الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الهند تتقدم بقوة على طريق التصنيع العسكري وتنتج مدافع الهاوتزر و المقاتلات الخفيفة محليًا

الهند
الهند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حققت الهند تقدما ملحوظا فى النهوض بقدراتها على التصنيع العسكرى ، حيث دشنت مؤخرا باكورة إنتاجها لأول مصنع يتبع القطاع الخاص من مدفعية الميدان من طراز هاوتزر من العيار 155 مم .
و تمثل نسبة استثمارات التطوير الدفاعي و الإنتاج العسكرى فى الموازنة الدفاعية للهند للعام 2019 ما يعادل 6.87 فى المائة من إجمالى اعتمادات الدفاع الهندية للعام الجارى والبالغ قيمتها 49.68 مليار دولار أمريكى وهى نسبة يرى بعض المراقبين أنها قد لا تكون كافية لتحقيق الطموحات التصنيعية العسكرية للهند برغم كون موازنة الدفاع الهندية للعام الجارى هى الأولى في تاريخ الهند التى تخطت عتبة الـ 49 مليار دولار.
وأطلقت الهند على مدفعها الهاوتزر الجديد الاسم التجارى كى – 9 – فاجرا وهو من إنتاج مؤسسة لارسن اند توبرو - ال اند تى الواقعة فى ولاية جوجارات الهندية وذلك بعد اختبارات تجريبية على المدفع الجديد بدأت فى أواخر يناير الماضى .
و تسلم الجيش الهندى باكورة إنتاج المصنع الجديد من هذا المدفع و من المقرر - خلال يوليو المقبل - دخوله الى الخدمة الفعلية للتشكيلات البرية الهندية المقاتلة و العاملة ، وقد أعلنت الهند عن إنتاج عشرة مدافع من إجمالى مائة مدفع من هذا الطراز سيتم توريدها إلى القوات المسلحة الهندية بموجب عقد اتفاق أبرم فى منتصف العام 2017 قامت على أساسه الابتداءات الإنتاجية و التجريبية لهذا المدفع ، وبفاتورة توريدية إجماليها 630 مليون دولار امريكى ، و سيتم استكمال المدافع التسعين الباقية بموجب العقد فى غضون 22 شهرا من الآن ، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الهندية إن الهاوتزر الهندى الجديد سيدخل الخدمة الميدانية للقوات المسلحة الهندية اعتبارا من يوليو المقبل.
والهاوتزر الهندى الجديد هو ثمرة جهود تطويرية و شراكة بين مؤسسة لارسن اند توبرو - ال اند تى و مؤسسة هانوها تيكوين الكورية الجنوبية التزم الجانب الهندى فيها بتوريد وإنتاج نسبة لا تقل عن 50 % من مكونات الهاوتزر الجديد من الإنتاج و الخامات المحلية الهندية وهى المكونات البالغ عددها 13 ألف مكون جزئى للمدفع الواحد .
وفى سياق عمليات التطوير للصناعات الدفاعية الهندية أجرت الهند ثانى اختبار للتزود بالوقود جوا لطائرات قالت إنه من إنتاجها المحلى بمسمى تى جاز وهي من النوعيات المقاتلة التى عكف الخبراء الهنود على تطوير إنتاج مكوناتها اعتمادا على الخبرة و المواد الأولية الهندية ، و أشارت الهند إلى أن طائرات المقاتلة محلية الصنع مزودة برادار متقدم و مسلحة بمقذوفات صاروخية من طراز ديربى المحلى الصنع ذات القدرة على استهداف الطائرات المعادية جوا خلال الاشتباكات ، و كان الاختبار الأول للتزود بالوقود لمقاتلات تى جاز الهندية خلال تحليقها قد أجرته الهند فى العام الماضى بواسطة طائرات تزود بالوقود من طراز إم كيه اى تانكر – 78 – آى ال .
