الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية| محمد عوض.. أصل الحكاية

الفنان الراحل محمد
الفنان الراحل محمد عوض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساه مت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
كان الوسط الفنى فى حالة غير مستقرة بعد أحداث ١٩٦٧، وحدث ارتباك شديد فى الإنتاج المسرحى فى مصر، وأحجم العديد من المنتجين عن المخاطرة بتقديم أى عروض مسرحية، فطلب الدكتور عبدالقادر حاتم، من الفنان الراحل محمد عوض تكوين فرقته الخاصة، وبالفعل شرع فى تكوين فرقته، وأطلق عليها اسم فرقة «الكوميدى المصرية»، وبدأت فى الانطلاق بأول عروضها المسرحية، وهو «الطرطور» فى ١٩٦٩، والتى سجلت فى التليفزيون فيما بعد باسم «المطب»، وقدمت على المسرح العائم، وحققت نجاحا كبيرا فاق كل التوقعات، وكانت السبب الرئيسى فى استمرار هذه الفرقة.
تقدم عوض إلى الدكتور عبدالقادر حاتم، بطلب تخصيص مسرح لفرقته بدلا من التنقل عبر المسارح المختلفة، ووصل الأمر إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى وافق على تخصيص مسرح الزمالك «مسرح نادى الضباط» للفرقة، بشرط أن تكون أسعار التذاكر نفس أسعار القطاع العام، وفى متناول الجمهور العادى، حتى يتثنى للشعب المصرى كله مشاهدة العروض المسرحية، فضل أن يكون افتتاح المسرح بمسرحية تسير على نمط عرض «نمرة ٢ يكسب»، التى حققت نجاحات كبيرة فى تلك الفترة، فاختار عبدالله فرغلى للكتابة، والفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى للإخراج، وأطلق على المسرحية اسم «طبق سلطة» فى ١٩٦٩.
قدم سابقة لم تحدث فى تاريخ المسرح من لحظتها حتى وقتنا هذا، وهى تقديم ١٢ شخصية فى عمل مسرحى واحد، والتنوع بين الشخصيات بشكل أبهر كل الحاضرين بقدراته الفائقة فكان المجهود قاتلا، ومع ذلك لم تنجح المسرحية، وخسر كل ما يملك من أموال وحاول مرارا وتكرارا أن يحقق أرباحا من ذلك العرض، وباءت كل المحاولات بالفشل، ثم عاد للعمل فى السينما من جديد لتسديد الديون المتراكمة عليه، ودفع الأجور الخاصة بالفرقة، والتى ليس لها أى ذنب فى نجاح أو فشل عرض، حتى طرأت له فكرة الذهاب بالعرض فى الإسكندرية على مسرح سيد درويش، والذى كان فاتحة خير على الجميع، وحققت نجاحا باهرا فى الإسكندرية، وسدد كل الديون المتراكمة عليه، ثم بعد ذلك بدأ فى تقديم المسرحيات القديمة حتى خرجت من نطاق المحلية إلى العالمية، وبدأت الفرقة رحلاتها خارج مصر، وكان جزءا من دخلها للمجهود الحربى، آنذاك، حتى اكتسبت الفرقة شهرة عالمية جعلت أغلب الدول العربية تطلبها بالاسم.
أحب مسرحيات نجيب الريحانى كثيرا، فكان يقوم باستدعاء أحد أبطال مسرحيات الريحانى للتمثيل معهم بالجامعة أو لمشاهدة مسرحياته، والتحق بفرقة الريحانى المسرحية لتكون بداية نجاحاته وشهرته، قدم مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية مع الفرقة، وقدم على مدار مشواره الفنى مسرحيات عدة، من بينها «جلفدان هانم» فى ١٩٦٢، «نمرة ٢ يكسب» فى ١٩٦٣، «أصل الحكاية» فى ١٩٦٦، «مركب بلا صياد»، فى ١٩٧٢، «شهر زاد» فى ١٩٧٦، «سعدون تحت الطبع» فى ١٩٧٩، «هات وخد»، فى ١٩٨٢، «ثرثرة فوق النيل» فى ١٩٩٠، وغيرها، إلى جانب أعماله السينمائية والدرامية. 
وعلى المستوى العائلى فقد تزوج محمد عوض من زميلة الدراسة «قوت القلوب مازن» وأنجبت له ثلاثة أولاد اتبعوا طريق والدهم، حيث دخلوا مجال الفن، ولكن فى تخصصات مختلفة، وهم المخرج السينمائى عادل عوض، والذى أخرج العديد من الأعمال السينمائية، والفيديو كليب، حتى تزوج الممثلة راندا عوض، وأنجب منها الممثلة جميلة عوض آخر عنقود الموهوبين فى العائلة الفنية ولها العديد من الأعمال، أما الابن الأوسط فهو مصمم الاستعراضات عاطف عوض، الذى تزوج من الممثلة رانيا فريد شوقي، وأنجب منها «فريدة»، و«ملك»، والابن الثالث هو الممثل خفيف الظل علاء عوض، الذى اشتهر فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، إنها حقا عائلة فنية بداية من الجد والأبناء، وأخيرا الأحفاد، فهل سيتوقف سلسال الفن عند جميلة أم سيستمر إلى باقى الأحفاد.