في رسالة متكررة ترسلها القوات المسلحة المصرية وجهاز المخابرات لكل مصري لطمأنته بأن مصر لها درع يزود عنها، وسيف يجتز رقاب كل من يحاول أن يمس ترابها بسوء؛ رسالة مضمونها الويل لكل من تسول له نفسه الاقتراب من أمن هذا الوطن، أو محاولة شق صفوفه .
فقد تناولت وسائل الإعلام المصرية والعالمية أمس خبر تسليم الجيش الوطني الليبي
للمخابرات المصرية الإرهابي هشام عشماوي، الضابط المفصول من القوات المسلحة المصرية،
والذي كان أحد مؤسسي جماعة أنصار بيت المقدس، وأحد العناصر القيادية فيما سمي من قبل
الجماعات الإرهابية بـ"تنظيم المرابطين"، وقد
انضم إلى تنظيم القاعدة بحسب المصادر الأمنية بعد إحالته إلى التقاعد في عام ٢٠١٢،
وتم إلقاء القبض عليه في ٨ أكتوبر ٢٠١٨ في مدينة درنة شرق ليبيا من قبل الجيش الوطني الليبي، وقد كان
العشماوي المطلوب الأول على لائحة الإرهاب في مصر، حيث كان العقل المدبّر لعدة هجمات استهدفت ضباط وجنود القوات
المسلحة .
قد آن لأرواح الشهداء أن تستريح، فقد تركوا خلفهم رجالا لم يفرطوا يومًا في
ثأرهم؛ رجالا أثبتوا مراتٍ ومرات أنهم على قدْر المسئولية في الحفاظ على ثرى هذا الوطن الغالي،
بارِّين بقَسَم أقسموه أمام الله والناس بالحفاظ على سلامة الوطن والنيل من كل يد خسيسة
تريد أن تعبث بأمنه وسلامته .
شتان ما بين رجال
يقدمون أرواحهم فداء للوطن ورجال باعوا وطنهم وألقوا بأنفسهم في أحضان دول معادية
تريد بمصرنا خرابًا ودمارا، شتان ما بين رجال حملوا سلاحهم من أجل الدفاع عن سلامة
بلادهم، ورجال حملوا أسلحتهم لقتل الأبرياء وإزهاق أرواح لا ذنب لها.
اليوم تنام أرواح الشهداء مستبشرة بما أعد الله لها من جزاء عظيم وجنان قد وعدهم الله إياها، فهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهنيئًا لهم بمكانتهم، ولرجالنا البواسل التحية والتقدير.