وقالت مؤسسة الصناعات الدفاعية الهندية إن المقاتلات تى جاز المطورة محليا فى المصانع الهندية سيتم تحسين قدراتها التسليحية من خلال اختبار تركيب مدافع رشاشة ذاتية من الإنتاج الروسي من طراز جى اس اتش – 23 ، و قد تم الاختبار الأخير للتزود بالوقود جوا للمقاتلات الهندية المحلية الصنع فى أجواء الهند إذ انطلقت المقاتلات تى جاز من قاعدة جواليور الجوية فيما انطلقت طائرات التزود بالوقود من قاعدة اجارا الجوية حيث تم المقابلة و إعادة التزود جوا بنجاح تام وفق المصادر الهندية التى اعتبرت أن ما جرى يعد إنجازا كبيرا على صعيد تعزيز القدرات الدفاعية الهندية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة هندوستان ايرنوتكس ليمتد المتخصصة فى صناعات الجو فى الهند هي التي طورت فى مختبراتها المقاتلة تى جاز التى تمتلك الهند منها 123 مقاتلة لتعزيز قدرات السلاح الجوى الهندى ، لكن مصادر هندوستان لا تزال تعتبر أن هذه المقاتلة غير جاهزة حتى الآن لدخول الخدمة القتالية الفعلية لحين الانتهاء من كافة أعمال التطوير و زيادة نقاط التسلح فيها و استكمال اختبارات التزود الجوى بالوقود و اختبار كفاءة قدرتها ، و تخطط القوات الجوية الهندية للتزود بعدد 324 مقاتلة تى جاز كطائرة قتال خفيفة ومعاونة أرضية ضمن برنامج التطوير المتوسط المدى للقدرات الدفاعية الجوية للهند مع تعظيم عنصر الاعتماد على الإنتاج المحلى .
فى سياق متصل تسعى الهند بحلول عام 2022 إلى التزود بالطائرات المقاتلة التى تعمل بدون طيار من النوعيات القادرة على التحليق على ارتفاعات عالية لا تقل عن 18 ألف قدم ، وقادرة فى نفس الوقت على تفادى أعمال الإعاقة و التشويش الرادارى والمخادعة الإشارية المعادية ، وستستخدم الهند تلك الطائرات في مهام مراقبة الحدود و التقاط الصور الأرضية من الجو وفى نفس الوقت يكون لها القدرة على مهاجمة الأهداف المعادية نيرانيا و خصوصا مراقبة الحدود الهندية مع الصين ، و قد بدأت الهند اتصالاتها مع موردى الطائرات التى تعمل بدون طيار في التاسع مع أبريل الماضي للحصول على أفضل النوعيات المتاحة مع إعطاء الأولوية للنوعيات التى تشارك فيها مؤسسات الإنتاج الدفاعي الجوى الهندية فى برامج إنتاجها .
و خصصت الهند ما قيمته 16.91 مليار دولار أمريكى من إجمالى موازنتها الدفاعية للعام الجاري لشراء أسلحة و معدات جديدة مقابل 14.68 مليار دولار أمريكى اعتمدت لهذا الغرض في الموازنة العسكرية الهندية للعام 2018 ، و تعد الهند هى الأعلى إنفاقا على التسلح مقارنة بمنافستها التقليدية باكستان التي لا يتجاوز حجم موازنتها الدفاعية السنوية 10 مليارات دولار امريكى حيث جاءت الموازنة الهندية للعام الجاري أعلى بخمسة أضعاف مثيلتها لدى باكستان وهو 9.6 مليار دولار. 
و كان نصيب القوات البرية الهندية من اعتمادات الإنفاق الدفاعى للعام الجديد 4.6 مليار دولار امريكى ، أما نصيب القوات البحرية فكان 3.61 مليار دولار وهي اعتمادات مقاربة لاعتمادات العام الماضى ، بينما ارتفعت الاعتمادات المخصصة للقوات الجوية الهندية من 5.58 مليار دولار فى العام الماضى إلى 6.14 مليار دولار فى العام الجارى . 
وبحسب بيانات الموازنة الدفاعية للهند للعام 2019 يأتي الجانب الأعظم منها موجها لدفع التزامات السداد الهندية لمشترواتها من المقاتلات الفرنسية المتطورة رافال ومنظومات إس – 400 الروسية ، وكذلك سداد فواتير و أقساط شراء الهند للسفن والمروحيات القتالية والغواصات .