الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة إلى إخوتي بسيناء في 5 يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكتب رسالتي إلى كل جندي وضابط بالجيش والشرطة وأجهزة الدولة، إليكم هذه الرسالة في يوم 5 يونيو، في ذكرى الغدر واحتلال سيناء منذ 52 عاما، ذكرى نكسة حزيران 67؛ لأسترجع مشاعر قد عاشها الأجداد من انهزام وانكسار ونكسة لم تدُم طويلا، فكانت كشعلة نار تلهب مشاعر وأجساد المصريين تحت شعار واحد "سنثأر".. لم يكن في ذهن المصريين والجنود والضباط وقتها سوى الثأر "هنحارب".
وكانت البداية لحرب عظيمة خاضها أجدادكم في فترة الاستنزاف "اللا سلم واللا حرب"، أو كما أطلق عليها "حرب الألف يوم"، كانت الجنود والضباط يلتحقون بالجيش المصري، ولا يعلمون متى تنتهي فترة تجنيدهم، وكان المجتمع المصري كله يعيش في ظروف اقتصادية سيئة، ولكننا صمدنا من أجل معركة التحرير واسترداد الأرض وإعادة بناء الجيش، كان الشعب المصري وقتها مثل الأم والأب اللذين يحرمان أنفسهما من كل المُتع حتى من أساسيات الحياة من أجل لحظة نجاح أولادهما، فصمد الشعب واشتعلت نيران الفداء في أجساد جنودنا وضباطنا، فكانت الملحمة "معركة شدوان وتدمير الحفار كينتينج، ومعركة رمانة الحزينة، ومعركه رأس العش بعد ثلاثة أسابيع فقط من النكسة، ثم تدمير المدمرة إيلات والسفينتين بيت شيفع وبات يام وغيرها الكثير، ملحمة بطولات من جنود وضباط وعمليات مخابراتية وقيادات عسكرية مخلصة ووطنية، لا يخشون سوى الله، ولا يرون أمامهم سوى سيناء، ولا يحركهم سوى الثأر لكل مصري استُشهد، وكل رصاصة أطلقت غدرًا، وكل شبر في أرض سيناء سلبت واحتلت. 
ولم تكن لتكتمل هذه الملحمة بدون مجاهدي أبناء سيناء رجال ونساء وأطفال وشيوخ كانوا السند والعون للجيش المصري برغم العزلة المفروضة عليهم بل إن سجلات الوطن مفعمة بقصص بطولات تشبه المعجزات، بعضها كان بالتعاون مع الدولة والجيش والبعض الآخر من تلك البطولات كانت من تلقاء أنفسهم ومنهم من استشهد، ومنهم من تم سجنه بسجون الاحتلال وما زالوا حتى يومنا هذا السند والعون في تلاحم حقيقي مع قواتنا المسلحة.
كانت فترة تشبه كثيراً الحرب التي نعيشها الآن على الإرهاب على نفس الأرض التي تقفون عليها الآن المروية بدماء أجدادنا ودماء رفقاء الدرب الذين رافقتموهم، "كتفًا في كتف" في العنابر وفترات التدريب والمناورات ولحظات قرار توزيعكم في سيناء وأنتم تتلقون الخبر بسعادة عارمة وحماس بالغ ها قد حان الأخذ بالثأر داعين الله أن تنالوا الشهادة غير مبالين بالدنيا ومن عليها. 
فلتعلموا أن الحرب التي نعيشها الآن رغم تشابهها بحرب الاستنزاف إلا أنها الأصعب؛ لأن العدو غير معلوم الجغرافية ولا التاريخ ولا العقيدة، فهم بلا عقيدة، ولا يحركهم النازع والوازع الديني، تحركهم شياطين بشرية بالأموال مع الاستعانة ببعض العناصر الواهمة بخرافات عقائدية، وللأسف بعضهم يحمل الجنسية المصرية.
رسالتي إليكم بعد ساعات من استشهاد ضباطنا وجنودنا بشمال سيناء في يوم 5 يونيو لحظة تكبيرات صلاة عيد الفطر، أن وجودكم الآن على أرض سيناء هو اختيار من الله لكم؛ لأنه يعلم أنكم الأكفاء على هذه الأرض، وأنكم حراس مخلصون فدائيون للأرض المقدسة، فالأرض المقدسة لا يحميها ولا يحرسها سوى جنود ورجال لديهم عقيدة هي سرها المقدس ومفتاح النصر.
أعلم جيدًا شعوركم الآن الملتهب بأخذ الثأر، أعلم أنكم لا تفكرون سوى بمصر، ونعلم جميعًا حجم ما ضحيتم من أجل مصر، وثقوا بأن هناك كثيرا من المصريين والشباب يشعرون بكم وبتضحيتكم، ويتمنون أن يأتي يوم يستطيعون تقديم شيء بسيط للوطن.
لستم بمفردكم، فهناك ملايين من المصريين خلفكم، ملايين من المصريين أنتم مصدر أمانهم وفخرهم، ملايين من المصريين لديهم الرغبة في أخذ الثأر مثلكم لكن الله اختارك وله حكمه باختيارك دون غيرك. 
ولتعلموا أننا قاربنا على الانتصار، ولم يبقَ الكثير، فقريبًا ستبدأ معركة التنمية في سيناء بعد إعلان سيناء خالية من أي عنصر فاسد إرهابي، فلنستمر في أخذ الثأر، وعلى الشعب الكفاح، كل في موقعه، بالعمل والضمير، وعلينا جميعاً تحمل الصعاب حتى نعلن العبور الجديد.
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.