الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أنقذوا طبيب الفقراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حملة القضاء على فيروس (سي) لم تسهم فقط فى إنقاذ أكباد المصريين.. لكنها كانت ضربة لمن تاجروا بأوجاع الشعب طوال العقود الماضية سواء من مافيا الأدوية أو العاملين فى بيزنس زراعة الأعضاء، لذلك كانت الحملة أهم إنجازات السيسي، هكذا رآها غالبية الشعب، خاصة أمثالى من أبناء الريف الذين تعذبوا مع عذابات ذويهم من ضحايا الفيروسات الكبدية التى نشطت فى الريف لأسباب كثيرة.
العاملون فى مجال الجهاز الهضمى من الأطباء يدركون أن حملة الرئيس ضيقت الخناق على بيزنس أمراض الكبد وإن حاول البعض التظاهر بغير ذلك، ولأننى أحد المهمومين بهذا النوع من المرض حيث كنت شاهدًا على وفاة الأقربين مني.. عرفت تفاصيل كثيرة عن الذين أخلصوا فى علاج المرضي، وغيرهم من الذين تاجروا بهم وإن إرتدوا ثوب الملائكة، ولأن محافظتى (الشرقية) واحدة من التى تمركزت فيها أمراض الكبد.. جعلنا من محافظة الدقهلية قبلة لمرضانا، حيث مستشفى الجهاز الهضمى التابع لجامعة المنصورة، ومركز زراعة الكبد الذى أسسه الدكتور محمد عبدالوهاب أحد شرفاء مهنة الطب فى مصر، والمهموم دائمًا بالفقراء وأوجاعهم، لذلك كان الاسم الأشهر فى محافظات الدلتا.
الدكتور محمد عبدالوهاب صاحب أعلى رقم فى زراعة الكبد فى الشرق الأوسط، حيث أجرى وفريقه سبعمائة زراعة كبد للفقراء فى المركز الذى لا يضاهيه سوى مركز زراعة الكلى الذى أسسه الدكتور محمد غنيم فى جامعة المتصورة أيضًا، ولأنه (عبدالوهاب) معروف بنظافة اليد وانحيازه للفقراء.. تأتى التبرعات للمركز ثقة فيه، وبسبب تزايد الحالات من أنحاء الجمهورية.. كان القرار ببناء مستشفى آخر فى الجامعة، وقد توالت التبرعات على طبيب الفقراء من بعض رجال الأعمال ليصبح المبنى جاهزًا لاستيعاب أكبر عدد من المرضى دون إعلانات تخصص لها ميزانيات بالملايين.
أحد المرضى المترددين على جامعة المنصورة أكد لى أن الدكتور محمد عبدالوهاب استقال من منصبه كمشرف على مركز زراعة الكبد، سألت العاملين فى المركز فتأكد لى أن الاستقالة مسببه، وأن الرجل لم يعد قادرًا على خوض حروب من أجل الفقراء، وأن المتربصين به لم يجدوا من يردعهم.
هذه ليست المرة الأولى التى يستقيل فيها الدكتور عبدالوهاب، فقد سبقتها مرات، لكن الدكتور محمد القناوى الرئيس السابق للجامعة رفض الاستقالة أكثر من مرة ليقينه بأهمية وجود الرجل كحماية للمرضى غير القادرين من مافيا أمراض الكبد، وبرحيل الدكتور القناوى أصبح الدكتور محمد عبدالوهاب غير قادر على مواجهة المتربصين به.
يتقاضى عبدالوهاب من الجامعة ألف جنيه عن كل حالة يجرى لها زراعة كبد، وفى الأسبوع الواحد يزرع لحالتين، وأحيانًا لثلاثة، ومقارنة بمن هم أقل منه خبرة يتضح الفارق الكبير فى الأجر، فزراعة الكبد يتقاضى عليها الجراح مئات الآلاف فى أى مستشفى.
محمد عبدالوهاب الذى جاب العالم بأبحاثه ومحاضراته وأصبح واحدًا من المعدودين فى العالم فى مجال الجهاز الهضمى وزراعة الكبد يواجه منفردًا حربًا تكاد تطيح بالمركز الذى أسسه وصار قبلة للمرضى الفقراء من أنحاء الجمهورية، فهل من حماية للرجل وللمركز؟