السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عبدالرحيم علي يكشف لـ«جلوبال نيوز»: المال والإعلام وجماعات الضغط أدوات «ثلاثي الشر» للتوغل داخل أوروبا.. و«دولي الإخوان» بدأ أخطر مرحلة في فرنسا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى موقع «جلوبال نيوز»، الذي يترأسه الكاتب الفرنسي الأشهر «إيمانويل رازافيه»، مؤلف كتاب «قطر الحقائق الممنوعة»، حوارًا مهمًا مع الكاتب الصحفي والنائب البرلماني  الدكتور عبدالرحيم علي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط " سيمو" في باريس، حول الحملة الممنهجة ضده في فرنسا، والتي يقودها عملاء قطر وتنظيم الإخوان الدولي، مستخدمين عددًا من الرموز الفرنسية الصحفية والحقوقية.
وكشف «عبد الرحيم علي»، في الحوار المحاولات القطرية للتأثير على صناعة القرار في فرنسا، وحجم التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا، والضغوط التي يتعرض لها منذ تفكيره في إقامة مركز للدراسات في باريس، يُفند من خلاله طريقة التنظيم الدولي للإخوان وحلفائه، وكيف تتم عمليات التمويل المشبوه؟ وإلى نص الحوار:



♦ ما هو الحجم الحقيقي والقوة الحقيقية التي يمثلها الإخوان في فرنسا؟
لكم أن تعرفوا أن اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا - هكذا كان يسمى قبل منتصف التسعينيات - أنشىء عام 83، باتحاد 6 منظمات هزيلة، وصل الآن إلى 250 تنظيمًا وجمعية، يملكون 170 مسجدًا في أنحاء فرنسا، ومدرستين ثانويتين، هما مدرسة الكندي في ضاحية «ديسي نفي» بمدينة ليون، والأخرى مدرسة ابن رشد في مدينة ليل. 
وإذا نظرنا لأسلوب التدريس في هذه المدارس، وكذلك أسلوب الخطابة في المساجد نجد المدارس، تقوم بالفصل بين الطلبة والطالبات في الفصول، بالإضافة إلى تدريس مادة الجهاد، وتعريفه على أنه قتال غير المسلمين، بالإضافة للدعوة إلى قيم تعاكس قيم الجمهورية الفرنسية كاملة.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن أعضاء التنظيم أقسموا على الولاء الكامل لأفكار مؤسسه حسن البنا، وبايعوا مرشدا عاما للتنظيم على ذلك، وفق نظام البيعة المتبع داخل الجماعة الإرهابية، والذي اعترف به عدد من الذين فارقوا الجماعة مثل محمد لويزي، ثروت الخرباوي، مختار نوح، وغيرهم. 
والبيعة تعني الالتزام بما قرره «البنا»، من استراتيجية تقوم على 6 مراحل، هي: بناء الفرد المسلم على منهج الإخوان، بناء الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، والحكومة الإسلامية، والخلافة الإسلامية، ثم الوصول أستاذية العالم، ولذلك فليس من المستغرب أن يتغير اسم «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا في عام 95، إلى اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا، وهذه دلالة على أن التنظيم بدأ يعتبر فرنسا أحد البلدان التي ينطبق عليه تنفيذ استراتيجيته للمراحل الـ6، وتحويله في زمن ما، تحدده «القوة، والمال، والظروف السياسية المحيطة إلى دولة إسلامية أو بالأحرى إخوانية».
يكفي الإشارة إلى أن أحد مستشاري الرئيس الفرنسي ماكرون، عندما قرر وضع استراتيجية وبرنامج للتعامل مع الإسلام الفرنسي، جاء بـ3 أقطاب من اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا، ووضعهم كقادة لتنفيذ تلك الاستراتيجية.
لذلك حذرنا من هذا النفوذ الذي يقوم على استخدام المساجد والمدارس والجمعيات والأموال العريضة التي تأتي من تجارة الحلال، والتبرع لبناء المساجد والجمعيات إضافة للمال الذي يأتي عبر الحقائب الدبلوماسية لدول بعينها في الشرق الأوسط معروفة بالاسم، حذرنا من هذا النفوذ الذي يقوض المرجعية الأخلاقية والحضارية للجمهورية الفرنسية في كل المناطق التي يسيطر عليها، خاصة ضواحي باريس، وليون، وليل، وغيرها من المدن. 
والكارثة الكبرى ليست في هذا فقط، إنما في إعلان اتحاد المنظمات الإسلامية في 29 يناير 2017، عقب فوز دونالد ترامب في نوفمبر 2016، الانسلاخ عن التنظيم الدولي في اجتماع تم بإسطنبول، في التاريخ السابق الإشارة إليه، مخافة أن يصيب الاتحاد ما قد يُصيب التنظيم الدولي للإخوان من قرارات سبق أن أعلنها «دونالد ترامب»، في برنامجه الانتخابي، وهذا يعني تحول التنظيم في أوروبا وفي فرنسا بالذات إلى العمل السري، وهذه أخطر مراحل عمل التنظيمات.


