الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية|| إبراهيم حجازي.. صدق الإخاء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
خاض الفنان إبراهيم حجازى بفرقته، رحلة إلى أقاليم وقرى مصر، لمواصلة نشاطها المسرحي، أخذ يتنقل من المنصورة، ميت غمر، الشرقية، السويس، الأقصر، قنا، وغيرها، حقق خلال مشواره الفنى نجاحا كبيرا، ولكنها لم تستكمل رحلتها وقررت التوقف نهائيا فى ١٩١٥، وترك بريقا فى القاهرة للفرق الأخرى، أنتج لنفسه منهجا إقليميا صارما، ليعلم من خلاله أقاليم وقرى مصر ما هو الفن المسرحي.
ويقول الدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، إن فرقة إبراهيم حجازى بدأت نشاطها الإقليمى بصورة متقطعة ومتفرقة فى قرى مصر فى ١٨٩٤، وانطلقت الفرقة فى رحلتها لتقديم عروضها المسرحية فى المنصورة فى ١٨٩٦، ولكن توقفت بسبب تفشى مرض معد فيها، وذكرت الصحف فى ذلك التوقيت أن الفنان حجازى حضر إلى المنصورة حاملا رواية بعنوان «الملك الظاهر بيبرس»، ونظرا للظروف التى يمر بها البلد فقد تقرر إيقافها منعا للازحام، فاتجه إلى ميت غمر ليقدم مجموعة من العروض المسرحية فى سبتمبر من نفس العام وهى «حسن العواقب»، «صدق الإخاء»، «غرام الملوك».
وأضاف إسماعيل، أن الفرقة ذهبت بعد ذلك إلى رشيد لإحياء عشر ليالى مسرحية إعانة منها نتيجة الحريق الذى نشب برشيد، وتسبب فى القضاء على بعض القرى بها، ومن بين الأعمال المسرحية التى قدمت فيها هى «صلاح الدين الأيوبي»، «محاسن الصدف»، الذى أبدع بها المطرب إبراهيم أحمد، وواصلت الفرقة مشوارها فى الأقصر فى نهاية ١٨٩٨، وقدمت موسما مسرحيا ناجحا وكان آخرها رواية «يوسف الصديق» التى حققت نجاحا كبيرا، ونالت استحسان أهالى المنطقة، وأخد الجميع بالأقصر يتحدث عن هذه الفرقة وما قدمته من عروض ناجحة، ثم اتجهت الفرقة أيضا إلى قنا فى ١٩٠٠ وقدمت مجموعة من العروض المسرحية المشهورة من بينها «كليوباترا» التى قدمت ببراعة فنية حكى بها أهالى قنا.
وتابع، أن الفرقة لم تتوقف لحظة عن نشاطها الفنى واتجهت إلى السويس فى ٢٠ مارس ١٩٠١، وقدمت مجموعة من المسرحيات من بينها «إظهار العدل» فى احتفال جمعية الأقباط الخيرية، مساعدة منها فى إنشاء مدرسة للبنات، وتخلل فصول العمل بعض الخطب من قبل أشهر الأدباء الأقباط أمثال بطرس سعد، مينا راغب، إسكندر، وغيرهم، ثم ذهبت الفرقة إلى جولة أخرى فاقوس - الشرقية فى ١٩٠٢، وقدمت عدة أعمال مسرحية منها «صدق الإخاء»، «صلاح الدين الأيوبي»، وعادت الفرقة مرة أخرى إلى ميت غمر فى ١٩٠٤، وقدمت مسرحيتين وهما «الخلين الوفيين»، «يوسف الصديق»، وتم تخصيص إيرادهما لممثل الفرقة عوض فريد.
سافرت الفرقة إلى تونس فى ١٩٠٩ خلفا لفرقة سليمان القرداحي، وقدمت مجموعة من المسرحيات، ولم تستمر كثيرا هناك حتى عادت مرة أخرى إلى القاهرة وقدمت عددا قليلا من أنشطتها فى الأقاليم بصورة نادرة جدا حتى ١٩١٥، وفى ذلك العام أعلن عن توقفه وتوقف فرقته لتكتب بيدها نهاية مشوارها الفني، وترك بريقا فى القاهرة للفرق الأخرى، وأنتج لنفسه منهجا إقليميا صارما، ليعلم من خلاله أقاليم وقرى مصر ما هو الفن المسرحي.