السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر تكتب التاريخ من جديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام أخذت على عاتقها وضع استراتيجية لتعظيم موارد القارة السمراء وإيقاف سرقة مواردها من قبل الدول الغنية وإعادة تدويرها وبيعها بمئات الأضعاف من المبالغ المالية لنا وللأسواق الناشئة مستغلة فى ذلك التكنولوجيا الحديثة التى تمتلكها.
وقد بدأت مصر هذا الطريق بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى وقف بيع الرمال السوداء ومثيلتها التى تستخدم فى صناعة أجهزة تكنولوجيا المعلومات الدقيقة وبعض من أنواع الأسلحة الحديثة التى تستخدم فى حروب الجيل الرابع.. وطلبت مصر وضع اتفاقات مشتركة مع الدول الفنية والمتطورة لتقسيم الثروات بطريقة عادلة بدلا من نهبها وترك البطالة والإرهاب يستشريان فى الدول الفقيرة الأمر الذي يهدد العالم كله ويخلق أنواعا كثيرة من الإرهاب وفى مقدمتها الهجرة غير الشرعية التى باتت تهدد أوروبا وأمريكا مما جعلهم يدركون أن الإرهاب الذي يصنعونه بأيديهم لا بد له أن يطالهم ويسقيهم من نفس الكأس.
وكم شاهدنا من مسارح كثيرة فى العالم يعتلي خشبتها منظمات إرهابية صنعتها الماسونية العالمية وغيرها من الدول التي تسعى لإحياء إمبراطورياتها القديمة مثل تركيا وإيران.
ولأن مصر هى صانعة التاريخ لذلك لم يكن من الصعب على قيادتها قراءة التاريخ بكل جدارة وهو الأمر الذي حرم الاستعمار الجديد فى تنفيذ مخططاته بإنشاء شرق أوسط جديد تكون اليد الطولى فيه للدولة الصهيونية ويحول الدول العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة تضيع ثرواتها وتقسم بين الدول الكبري.. ولن تنتهى المسرحية في القريب العاجل بل ستشهد فصولها المقبلة صدامات عنيفة سوف تنتهي معها أحلام عودة الدولة العثمانية والإمبراطورية الفارسية ويأخذ العرب المكانة التى يستحقونها فى عالم جديد سوف يشهد اتحاد الدول العربية بصورة غير مسبوقة بعد أن علم الجميع أنه ليس بمنأى عن التشرذم سوى بوحدة الدم والمصير. 
فها هى الدول العربية التى تعانى من الإرهاب فى طريقها إلى الاستشفاء والعودة لبناء حاضر جديد ومستقبل أكثر قوة وتقدما مثل العراق الذي قضي على الإرهاب الداعشي وتمضي سوريا على الطريق ومعها ليبيا واليمن والسودان الذي أفاق في الوقت المناسب وحرم تركيا وإيران من السيطرة على جزء مهم من البحر الأحمر كان سيضر بمصر والسعودية ودول الخليج.
كل هذه المؤشرات وغيرها تعطيك الفرصة لقراءة ما بين السطور في صفحات التاريخ المقبلة، ناهيك عن الثروات البترولية والتي ستضع مصر على رأس الدول في منطقة الشرق الأوسط لتخلق واقعًا جديدًا صنعه الغرب بأيديهم دون قصد بعد قيام الخريف العربي!! فالعالم مقبل على أوضاع جديدة يفرضها التاريخ سوف تتعدد فيه الأقطاب ولن يكون هناك مجال للقطب الواحد كما كان في السابق ولننظر كيف ستغير الصين والدول العربية والأفريقية هذا التاريخ وسيتبعهم العديد من الدول منها الكبيرة والصغيرة في أمريكا الجنوبية وآسيا وما علينا سوى الانتظار لمشاهدة الفصول الأخيرة والحاسمة من مسرحية قديمة بطلها الماسونية العالمية ودول الاستعمار التقليدي في ثوبه الجديد.