الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الفنان عز الدين حمودة.. رحلة مع "فن البورتريه"

فاتن حمامه
فاتن حمامه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنان الحلقة السادسة والعشرين من «بورتريه» جاء ليؤكد استمرارية عِلم الفن التشكيلي، وأن الفنان يستطيع أن يُضيف لمساته الفنية ليصل إلى إبداع جديد وبصمة جديدة لم يصل إليها مُبدع سابق بالرغم من خبرته وجودة أسلوبه، فهو فنان واصل ما بدأه رواد الجيل الأول مثل أحمد صبرى ويوسف كامل ومحمود سعيد فى فن التصوير وخاصة البورتريه، فاستخدم مشاعره الإنسانية والوجدانية كعنصر أولى فى أعماله حتى وضع بصمة أضافته إلى قائمة رواد هذا الفن، هو الفنان عزالدين حمودة.
وُلد «حمودة» بالقاهرة مع مولد أحداث ثورة ١٩١٩ المصرية، وبدأت رحلته الفنية منذ حصوله على دبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة بالقاهرة قسم التصوير مع نهاية أحداث الحرب العالمية الثانية فى ١٩٤٥، وكانت دراسته بهذه الكُلية محل ميلاد لرحلته الدراسية والفنية بالإضافة إلى بداية رحلته الشخصية، حيث تعرف فيها على زوجته الفنانة الكبيرة زينب عبدالحميد التى رافقته طوال مشواره ورحلته الفنية والعملية.
الفنان عز الدين حمودة كان يؤمن بامتزاج المشاعر مع الإبداع، ويتضح ذلك فى قوله: «الإبداع خلق.. وما أصدق لحظات الإبداع حيث يصل الاندماج النفسى لدى الفنان إلى الذروة والفكر والإلهام كلاهما يتحولان إلى ناتج مجسد لحمل خصائص الإبداع المتفردة».
ساهم «حمودة» فى تأسيس العديد من الجماعات الفنية بعد تخرجه، فجاء منها جمعية صوت الفنان، ثم مساهمته فى تأسيس اتحاد خريجى كلية الفنون الجميلة، ومن بعدها تأتى مُشاركته فى تكوين جماعة الفن الحديث بالقاهرة، وكان خلال هذه الفترة يعمل الفنان مُعيدًا بقسم التصوير من الكلية التى تخرج منها.
تدرج «عزالدين» فى المجال الأكاديمى بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالقاهرة، ولكن فى وسط مشواره سافر فى بعثة دراسية إلى العاصمة الإسبانية مدريد وحصل على دبلوم الأستاذية فى التصميم والتلوين من المدرسة العليا المركزية للفنون الجميلة سان فرناندو، ليواصل من بعدها مشواره الأكاديمى بكليته التى وصل بها منصب رئيس مجلس قسم التصوير وهو فى الخامسة والخمسين من عمره.
تأثر أسلوب «حمودة» بالفن الإسبانى خلال دراسته بها، فكتب عنه الفنان التشكيلى الدكتور صبحى الشارونى قائلًا: «عزالدين حمودة مصور يعتبر من الفنانين الرواد لفن البورتريه فى مصر، وتأثر بالفن الإسبانى والزخرفة البيزنطية، وقد بدأ حياته الفنية كمصور واقعى فرسم كثيرًا من الشخصيات والمناظر الطبيعية، وإن كان دائم البحث وراء قيم فنية جديدة فى اللون والشكل والتكوين».
إلى جانب عمل الفنان الأكاديمي، تم انتدابه وهو فى الخامسة والأربعين من عمره للعمل كمستشار ثقافى للسفارة المصرية فى المكسيك، ومن بعدها انتُدب للتدريس بالمعهد العالى للسينما وأكاديمية الفنون ثم تم اختياره عضوًا من الخارج فى مجلس إدارة المعهد العالى للمسرح، كما أنه انتُدب للعمل مستشارًا ثقافيًا للسفارة المصرية فى إسبانيا ومديرا لمعهد الدراسات الإسلامية فى مدريد وكان حينها يبلغ من العمر الخمسين عامًا، وتزامن هذا التوقيت مع اختياره عضوًا فى الوفد المصرى الذى وضع البرنامج التنفيذى الأول للمعاهدة الثقافية المصرية الإسبانية وأشرف على تنفيذها.
ترك الفنان عزالدين حمودة مدرسته الأم التى تعلم وعمل فيها وهو فى الخامسة والخمسين من عمره، ثم اتجه إلى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتم تعيينه رئيسًا لمجلس قسم التصوير وعضو بمجلس الكلية، ثم أستاذًا غير متفرغ بالكلية نفسها وتركها بعض الوقت ليتفرغ إلى إبداعاته الفنية، حتى تم إعادة تعيينه بالكلية والقسم نفسهم وهو فى التاسعة والستين من عمره، ليتوفى بعدها بعامين فى ١٩٩٠، تاركًا خلفه بصمة وتاريخا فنيا عميق الأثر.