السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عايدة الأيوبي لـ«البوابة نيوز»: الإنشاد الديني في مصر يحتاج لدعم كبير.. ألبوم «أسماء الله الحسنى » قدمنى للجمهور بشكل قوى.. موسيقى فترة التسعينيات لم تناسبنى فابتعدت وعدت مع الأغانى الدينية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوت عذب ونقي، صوت غربى ممزوج بطابع شرقي، فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها، استطاعت أن تترك بصمة وتأثيرا فى الساحة الغنائية بالتسعينيات، فردد الناس أغانيها، وحفظوها عن ظهر قلب، فكتبت ولحنت «لما قابلتك مرة صدفة، وعصفور طل من الشباك، من زمان»، وحققت نجاحا غير منقطع، التقينا ضمن سلسلة «أهل المدد» بالفنانة «عايدة الأيوبي»، التى عادت إلى الغناء بعد غياب لسنوات طويلة عن الساحة، بعدد من الأغانى الوطنية، والشبابية، والأناشيد الدينية.



* نشأتى فى أسرة من أب مصرى وأم ألمانية، فكيف أثرت نشأتك بين ثقافتين مختلفتين على تربيتك الموسيقية؟
بالفعل كانت النشأة لها تأثير كبير؛ ففى صغرى استمعت للموسيقى الغربية بكثرة، وسمعت كل أنواعها سواء كانت «كلاسيك»، أو «بوب»، ومع آخر سنوات بالمدرسة بدأت أتجه إلى الأغانى والموسيقى المصرية، ولكنه لم يكن مألوفا لدينا فى المنزل سماع الأغانى العربية أو المصرية، ثم التحقت بفرقة الموسيقى العربية للدكتور محمد ياقوت، وتمرنت أربعة أعوام، وحاليا بحكم الموسيقى التى أقدمها أستمع إلى الأغانى العربى أكثر، وفى الحفلات أقدم الأناشيد الصوفية والأغانى الخاصة بي.
* كيف انتقلت للإنشاد الدينى؟
لا أحب أن أستمر على نمط واحد، ففى طبعى التنوع الفنى، وفى أشكال الموسيقى التى أقدمها فيمكن، لأن هذه «الخلطة» موجودة بداخلي، هذا خلق عندى اختلاف فى اختيار الأغانى وعدم التكرار.
* ولماذا كان ابتعادك عن الفن؟
الموسيقى اختلفت تماما عن فترة التسعينيات؛ فظهرت موسيقى المقسوم والموسيقى السريعة، وكلها كانت لا تناسبنى ولا تتوافق مع الأغنيات التى أحب غنائها، وشعرت وقتها بالإجهاد، وباستنفاذ قدراتي، إلى بالإضافة لم أكن متزوجة ولم أكن محجبة، فالحالة التى كنت بها ألهمتنى بأن أسير فى سكة أخرى، فبدأت أبحث عما يناسبني، وما أستطيع تقديمه دون تنازل عن أشياء قد تغير نظرة الناس لي، وبعد عودتى بدأت أقدم فى الحفلات الأغانى القديمة، وأغانى إنشاد، وذلك لاقى استحسان المواطنين.

وماذا عن مشاركتك فى حفلات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ٢٣ فى دار الأوبرا المصرية؟
كانت مشاركتى بناءً على اختيارى من قبل دار الأوبرا، فهى المرة الأولى التى أشارك فيها بالإنشاد الدينى فى دار الأوبرا، وقمت بغناء «يا غفار»، ثم «يا طيبة»، وأغنية «ما شميت الورد»، «توسل ورجاء»، وأغنية «قسمًا بنور المصطفى» التى حققت نجاحا كبيرا، وأتمنى أن أحمل أغنياتى وأتجول بالعالم بفرقة الإنشاد الدينى، ونوصل للعالم كله رسالتنا ونرد على الاتهامات التى توجه ضد الإسلام، ونصحح المفاهيم الخاطئة التى يصلها البعض للناس بصورة غير حقيقية، ونوصل الصورة الحقيقية، لأن الإنشاد الدينى قادر على تصحيح صورة الإسلام أمام العالم كله، خاصة أن هناك مقولة تقول «اعرف فنك.. اعرف بلدك»، ويجب أن يظهر إلى النور تراثنا الجميل.
* بعد اتجاهك للإنشاد الدينى.. هل تجدين فرقا كبيرا بينه وبين الغناء العادى؟
بالفعل شتان، فالإنشاد الدينى طريقة أدائه مختلفة، وكان لا بد أن أفصل بين عايدة الأيوبى مطربة أغانى «على بالى» و«عصفور» عن مطربة الإنشاد الدينى، لأقدم نفسى بشكل مختلف، فالأغنيات سهل أن تتمايل الفنانة أو تعبر بوجهها عن الكلمات وتجسيد المعانى بالحركات، أما الإنشاد فله وقاره وقدسيته، وفى التمايل فرق كبير بين الاثنين.
* الأناشيد الدينية صعبة.. كيف تجاوزت ذلك وقدمتها بشكل احترافى؟
أنا أنتمى لإحدى الطرق الصوفية وأعشق الأغانى الصوفية، وأذهب إلى المقامات وأقوم بالإنشاد، وهذا الأمر يسعدنى جدا، فهو شىء ممتع بالنسبة لى، وأعتقد أن ألبوم «أسماء الله الحسنى» قدمنى للجمهور بشكل قوي، وكان هذا العمل بمثابة بطاقة تعارف بينى وبين الجمهور، مما أهلنى للقيام بخطوة الإنشاد الدينى وبقوة وسهل عليا خوض التجربة.


* وكيف ترين وضعية الإنشاد الدينى فى مصر؟
الإنشاد الدينى فى مصر يحتاج إلى دعم كبير، لأنه فن الروح يسمو بروح البشر، ونحتاج له بشدة، وبالأخص فى تلك الفترة التى نتعرض فيها للفتن الكثيرة، وأعتقد أن الإنشاد الدينى يهدى الناس إلى السلام، ويبعث رسالة سلام للمسلمين جميعا من أجل التوحد، ومع انتشار الإنشاد سيقل كم الغضب وسيغير أخلاقيتنا إلى الأفضل، والشىء الحلو يصل للناس جميعا، خصوصا أنى أجاهد فى سبيل أن تسمع الناس الكلمة الحلوة، ولا هدف لى غير ذلك؛ فالإنشاد الدينى غير مربح، فمثلا ساقية الصاوى تأخذ مننا على الحفل ٦٠٪ من قيمة التذاكر منها ٢٥٪ ضريبة ملاهى، لا أحد يعرف ما الفائدة منها، خاصة أنها تخص المطاعم والمقاهى الخارجية للحفل، فلا علاقة لنا بها فالإنشاد الدينى غير مربح.
* قمت بالتعاون مع الشاعر الفلسطينى محمود درويش، والموسيقار مارسيل خليفة... كيف كانت التجربة؟
هما موهبتان لا تقدران، بثمن فالموسيقار مارسيل خليفة، لديه مدرسة خاصة به لأنه يقدم الأغنية بشكل سياسى، وبمجرد أن نسمعها نشعر بأنها أغنية عاطفية، فكان يمتاز بذلك الأسلوب مع الشاعر محمود درويش، وكان بالنسبة لى مدرسة جديدة تعلمت منها.