الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية|| كاميل شامبير.. عشق آلة "الكورنيت".. وقاد "أوبرا كارمن"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
بدأ الفنان السورى كاميل شامبير مشواره الفنى فى ١٩١٢، عندما كان يدير محلا تجاريا لبيع الآلات الموسيقية بسوريا، عشق لآلة «الكورنيت» حتى أصبح متخصصا فيها، حيث كانت الموسيقى بمثابة العلاقة الترابطية بين الفنانين والفن، لمع اسمه فى الوسط الفنى فى ١٩١٦، حتى ضمته منيرة المهدية إلى فرقتها الموسيقية ليصبح رئيسا لها.
ويقول الدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الفنان كاميل شامبير، جاء إلى مصر بسبب ازدهار الفن المسرحى وما يصاحبه من الموسيقى بها، طمعا فى الشهرة والنبوغ فى ١٩١٦، وبسبب قيادته لموسيقى «أوبرا كارمن» فى ذلك العام بلغت شهرته تفوق كل الأفق، سمع عنه نجيب الريحانى فقرر ضمه إلى فرقته فى ١٩١٨، استمر معه لمدة عامين، لحن فيها مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «على كيفك»، «كله من ده»، «دقة المعلم»، وغيرها، حتى أتقن العزف على «البيانو» فى تلك الفترة، وأصبح من نوابغ الطريقة الشرقية.
وأضاف إسماعيل، أنه كون فرقة مسرحية مع أمين عطاالله فى نهاية ١٩١٩، فى منطقة الإسكندرية، وكانت تقدم «الفرانكواراب»، وشاركه مجموعة من كبار الفنانين من بينهم «حياة صبري، أبريز أستاتي، سيد بهنسي، فكتوريا حبيقة، أمينة محمد، وغيرهم، فقد حققت الفرقة نجاحا كبيرا، إلى أن بلغ الإيراد الشهرى بها أكثر من ثلاثة آلاف جنيه، والذى يعد أكبر إيراد تحققه فرقة مصرية فى ذلك الوقت.
وتابع، أنه هذه الفرقة ذاعت شهرتها إلى أن وصلت إلى أقطار الدول العربية، وتلقيت عرضا سخيا من سوريا، وأخذ الحنين يأخذه للعودة إلى بلده، وقد نالت الفرقة شهرة أكبر منها فى مصر، فقرر الانفصال عن هذه الفرقة مؤقتا، وكون فرقة خاصة به بمسرح كازينو دى باري، وقدم من خلالها مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «الصبر طيب» فى الرابع والعشرين من أكتوبر ١٩٢٠، «المضحك المطرب» فى الحادى عشر من نوفمبر ١٩٢٠، من تأليفه وشاركه حسين شفيق المصري، إضافة إلى تلحين أوبرا «عجايب»، ووضع محمد شكرى أزجالها، وكانت أول أوبرا تظهر على المسرح بحيث تبتدى وتنتهى بالغناء، وبرع فى تلحينها حتى أشاد به أحد عمالقة الفن من بينهم سيد درويش، كامل الخلعي، سامى الشوا، إبراهيم القباني، حتى عاد إلى فرقة أمين عطا الله من جديد فى ١٩٢٥، وقد سافر مرة أخرى إلى سوريا فى أواخر ١٩٢٥، لتأسيس فرقة لها هناك، وعاد مرة أخرى لقيادة الموسيقى فى فرقة أمين عطا الله التى كانت تجوب بلاد الشام حتى ١٩٢٧، وظل من الفرق المنسية التى لا يعرف عنها الكثير لريادتها المسرحية.