الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

طبول الحرب تدق بين أمريكا وإيران.. وخبراء: العمليات العسكرية غير مستبعدة بين الطرفين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أبرز الخطوات التى قامت بها الولايات المتحدة فى الفترة الأخيرة هى إرسال المئات من القوات الإضافية وعشرات الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط للتصدى للخطر الإيرانى والحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة.



وأخبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن القوات الـ١٥٠٠ سيكون لها دور «حماية فى الغالب» كجزء من حشد بدأ هذا الشهر ردًا على ما وصفته الولايات المتحدة بأنه تهديد من إيران.
وأثارت هذه التحركات قلق أعضاء الكونجرس، الذين طالبوا بتقديم دليل وتفاصيل، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تتجه نحو صراع محتمل.
وكان الرد الإيرانى به بعض من القلق حيث قال العميد حسين سيفي، أحد قادة الجيش الإيراني: «نحن نعتقد أن الأمريكيين العقلانيين وقادتهم ذوى الخبرة لن يدعوا عناصرهم الراديكالية تقودهم إلى وضع يصعب عليهم الخروج منه، وهذا هو السبب فى أنهم لن يدخلوا فى حرب»، فى تصريحات لوكالة «مهر» الإيرانية.
وعلق عدد من الخبراء على تلك الخطوة وإمكانية زيادة عدد القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة، وإمكانية نشوب حرب أمريكية إيرانية بسبب الخطوات المتبادلة بين الطرفين. وفى هذا السياق، قال أحمد قبال، المتخصص فى الشأن الإيراني، إن زيادة عدد القوات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط أمر لن تسكت عليه إيران.
وأضاف قبال فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أن القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش الإيرانى تتواجد فى مياه الخليج هى الأخرى، وقد حذر الحرس الثورى من أن قواته مستعدة للرد على أى نشاط عدائي أمريكى يمكن أن يقود إلى مواجهات عسكرية مفتوحة قد تستهدف أيضا دول الخليج العربية التى تعتقد إيران أنها تقف خلف التحركات الأمريكية لزيادة تواجدها العسكري البحري فى المنطقة.
وأوضح أنه مع تصاعد المخاوف الإيرانية من التهديدات الأمريكية عملت البحرية التابعة للحرس الثوري على إعادة التموضع فى مياه الخليج، ويمكن لخطأ أو حادث متعمد أن يؤدى إلى مواجهة عسكرية مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن مسئولين فى الحرس الثورى الإيرانى أكدوا مرارا أن المصالح والأهداف الأمريكية فى المنطقة تحت السيطرة النارية للقوات الإيرانية، سواء المنشآت العسكرية فى قطر أو القواعد الأمريكية فى الإمارات والكويت وأفغانستان، والشركات النفطية فى السعودية وكذلك حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية فى الخليج.
وأشار إلى أنه وبالرغم من تلك التحركات، فإن ترامب لا يريد البدء فى أى خطوة ضد إيران من شأنها تشكيل جبهة رفض دولية ضد سياسات البيت الأبيض، ودائمًا ما يدعو إلى الحوار مع طهران.

