الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور القس جورج شاكر يكتب: الأعياد والتقاليد المصرية

الدكتور القس جورج
الدكتور القس جورج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بادئ ذي بدء من كل قلبي، وعلى باقات الورود أقدم لكل واحد من أفراد اُسرتي الكبيرة مصر الحبيبة أجمل التهاني المقرونة بأطيب الأماني بمناسبة عيد الفطر المبارك كما أود أن أشارككم بفكرتين بإيجاز وهما:
أولاً: العيد والمشاعر الإنسانية
نعم! الأعياد مناسبة جميلة تجتمع فيها الأسرة في مودة ومحبة، ويلتقي فيها الأصدقاء والأحباء في بهجة وبسمة، فالعيد الحقيقي هو مع الآخرين، ولا عيد بدون الآخرين، والأعياد فرصة جميلة فيها نرى الناس تعبر بعضها لبعض عن مشاعرها الرقيقة الصادقة وعواطفها العذبة الحلوة.
نعم! الأعياد وقت للراحة والاستجمام والترفيه، وهي من حاجات الإنسان الأساسية والضرورية ليستطيع الإنسان أن ينطلق من جديد ليواصل مسيرة الحياة، ففي يقيني أن الأعياد هي بمثابة محطات للراحة لتزويدنا بطاقة من القوة والفرح والأمل، وتفريغ ما في الحياة من متاعب وهموم وآلام حتى يمكن أن نستكمل مسيرة الحياة.
والأعياد تبرهن وتؤكد إقبال واستمتاع الإنسان بالحياة، فحب الحياة يجعل الإنسان يسعى ويجتهد، يزرع ويحصد ، يهدم ويبني، يدرس وينجح، يفكر ويخترع، يعمل ويبدع، يجدد ويطور، يبحث عن النجاح والسعادة هنا وهناك وهذه هي طبيعة الحياة. دعونا نستمتع بكل هذه المعاني الجميلة.
ثانيًا: العيد وتقاليدنا المصرية
لعل من أهم التقاليد التي تميز شعبنا الأصيل في الأعياد والمناسبات المختلفة هي قيمة المحبة الحقيقية، والمودة الأخوية، والمشاركة الوجدانية التي تجمعنا إلى واحد والتي نراها ونلمسها بكل وضوح وجلاء في تبادل التهنئات والأمنيات، وهي من أجمل وأغلى القيم والمبادئ التي نعتز ونفخر بها، والتي توارثناها من الآباء والأجداد، ونسلمها بدورنا للأبناء والأحفاد، فهي حقيقة متأصلة في وجداننا وضميرنا الوطني، ونعيشها في ممارساتنا اليومية، فلقد عشنا طول عمرنا، وما زلنا، وسوف نستمر طالما كنا على قيد الحياة.
أفراح أعيادنا نتقاسمها معاً في بهجة وسعادة وبكل الحب الحقيقي، ودموع أحزاننا تمتزج معاً في مواساة قلبية صادقة تخفف آلامنا.
نعم ! نشترك معاً في السراء والضراء، في حلو الحياة ومرها، والجميل أنه عندما نعيش هذه المشاعر الرقيقة والعواطف الحلوة، نرى أن الأفراح تتضاعف، والأتراح تتضاءل، فلقد علمتنا الأيام أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا اقتسمناها زالت.
أجل ! فالحقيقة الراسخة كالجبال والساطعة كالشمس على مر الأجيال والعصور أن مصر مُنذ فجر التاريخ شعب واحد، يعيش على أرض واحدة، يشرب من نيل واحد، تتعانق في سمائها الواحدة مآذن المساجد مع أبراج الكنائس في صورة بديعة الجمال، يربطنا تاريخ طويل عريق زاخر بالأمجاد والإنجازات، ونتطلع معاً إلى مستقبل أكثر إشراقا حافل بالتحديات والطموحات.
أتمنى ونحن نحتفل بأعيادنا الدينية أن لا ننسى في غمرة أفراحنا، وزحمة مشاعرنا، واهتمامنا بمظاهر العيد، وتبادل التهنئات والأمنيات كيف نرسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين، ونمسح دموع الحزانى والباكين، ونبعث الأمل والرجاء في نفوس اليائسين والبائسين، ونخفف آلام المرضى والمتعبين، ونعمل بكل أمانة وإخلاص لرفع شأن بلادنا العزيزة مصر بقيادة رئيسنا المحبوب سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكل عام وشعب مصر بأكمله بكل خير وسعادة وسلام.