ما هو الدور الذي يقوم به مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «السيمو»؟

لعل انتشار أفكار مغلوطة، حول جماعات الإسلام السياسي في الغرب، والدور الذي لعبوه في بلادهم، والقول إنهم مؤسسات ديمقراطية تم اضطهادها من قبل حكومات ديكتاتورية، قد ساعد كثيرا في تغلغل تلك الحركات المتطرفة في أوروبا، الأمر الذي آن له أن يتوقف أو على الأقل يجد من يفسر ويحلل من خلال وجهة نظر أخرى عَايشت تلك التنظيمات، وعَاينت أفكارها بدقة، واشتبكت معها ومع قادتها وكوادرها ومُناصريها في سجالات عديدة.

لذلك كان هذا المشروع، مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، مركزا متخصصا في دراسات الإسلام الحركي وقضايا الإرهاب.

مشروع نأمل أن يكون إضافةً حقيقيةً لهذا الحقل من الدراسات؛ يقدم شيئًا يُساعد العالم على الفهم والتدبر، بعيدًا عن الرؤى المتخبطة والعشوائية والبعيدة عن الدقة.

وقد مدّ المركز جسور التعاون مع كافة المراكز الأخرى، وانفتح بشكل واسع وعام على مجتمع البحث العلمي، كما استضفنا جنرالات، وأستاذه بالسوربون، ووزراء سابقين، ورؤساء مؤسسات مهمة، كمؤسسة ديجول، ومؤسسة نابليون، واستكتبنا عددا كبيرا من الكتاب الفرنسيين الكبار؛ منهم رولان جاكار، وجورج مالبرونو.

كيف تقيمون سياسة النفوذ التي تمارسها قطر؟

كتب كثيرة نشرت في الغرب، وبالتحديد في فرنسا، تشرح وتكشف في آن واحد؛ محاولات الدوحة للاستحواذ على أكبر قدر من النفوذ في أوروبا وفرنسا بالذات، فهذه الإمارة الصغيرة، تستخدم ثلاثية المال والإعلام وجماعات الضغط؛ للتوغل داخل المجتمعات والدول، في محاولة لامتلاك أوراق للتأثير؛ نظرًا لأنها لا تستطيع التأثير الطبيعي بحكم حجمها، وموقعها الجغرافي، وعدد سكانها ومكانتها الدولية.

يكفي أن أشير لك أنه في الأزمة الإيرانية الأخيرة، ذهب أمير قطر إلى إيران في زيارة خاطفة، استمرت أربع ساعات، وادّعى أمام أمريكا، أنه حاول خلال تلك الزيارة إثناء إيران عن تنفيذ عمليات استفزازية ضد الأهداف الأمريكية بمنطقة الخليج، في الوقت الذي اكتشفت المخابرات الأمريكية، أنه ينقل المعلومات لإيران، وأصدرت تعليمات بوقف التعاون مع الدوحة.

ما تفعله قطر في أوروبا، من تمويل واضح للتنظيم الدولي للإخوان، بجمعياته ومساجده، عن طريق مؤسساتها المالية المنتشرة في أوروبا واضح وضوح العيان، وقد كشف عن جزء منه الصحفيان الفرنسيان «جورج مالبرونو»، و«كريستيان شينو»، في كتاب «أوراق قطرية».

ناهيك عما فعلته في ليبيا وسوريا، وما زالت تفعله في عدد كبير من دول العالم، وهو الأمر الذي دفع بالدول العربية إلى مقاطعتها وفرض حصار إقليمي عليها.


هل تعرضتم لأي ضغوط كمركز دراسات الشرق الأوسط؟

بالطبع تعرضنا لضغوط منذ اليوم الأول الذي بدأنا فيه العمل رسميا في فرنسا، فقد قدم القطريون احتجاجًا رسميًا لإدارة فندق «موريس» في العاصمة الفرنسية باريس ضد إقامة المؤتمر الأول للمركز في السادس من أكتوبر عام 2017، حول تمويل قطر للإرهاب، والذي شارك فيه عدد كبير من الباحثين والصحفيين والسياسيين الفرنسيين؛ منهم: جورج مالبرونو، وإيريك شامبير، وبيير بيرتلو، ومرشح الرئاسة الفرنسية السابق فرانسوا أسلينو، ووزير خارجية فرنسا الأسبق رولان ديماس.

