الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المازني: الأعياد دروس شعبية لأجيال الأمة

الأديب إبراهيم عبدالقادر
الأديب إبراهيم عبدالقادر المازني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر الأديب إبراهيم عبدالقادر المازني في كتابه أحاديث المازني مجموعة من الأحاديث الإذاعية والتي تناول خلالها موضوعات عدة، منها ما كان في الأدب والنقد، ومنها ما كان في التاريخ، كهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومصرع الحسين، وقد خامر هذه الأحاديث روح السخرية والفكاهة الملازمة للمازني.
وتحدث المازني في هذا الكتاب عن أعياد الأمة قائلا أن هذه الأعياد تأتي لها فوائد كثيرة منها أنها راحة أيام بطالة وأيام خلو من العمل وارتفاع لتكاليفه عن الناس وإعفاء لهم من واجباته.
وأضاف المازني أن الأعياد تكون أيام راحة فالمرء يحتاج إلى فترات يكف فيها عن العمل المألوف ليمتنع الضجر الطبيعي من مزاولة الواحد أو المتشابه يوما بعد يوم بلا انقطاع أو تخلف، وليستعيد الجسم بعض ما فقده من العمل المتواصل ويستجم فيسترد نشاطه، فللراحة مزية أخرى غير تعويض الخسارة البدنية هي الرضى فإن المرهق المكدود لا يكون إلا متسخطا أو في خير الحالات متبرما فمن المصلحة وحسن السياسة وحزم التدبير اعطاء الناس جرعة من الرضى التي تفيده الراحة بعد فترات معقولة من الكد لا يشقى بها الصبر ومن هنا كانت الراحة من حين إلى حين مكسبا لا تشوبه شبهة خسارة لأصحاب الأعمال والحكومات.
ويوضح المازني مزايا أخرى لهذه الأعياد وهي أنها حث على السرور وحض على التماس أسبابه، لان مجرد القول بأن اليوم يوم راحة معناه انتفاء التعب وهذا وحده مدعاة سرور وبعث اغتباط وليس انفع للأمم من السرور ولا الزم لها منه لأنه ينعشها ويجددها ويجعلها حسنة الاستعداد للنهوض بما يطلب منها الأعباء الجسام ويفرض عليها من التكاليف الشاقة.
وبين المازني أن لمصر أعياد تسر فيها وتفرح وترسل نفسها على السجية بلا تكلف أو انتقاء لذم الخروج عن المألوف عن الاحتشام المتكلف أو الوقار المستعار الذي لا يعد من الوقار شئ إذا أردت الحق وإنما هو ثوب من البلادة.
ويواصل المازني قائلا: هذه الأعياد تاريخ من صفحات الأمة ومراحل في طريقها الذي سلكته إلى غايتها أو على الأصح معالم في مراحل الطريق والأمم عبارة إلى أجيال متعاقبة، فالأعياد تذكير بأيام السعي وأساف القطاف ودروس شعبية تتلقاها الأمم بين مظاهر السرور في تاريخها فشبيه بذلك مع الفارق بطبيعة الحال أن تكون مدرسا فتجمع أطفالك فتقول لهم سنذهب غدا ونتزه في القناطر الخيرية، فتركبهم القطار أو الباخرة فيعرفون بالتجربة ما الباخرة وما هو القطار ثم تمر بهم على القناطر ويرون ماء النيل تحتها والبوابات المنشأة لحجز الماء أو اطلاقه وتسطيع وانت تريهم هذا أن تعرفهم ما القناطر وما داعيها والحاجة إليها، وتكون هذه نزهة حقيقة نعم بها الأطفال وعادوا منها فرحين وفي نفس الوقت تكون دروسا نافعة تلقوها وهم لا يشعرون ولهذا تكون خير الدروس واجداها عليهم وابقاها أثرا في نفوسهم، فالأعياد دروسا شعبية عاما تلقى على أجيال الأمة وهي فرحة مسرورة بالراحة وبما حرصت عليه من أسباب المتعة والسرور في أيامها.