السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عودة المسرح وكسر الصندوق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ تراجع دور المسرح فى حياتنا، وأنا أفتقده كما يفتقده الكثيرون ممن اعتادوا جماله وبهاءه، زخم الموسيقى وانهمار الضوء أو خفوته أو تركيزه ووقع أقدام الممثلين والراقصين على الخشبة بما يتوازى مع عنف الموقف أو شاعريته وسحر التوحد مع الشخصيات والسفر إلى عالمها ونحن نجلس فى كراسينا. وطالما كتبت عن ضرورة استعادة ما فقدناه وترميم المسارح بالمحافظات وبدء نشاطها، كما وناديت بالاهتمام بالمسرح المدرسى بشكل عام لا بمسرحة المناهج فقط.

وكم سعدت بوجود البروتوكول الموقع بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة فيما يخص الشراكة فى الأنشطة المختلفة وحضور طلاب المدارس للعروض المسرحية ومعارض الفن التشكيلى وغيره بالمجان أو بشكل رمزى لكن المسرح هو ما يعنينى هنا. استبشرت خيرًا وقت إطلاق البروتوكول أثناء تولى د. جابر عصفور للوزارة وتحدثت إليه شخصيًا أثناء حضوره مؤتمر أدباء مصر بأسيوط عام ٢٠١٣ عن مشروع مكمل للبروتوكول أو ميسر له؛ لأننى اعتدت تجهيز الحلول قبل الحديث عن المشكلات؛ كما اعتدت البحث عما يحول السلبيات إلى إيجابيات. هكذا أرسلت مذكرة إلى مكتبه بالمقترحات التى تحيله إلى حقيقة على أرض الواقع وتصيب الأهداف التى وضع من أجلها، وهى إضاءة العقول وتطهير المشاعر وإحداث الحراك المنوط به، اقترحت تفعيل الشراكة بين التربية والتعليم والثقافة فيما يخص تجهيز مسرح بإحدى المدارس فى كل قرية بشكل يسمح بإقامة الحفلات وعرض المسرحيات التعليمية. ويسمح أيضًا باستضافة العروض التى تقدم على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة، سواء للكبار أو الصغار وفق جداولهم على أن تسافر العروض إلى المناطق الأقرب جغرافيًا فتذهب عروض مسرح المنصورة إلى قرى المنصورة والإسكندرية إلى قراها وهكذا دواليك. هكذا يصل المسرح إلى قلب الريف الذى لم يعد ريفًا وقلب مصر الذى ينبض بعيدًا عن عواصم المحافظات. كلنا نعلم طول ليالى الصيف ميل الأسرة للخروج بصحبة الصغار للمتنزهات بشكل أسبوعى وربما كل ليلة. هذا المقترح لن يكلف وزارة التربية والتعليم الكثير إذا تم تحديد سعر مخفض لتذاكر حضور العروض بما يسمح إيرادها بمصروفات نقل الديكور وانتقال الممثلين ويوفر هامش ربح يوضع فى صندوق لتجديد المسرح والحفاظ عليه أو تستخدمه المدرسة كمورد دخل مجتمعى تحت أى بند قانوني. هذه ليست المرة الأولى التى أكتب فيها هذا المقترح، ولن تكون الأخيرة فطالما ناديت به وسأنادى ولن أمل حتى يجد الأذن التى تصغى والقلب الذى يعى والإرادة التى تفكر خارج الصندوق، مللنا الأفكار التى نرصها فيه بعناية ونلمعها كل فترة ونعيد رصها من جديد بأناقة مللنا، ولكن الأمر ليس إرادة فردية أعرف وأعى وأحلم وأكسر الصندوق بكل شجاعة.