وظل القطريون وأصدقائهم في فرنسا، يطاردوننا منذ ذلك اليوم، حتى عقدنا مؤتمرًا صحفيًا في الجمعية الوطنية الفرنسية، اشتركت فيه معنا السيدة «ماري لوبين» باعتبارها نائبة في البرلمان الفرنسي، وليس شيئًا آخر، لكي نشرح أمام لجنتي العلاقات الخارجية والدفاع خطورة توغل تنظيم الإخوان الدولي في فرنسا وشرائه لعدد من السياسيين الفرنسيين.

وبعد الندوة أطلقوا عددا من الشائعات على رئيس المركز، متهمين إياه بذات الاتهامات التي رددها موقع «موند أفريك»، والتي تتعلق بأنه مهووس بنظرية المؤامرة، وأنه عدو لإسرائيل، ويعادي الفكرة الصهيونية، وشنوا بناء على تلك الشائعات، التي يستخدمون في إطلاقها عددا من أنصارهم، وفي مقدمتهم الإخواني نبيل الناصري والجهادي السابق رومان كاييه - الموضوع اسمه على لائحة الإرهاب فى فرنسا.

الأمر الذي وصل إلى دفع اتحاد المنظمات اليهودية في فرنسا إلى إصدار بيان ضد رئيس المركز، معتمدين على تلك الشائعات التي ليس لها أساس من الصحة، ولا يوجد عليها أي دليل يذكر.

ورغم كل ذلك، استمررنا في طريقنا، فعقدنا مؤتمرا آخر في مجلس الشيوخ الفرنسي ثم فى البرلمان الأوروبي ثم في نادي الصحافة بباريس، ثم ذهبنا إلى جنيف، وعقدنا مؤتمرا في نادي صحفي الأمم المتحدة، وهناك أرسلو خلفنا هاني رمضان حفيد حسن البنا، ومعه عدد من الجهاديين السابقين كي يرهبونا داخل المؤتمر، ثم حاولوا التشويش على كلمتنا الأمر الذي دفع منظمي المؤتمر إلى طردهم خارج القاعة، وهو ما كتب عنه الصحفي السويسري «يان هاميل»، مقالا مطولا فى مجلة لوبوان الفرنسية يشرح فيه ما حدث.

وما زال أنصارهم يطاردوننا بالشائعات المغرضة، حول المركز، ورئيسة طوال الوقت في محاولة لإثنائنا عن دورنا في فضح التدخلات القطرية الإخوانية في فرنسا وأوروبا.

هل تعتقدون أن الإخوان يمارسون ضغوطا على بعض الصحفيين والباحثين في فرنسا؟

بصورة عامة نعم، ولكن السؤال المهم ما هي نوعية تلك الضغوط التي يمكن لتنظيم الإخوان وحلفائهم من الأتراك والقطريين والإيرانيين أن يمارسوها على الصحفيين والباحثين الفرنسيين.

من وجهة نظري تسير تلك الضغوط فى 3 اتجاهات مختلفة:

الأول مباشر: عبر شنّ حملات مدفوعة الأجر ضد بعض الصحفيين واتهامهم بتلقي تمويلات من دول بعينها؛ لانتقادهم الإخوان وحلفاءهم من القطريين والأتراك، ومثال على ذلك ما تعرض له جورج مارلبورو، وكريستيان شينو، بعد نشر كتابهما المهم «أوراق قطرية»، وذلك ما يستخدموه معنا طوال الوقت.

الثاني غير مباشر: عبر تجنيد عدد من السياسيين والصحفيين للدفاع عنهم طوال الوقت ومهاجمة خصومهم وإلصاق الشائعات والاتهامات بهم، وهو ما يؤثر فى النهاية على معنويات الصحفيين والباحثين خاصة إذا كانوا لا يملكون صفة القتالية في عملهم.

الأسلوب الثالث: بدأت باستخدام بعض الدول الداعمة للتنظيم الدولي، وخاصة قطر للقيام عبر اختراق عدد من المؤسسات الإعلامية في العالم وشراء حصص وأسهم بها للتأثير على القرار داخلها، وهو ما فعلته قطر مؤخرا مع مجلة فرنسية شهيرة، الأمر الذي أدى إلى منع نشر مقال لكاتب كبير بها؛ كان يفضح فيه فساد أحد المسئولين القطريين الكبار.