السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جواكيم فليوكاس يكتب.. الإخوان تعزز وجودها في 2019 بمباركة الجمهورية الفرنسية

جواكيم فليوكاس
جواكيم فليوكاس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتحت جمعية مسلمي فرنسا -اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقا- مسجدها العملاق في مدينة مولهاوس، مسجد النور، يوم 25 مايو الماضي.
ووفقًا لصحيفة "الألزاس" اليومية المحلية، حضر 2900 مسلم أول صلاة أقيمت في المسجد الذي تطلب إنجازه عشر سنوات من العمل وتمويلًا كبيرًا من قطر يقدر بـ2.5 مليون يورو، بالإضافة إلى 230000 يورو دفعتها مدينة مولهاوس.
وحظي المشروع بدعم مفتى الإرهاب يوسف القرضاوي شخصيا، حيث أطلق نداء بالفيديو للحصول على تبرعات، وكان صفوت حجازي، المسجون حاليًا في مصر بتهمة الإرهاب، قد حضر شخصيًا لزيارة جمعية أمل التي تدير المسجد في يونيو 2010.
والمسجد هو معقل جديد لجماعة الإخوان في شرق فرنسا، وتم افتتاح مسجد ريمس الكبير هذا العام أيضا في شهر مارس (المسجد دخل الخدمة منذ ثلاثة سنوات)، وتتطلب بناءه مبالغ كبيرة أيضا. 

حضر الافتتاح نائب المحافظ ورئيس البلدية أرنود روبنيت، وبعض كبار الشخصيات من الدول المانحة، وخاصة قطر، وكان حضور عمار الأصفر رئيس مسلمي فرنسا حفل الافتتاح مؤشرا على الأهمية الاستراتيجية لهذا المسجد الذي تبلغ مساحته 3700 متر مربع والمزود بمئذنة وقبة ويستطيع أن يستوعب 2000 مصلي.
وشوهدت كتب أبي بكر الجزاري (المتوفى في أغسطس 2018) في مكتبة المسجد، ومنها كتاب "الطريق الإسلامي" الذي يحظر بناء الكنائس في الأراضي الإسلامية ويدعو للجهاد من أجل "القضاء على جميع العبادات غير عبادة الله". 
والمسجد بمثابة قاعدة جديدة لجماعة الإخوان تسمح لها بدعوة مسئوليها التنفيذيين الدوليين كزياد دولتلي في فبراير 2016، العضو القيادي في حركة النهضة التونسية. 

وطمأن وزير الداخلية كريستوف كاستانير، "مسلمي فرنسا" هذا الأسبوع حيث شارك في ستراسبورغ في إفطار الجمعية يوم 29 مايو.
ويرأس عبدالحق النبوي من "مسلمي فرنسا" المجلس الإقليمي للثقافة الإسلامية في الألزاس، وقد شارك الوزير في تهنئته وقال: "أردت أن ألتقي بمسئولي المجلس الإقليمي الإسلامي لشئون العبادة وهو كيان مثالي ولدية رغبة في التغيير. هذه قضية هامة لكل من الجمهورية الفرنسية والإسلام. أقول لجميع الذين يريدون أن تكون أصواتهم مسموعة: سنستمع إليكم في أقرب وقت ممكن على أرض الواقع.. يجب بناء الإسلام في كل مكان وليس فقط في باريس. 
وتابع: "يمكننا بناء ديناميكيات محلية. المحافظات تصغى إليكم. في ستراسبورغ، يعد المجلس الإقليمي الإسلامي لشئون العبادة مختبرا للأفكار الخاصة بمستقبل الإسلام في فرنسا من خلال بناء الثقة مع المجتمعات، ومنع التطرف، وإقامة حوار بين الجهات الفاعلة ومجلس الأئمة. كل خطوة بناءة، يمكنكم متابعتها بأسلوب براجماتي وعن طريق حوار واسع. آمل أن تنتشر هذه الطريقة إلى مناطق أخرى".
 ولكن كيف يمكن محاربة التطرف مع الإخوان؟ خاصة أن عبدالحق النبوي انضم أيضًا إلى الجمعية الإسلامية لإسلام فرنسا التي يديرها حكيم القروي المحاط بالشخصيات الإخوانية. في الألزاس، تقع العديد من المساجد تحت سيطرة أئمة "مسلمي فرنسا" - اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقا - ومنها مسجد الإيمان وإمامه محسن عياشي، وأيضا مسجد بور دو راين الذي تعلم أحد مؤسسيه في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (التابع لمسلمي فرنسا) ومسجد دولاجار (المحطة) الذي يأمه المصري أحمد سامي، لا تضع الدولة أي قيود على ذلك فهناك مركز طبي إسلامي قيد الإعداد شارع فرانسوا ميتران في العاصمة الألزاسية، بمبادرة من جمعية باسريل التابعة لجمعية قطر الخيرية، وتمول قطر أيضا مدرسة تدعى إقرأ ومقرها لينجولشم بالقرب من ستراسبورغ بما قيمته 101000 يورو.

 كان عام 2019 عاما ممتازا لجماعة الإخوان في فرنسا، حيث حضر محافظ إيسون حفل افتتاح مسجد ماسي في أبريل 2019، والذي تبث قناة Youtube المؤتمرات التي يتم تنظيمها بداخلة ومن ضيوفه على سبيل المثال حسن ايكيوسن وهاني رمضان، هذا الأخير يدعو للجهاد لإقامة دولة إسلامية، حيث قال: "العالم الإسلامي يغلي.. هذه القوة يمكن ويجب توجيهها نحو الدولة الإسلامية، دولة تطبق القرآن والسنة.. لن يجد المسلمون سعادتهم المفقودة إذا لم يعودوا للجهاد ولم يسعوا إلى إقامة دولة إسلامية".
(هاني رمضان، خطب الجمعة والتذكير والنصائح، إصدارات تويد، 2011، صفحة 465) هناك مسجد كبير آخر به قبة ومئذنة تم الانتهاء منه هذا العام وهو مسجد بواسي-جورج،  أخيرًا هناك مسجد آخر به مئذنة في نهاية البناء في روان، يدعى الكوثر، ويبث هذا المسجد نصوص حسن البنا عبر موقعه على الإنترنت.
 ويقترب عدد مساجد الإخوان في فرنسا من مائتي مسجد وهذا العدد في ازدياد مضطرد. وتسيطر "مسلمي فرنسا" على اثنين من المعاهد الرائدة للأئمة والخطباء في سان ليجياد دو فوجيريه ونييفر وأوبرفيرز. 
ويضم الاتحاد الوطني للتربية الإسلامية وهو هيئة جديدة تابعة لمسلمي فرنسا أنشأت عام 2015 يضم 27 مدرسة ابتدائية وعشرات المدارس الإعدادية والعديد من المشاريع الجديدة، وبالنسبة للمتخصصين الزائفين الذين يدحضون فكرة انتماء "مسلمي فرنسا" إلى جماعة الإخوان نذكر هنا اعتراف زعيمها السابق الحاج تامي بريزي لصحيفة ليكسبريسون الجزائرية في  16 مايو 2002 حيث قال: "نحن إخوان مسلمون لكننا لسنا الإخوان المسلمين. الجميع، في رأيي، يجب أن يكونوا فخورين بالإخوان المسلمين".
يبدو أن جماعة الإخوان الشمولية لها مستقبل مشرق في فرنسا، على الرغم من الخطاب الشديد للرئيس يوم 25 أبريل الماضي حول الإسلام السياسي، ألم يقل إيمانويل ماكرون على قناة BFMTV في مايو 2017 "لن أحظر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا".