع وعمال يومية، وظروفهم المادية لا تسمح كثيرًا بالذهاب للطبيب، وبعضهم الآخر ظروفه المادية لا تسمح تمامًا بالذهاب لطبيب ودفع ثمن كشف وعلاج، لذلك القوافل الطبية ومبادرة الرئيس السيسي، حياة كريمة، طوق نجاة لكثير من الأسر الفقيرة والمعدومة، سواء من ناحية الخدمات الصحية أو المشاريع التنموية التى تقدمها لتلك الأسر». 
ويقول علاء عبدالنبي، أحد المتطوعين بالعمل الخيرى بقرية المحسمة، إن القوافل الطبية التابعة لمبادرة حياة كريمة تتم بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية، حيث قامت المؤسسات الخيرية بقوافل طبية للعيون فى قريته، قصدها المئات من أبناء القرى المجاورة أيضًا، بمشاركة أكثر من ١٥ طبيبًا متخصصًا فى كل مرة. 
ويُتابع عبدالنبي، أن القافلة الأولى فى قرية المحسمة تم الكشف فيها على نحو ٥٠٠ مواطن، بينما القافلة الطبية الأكبر كانت فى قرية الشروق، وهى التى أجرت الكشف على أكثر من ٨٠٠ مواطن، قدمت لهم العلاج مجانًا، وأجرت ٣٧ عملية وجراحة طبية مجانية للمستحقين من خلالها.
 
المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير: تنفيذ 135 قافلة طبية فى إطار مبادرة «عينيك فى عينينا»
الكشف على 130 ألف مواطن.. وإجراء 15.5 ألف عملية عيون متنوعة 

حكى هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير، إن مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية تعمل حاليًا تحت مُسمى؛ حياة كريمة لكنها تبدأ خطتها الأكبر لتنفيذ مبادرة الرئيس السيسى بعد عيد الفطر، حيث أثمرت اجتماعات المؤسسات والجمعيات الخيرية مع وزارة التضامن، خلال الفترة الأخيرة على آلية تنفيذ شاملة للمبادرة فى محافظات مصر.
وأضاف عبدالفتاح، أنه خلال الفترات الأخيرة تم الكشف على ١٣٠ ألف مواطن وإجراء ١٥ ألفًا و٥٠٠ عملية عيون متنوعة وتوزيع نحو ٤٠ ألف نظارة طبية فضلًا عن توزيع آلاف الأدوية المجانية، حيث قامت مؤسسة صناع الخير بتنفيذ ١٣٥ قافلة طبية فى إطار مبادرة «عينيك فى عينينا» داخل ٢٦٠ قرية فى ١٥ محافظة مصرية.
ويُشير عبدالفتاح، إلى مبادرة المؤسسة مع وزارة التربية والتعليم التى أطلقتها بداية العام الدراسى تحت مُسمى «ولادنا فى عينينا»، للكشف فيها عن الأنيميا والسكر وأمراض العيون لتلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية بالمدارس الحكومية فى محافظات؛ الفيوم وسوهاج والقاهرة، حيث تم الكشف فيها على نحو ١٥ ألف طالب، فضلًا عن مبادرة شبيهة، بالتعاون مع وزارة التضامن، للكشف فيها على أطفال بلا مأوى.
ويُتابع عبدالفتاح بأن عدة مبادرات أُخرى أطلقتها مؤسسة صناع الخير فى إطار؛ حياة كريمة، بداية رمضان وعلى رأسها؛ مبادرة فرحة لزواج ٢٠٠٠ عروس على مدار عامين، وهى التى بدأت من الأقصر، ومبادرة أُخرى لتجهيز عيادات رمد بـ٢٠ مليون جنيه، ومبادرة لإجراء ١٠٠ عملية قلب، فضلًا عن؛ البدء قبل أسابيع فى إعمار شامل لقرية دار السلام بالفيوم، متمثلًا فى إعمار المنازل وبناء أسقُف وتوصيل المياه، بتكلفة ٥ ملايين جنيه.