فيما قال، يوسف بدر، المتخصص فى الشأن الإيراني: إنه وبالرغم من تلك الخطوة التي من الممكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية، فإن الحديث عن الحرب ما زال بعيدا، لكنه وفى نفس الوقت غير مستبعد على الإطلاق، نظرًا لأن هناك أطرافا إقليمية تقف أمام كافة الخيارات بما فيها الحرب. وهناك أطراف أخرى تعارض ذلك بقوة.
وأضاف بدر فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أنه وبالنسبة للقوى الدولية، بالطبع الحرب ستكون مقلقة بالنسبة لدول مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. لكن بشكل عام ما زال الحديث عن الحرب مستبعدا، حتى لو وجهت واشنطن ضربة لإيران، فهى فى محطاتها الأولى لن تتخطى مسمى الضربة، وستقابلها كذلك، ضربة مساوية.
وأوضح أن تحرك القوات الأمريكية صوب الخليج، ماهى إلا لدفع إيران للانكماش، وواشنطن نفسها لها مصالحها وحساباتها، وتحركاتها ليس من أجل إرضاء الأطراف المتضررة تمدد إيران فحسب، فهناك حسابات تتعلق بسوق النفط ومحاولات احتواء روسيا والتوازن أمام الصين.
وأشار إلى تاريخ الحروب مع إيران خير دليل لقراءة المشهد، فإيران الحرب معها لم تكن يومًا قصيرة الأجل، ولا تطول من أجل إثبات زعامة وإنما من أجل الحفاظ على الأرض. وشواهد الضرب المتبادل بين واشنطن وطهران، لم تتخط دائرة الانتقام قبل ذلك.
وأكد أن إيران لديها خطط تنموية إستراتيجية وكذلك كافة دول جوارها لديها الأهم الذى يشغلها، ولا أحد يفكر فى استبدال الاستراتيجيات فى الوقت الحالي. لذلك طوال الوقت تحافظ طهران على لغة التهديد، وتستخدم وكلائها للقيام بمهامها الهجومية بدلًا من التورط فى الحرب. 

كما قال أحمد فاروق، الباحث فى مركز الخليج للدراسات الإيرانية ومقره المملكة العربية السعودية، إن الخطوات الأمريكية تلك تهدف فقط للضغط أكثر على إيران ومنعها من ارتكاب أى عمل يعكر صفو الأوضاع فى مضيق هرمز.
وأضاف فاروق فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أنه قد يكون هناك دوافع لتهديد مبادرة الحزام والطريق الصينية والتى تعتبر إيران محورًا وعنصرًا أساسيًا فى نجاح تلك المبادرة.
وأوضح أنه ليس من المستبعد فى ظل المستجدات أن نشاهد عمليات عسكرية محدودة بين الطرفين خلال الفترة القادمة.

وتابع، أن الحرس الثورى لا يعتمد على أسطول بحرى تقليدى لقواته البحرية، وإنما على القوارب السريعة والصواريخ المحمولة المضادة للسفن، وقدرات كبيرة على زرع الألغام البحرية وغيرها من مصادر القوة غير التقليدية، ومع تصاعد المخاوف الإيرانية من التهديدات الأمريكية عملت البحرية التابعة للحرس الثورى على إعادة التموضع فى مياه الخليج، ويمكن لخطأ أو حادث متعمد أن يؤدى إلى مواجهة عسكرية مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن مسئولين فى الحرس الثورى الإيرانى أكدوا مرارا أن المصالح والأهداف الأمريكية فى المنطقة تحت السيطرة النارية للقوات الإيرانية، سواء المنشآت العسكرية فى قطر أو القواعد الأمريكية فى الإمارات والكويت وأفغانستان، والشركات النفطية فى السعودية وكذلك حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية فى الخليج.

