الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ|| "جامع داود باشا" أعظم ولاة مصر في العصر العثماني

جامع داود باشا
جامع داود باشا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها.
حمدناه فأرخنا بناءه.. حوى حمدا جزاه الله خيرًا
بهذه الكلمات الموجودة على لوح الرخام الذى سُجل عليه تاريخ واسم صاحب منشئ هذا المسجد، والذى يحمل اسمه هو داوود باشا بن عبد الرحمن والى مصر من قبل الدولة العثمانية، والذى توفى فى عام ٩٥٦ هجريًا ومات قبل أن يتم يتم بناء مسجده والذى شرع فى بنائه فى عام ٩٥٥ هجريًا، فأتم بناءه صيه أحمد بك بن عبدالله كتخدا فى عام ٩٦١ أى بعد رحليه بخمس سنوات.
ويُعد داود باشا من الولاة العثمانيين الذين طالت إقامتهم بمصر حيث ظل فيها لمدة إحدى عشرة سنة وثمانية أشهر، وكان رجلًا مستقيما دمث الأخلاق كريمًا ومحبًا للعلم وللعلماء، وتُعد فترة حكمه من الفترات القليلة التى شعر فيها أهل مصر بالأمن والاطمئنان ورخاء العيش.
ورغم تسجيل مسجد داود باشا كأثر يحمل رقم ٤٧٢ والموجود بشارع درب الشرفاء «بسويقة اللالا» بالسيدة زينب، إلا أنه تعرض للعديد من السرقات وكان آخرها سرقة حشوات المنافذ المصنوعة من الخشب المطعم بالعاج، وهى الحشوات النادرة، ويتكون المسجد من مستطيل يبلغ طوله ٢٣.٥ متر وعرضه ١٦ مترا، وتم تخطيطه حسب الطرز المعمارية السائدة فى تلك الفترة الزمنية والتى كانت تتبع الطراز العثمانى والمملوكى معًا، وتقع الواجهة الرئيسية فى الضلع الشمالى الغربى للجامع، وتحتوى على ثلاث كتل بنائية، الكتلة الأولى والتى تقع فى الركن الجنوبى الغربى للجامع، حيث يوجد المدخل الرئيسى الذى يمتد بطول ٤.٢٥ متر ويتقدمه كتفان بارتفاع ٩ أمتار، يسد بينهما باب من الخشب الخرط بعرض ٢ متر، يؤدى إلى قبلة من خمس درجات يصعد منها إلى ردهة تتقدم باب المسجد، كما يعلو الفتحة الخارجية إلى ما يقرب نهاية المسجد وتحت الشرفات كرديان ممتدان من الحجر نقشت فى خواصرها زخارف نباتية محورة وتنتهى بأربعة صفوف من الدلايات، وتبلغ سعة باب المسجد ١.٥٠ متر وارتفاعه ٢.١ متر يكتنفه مكلستان من الحجر، ويعلو الباب عتب من الرخام الأسود فوقه عقد عاتق مكون من صنجات معشقة من الرخام الأبيض والأسود، ويعلوه لوح من الرخام نقش عليه بيتان من الشعر سجلت اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء السابق، ويعلو اللوحة نافذة صغيرة مربعة ملئت بخشب الخرط، ويتوج هذا الباب عقد ذو ثلاثة فصوص زخرف بدلايات جميلة. ويحتوى المسجد على صفين من النوافذ يعلوهما عتب وعقد عاتق ثم شريط طويل من الكتابة، وقد ملأت تلك النوافذ من الخارج بمصبعات حديدية ومن الداخل بضلف من الخشب المطعم بالعاج والصدف والأبنوس، أما الصف العلوى فتحتوى كل حنية على نافذتين كذلك معقودتين وتنتهى واجهة المسجد كلها من أعلى بشرفات على شكل ورقة نباتية ذات خمسة فصوص.
ويتكون إيوان المسجد من مستطيل، ويتصدر الإيوان محراب مجوف كُسِىَ تجويفه وخواصره وجوانبه بالرخام الملون، ويعلو حائط القبلة أربعة نوافذ مربعة صغيرة تتوسطها ويقع فوق المحراب مباشرة نافذة مستديرة، أما مئذنة المسجد فقد تم هدمها فى عام ١٩٤١، ولم يعد بناؤه حتى الآن، وكانت مكونة من ثلاثة طوابق فوق القاعدة التى تعلو كتلة بناء الباب الثانوي.