وأوضح أنه فى المقابل يريد ترامب فى النهاية تطويع وتركيع النظام الإيرانى وصولا إلى نظام يحافظ على المصالح الأمريكية ويتخلى عن طموحاته الإقليمية والعسكرية، وفى الوقت ذاته لا يريد ترامب البدء فى خطوة ضد ايران من شأنها تشكيل جبهة رفض دولية ضد سياسات البيت الأبيض. ودعوته للحوار تأتى فى إطار إظهار البيت الأبيض وكأنه الحريص على عدم توريط المنطقة فى حرب مدمرة، وهى دعوة مغلفة بخطاب يرتكز على القوة وفق عقوبات هى الأشد والأكثر تأثيرا على نظام يعانى ضغوطا اقتصادية غير مسبوقة.
وقال إنه رغم أن القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش الإيرانى تتواجد فى مياه الخليج، إلا أن البحرية التابعة للحرس الثورى الإيرانى هى المسئول الأول عن قرار الحرب أو السلم وشن الهجمات أو الرد عليها، وقد حذر الحرس الثورى من أن قواته مستعدة للرد على أى نشاط عدائى أمريكى يمكن أن يقود إلى مواجهات عسكرية مفتوحة قد تستهدف أيضا دول الخليج العربية التى تعتقد إيران أنها تقف خلف التحركات الأمريكية لزيادة تواجدها العسكرى البحرى فى المنطقة.
فيما قال إياد المجالي، الباحث والمحلل فى العلاقات الدولية والشئون الإيرانية، إن تلك الخطوات تؤكد استمرار الإدارة الأمريكية فى تصديرها وتصعيدها السياسى والاقتصادى والعسكرى تجاه هذا النظام وأذرعه المنتشرة فى المنطقة، بإجراءات غاية فى الدقة.
وأضاف المجالى فى تصريحات لـ «البوابة نيوز» أنه فى المقابل يبدو أن النظام الإيرانى يتعامل مع هذا التصعيد بشىء من الحذر والترقب، خاصة بعد تسرب معلومات استخبارية وتقارير تفيد أن خطة المواجهة الأمريكية لإيران فى الشرق الأوسط لم تنضج بعد.
وأوضح أنه رغم إعلان العديد من المسئولين فى النظام الإيرانى رفضهم وعدم قبولهم الصريح للسياسات الأمريكية الأحادية فى المنطقة، بينما يمثل الحرس الثورى الإيرانى الجهاز العسكري الذى يدار من قبل من قبل الولى الفقيه، المرشد الأعلى على خامنئى فهو يحقق توسعا كبيرا لاستراتيجية النظام فى دعم وصنع وتدريب الميليشيات العسكرية فى كل من لبنان والعراق واليمن وسوريا ويستخدمها النظام فى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية بالوكالة فى مناطق انتشارها. 
ودخل الصراع الأمريكى الإيرانى منحنى آخر بعد أن اشتد الصدام بين الطرفين إلى أن وصل إلى حد التهديد بالحرب.


وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية فى اتخاذ التدابير للاستعداد لحرب يمكن أن تنشب خلال الأيام القادمة، خاصة بعد التصعيد الأمريكى الأخير بشأن العقوبات على طهران والرد الإيرانى بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز والهجوم على سفن إماراتية تجارية.
وبالرغم من أن إيران قالت إنه من المستحيل دخول الحرب مع الولايات المتحدة، وإنه لو حدث ذلك فسيكون النصر لطهران، لكن التصعيد ضد إيران ممكن بنسبة كبيرة إلى حد الوصول للحرب.
وأكد تقرير أبرزته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن المعلومات الاستخباراتية التى تسببت فى تصعيد البيت الأبيض لتحذيراته بشأن تهديد من إيران جاءت من صور لصواريخ على قوارب صغيرة فى الخليج العربى وضعتها القوات شبه العسكرية الإيرانية على متنها. 
وأظهرت الصور العلوية صواريخ مجمعة بالكامل، مما أذكى المخاوف من أن فيلق الحرس الثورى قد يطلقون النار على السفن البحرية الأمريكية. 
وذكرت المخابرات الأمريكية أن هناك تهديدات ضد التجارة فى منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى إمكانية هجمات محتملة من قبل الميليشيات التى تربطها علاقات بإيران على القوات الأمريكية فى العراق، مما أدى إلى انزعاج شديد من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقال المسئولون الثلاثة: إن الصور تمثل نوعًا مختلفًا من التهديد مقارنة بما سبق أن تم رؤيته من إيران، ويمكن أن تشير الصور إلى أن إيران تستعد لمهاجمة قوات الولايات المتحدة، وهذا هو رأى جون بولتون، مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبو.
وكانت الولايات المتحدة أمرت فى وقت سابق عددا كبيرا من موظفيها بمغادرة العراق، وعلقت كل من ألمانيا وهولندا برامج المساعدة العسكرية فى البلاد فى أحدث علامة على التوترات بسبب التهديدات الإيرانية.
ويبدو أن السبب الجذرى لهذا القرار هو قرار ترامب منذ عام بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية مع القوى العالمية، والشروع فى حملة عقوبات قصوى ضد طهران.